مرض نفسي
أنا عمري 16 سنة مصابة بوسواس قهري شديد في الكفر وسب الدين والاستهزاء به والشك في العقيدة وغيره قد جاهدت نفسي كثيرا لأتعالج لكن ساءت حالتي أكثر، ابتعدت عن الله لأنني أخاف أن أوسوس وأصبت بالاكتئاب من ستة أشهر وأعراضه لم تذهب إلى الآن! حاولت الانتحار أكثر من مرة وتدمرت نفسيتي وأصبحت أكره كل شيء ولا شيء يسعدني وفقدت الشغف والحماس وأعاني من صعوبات في التركيز وتشتت وتدنى مستواي الدراسي بشكل ملحوظ.
أيضًا أنا مازوخية من طفولتي السيئة وأكره نفسي وأحس أنني لا أستحق شيء تعلمت هذا من أمي لأنها تكرهني وتظلمني غير ذلك أنا لا أستطيع التعبير عن نفسي ومشاعري هذه أول مرة أتكلم عن مشاكلي لأنني أخاف من نظرة الناس لي وأخاف أن يرونني ضعيفة ويقولون عني حساسة زي لما كنت طفلة أعلم أنني ضائعة لكن لا أعرف ماذا أفعل وليس لدي أحد يعلمني أهلي مشغولين بحياتهم ولا يهتمون بي ولا أستطيع إخبارهم لأنني أراهم نادرا وعلاقتي بهم سطحية.
وهم أصلا لا يريدونني ولن يسمعوا لمشاكلي وليس لدي أي أخوة أو شخص أثق به أنا أريد أن أتغير وأتعالج لكنني صغيرة وليس لدي دخل لأقدر على مصاريف العلاج حتى لا أقدر أن أخرج وأذهب للعيادة لأنني لا أملك سيارة فكل الظروف تمنعني أخاف أن يكون الله غاضبا علي لأن حياتي جدًا سيئة عكس أصحابي
لا أعرف ماذا أنتظر منكم ؟؟ أن تجيبوني؟؟
لكن يكفي أنني تكلمت
17/9/2021
رد المستشار
صديقتي
في سنك الآن، هناك الكثير من الشباب ممن يعانون مما تعانين منه من شك في العقيدة إلى شك في النفس إلى فقدان الثقة بالنفس (في الحقيقة هي ثقة عالية في رأي سلبي في نفسك) إلى الخوف من نظرة الناس إلى الحساسية المفرطة إلى انشغال الأهل والإحساس بأنهم غير مرغوب فيهم من الأهل، بل والشك في أن الأهل ليسوا هم الأهل الحقيقيين وأنهم أناس يندمون على تبني هؤلاء الأطفال الذين هم الآن الشباب المعذب المحتار.... لست وحدك في هذا مطلقا ولو أن أغلب الشباب لا يبوحون بأسرارهم هذه لبعضهم البعض في أغلب الأحيان..... لأنهم كثيرا ما يقولون لأنفسهم أن لا أحد سوف يفهم أو يهتم.
وسواس الدين والعقيدة له علاقة وثيقة بالرغبة في الثورة على سلطة من في المنزل مثل الأب أو الأم... الموضوع لا علاقة له بالدين أو بالله وإن كان ظاهريا يبدو كذلك.... كراهيتك لنفسك غير مبررة.... حتى وإن كانت أمك تكرهك فليس هذا معناه أنك إنسانة لا تستحق أن تحب نفسها (لا علاقة لحب النفس بالأنانية أو الكبر أو الغرور) أو أنها لا تستحق الحب مثل باقي خلق الله. لو لم تؤمني بوجود دين وإله لما أرقك سبهما ولما سببتهما في الأصل.
إن كنت مازوخية على حد تعبيرك وتعليلك فلا شك أنك تستمتعين بالألم وتستعذبينه.... هل هذا حقيقي؟؟ ربما يكون كذلك على مستوى اللاوعي.... على أي حال، لديك الاختيار بين أن تبقي هكذا وبين أن تبدئي في الحياة بشكل مختلف.... أن تكوني فاعلة بدلا من "مفعول بها".
ماذا تريدين في حياتك وكيف يمكن لهذا أن يتحقق وما هو دورك في تحقيقه؟
إن كنت تريدين أن يفهمك الآخرون فعليك أولا بفهم نفسك ومحاولة فهمهم.... عليك بالإنصات لهم ولنفسك فيما هو إيجابي ومشجع وأيضا فيما هو انتقاد سلبي (ولكن بغرض التقدم والتحسن وليس لجلد الذات)... إن كنت تريدين أحدا تثقين به فعليك الثقة بنفسك (بطريقة إيجابية) أولا وهذا ما سوف يتيح لك أن تختاري من يمكنك الثقة بهم بطريقة صحيحة وصحية.
علاجك يبدأ من قرار أن تغيري حياتك عن طريق تغيير أفكارك وأفعالك إلى ما هو إيجابي وصحي
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب