وسواس الحلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا ومنذ صغري أعاني من مختلف أنواع الوساوس القهرية من نظافة وعقيدة وأمراض والموت وهذا الوسواس وراثي لأن أمي وخالاتي أيضا مصابات به، ولكن منذ سنة مضت أصبت بوسواس الحلف والنذور وهذا هو الأصعب بينهم والأقوى لأنه أصابني مع فترة نضوجي وابتداء فهمي للحياة في بداية سن العشرينات وقد تراكم وازداد هذا الوسواس بي لدرجة كبيرة جدا بحيث أصبحت أحلف على كل شيء وتطور أكثر لدرجة أنه لا تكاد تمضي دقيقة بل ثانية إلا والوسواس موجود.
وفي الفترة الأخيرة أصبحت أنا من يتذكر هذا الوسواس وأنا من يحلف عندما أكون منشغلة في شيء عن الوسواس كالدراسة مثلا أو عند استيقاظي من النوم أو عندما أكون مندمجة في شيء ما فأتذكر الوسواس والحلف وأنا من يحلف متعمدا. وإضافة لذلك ففي بداية إصابتي به كنت أقرأ فتاوي كثيرة عن هذا الموضوع وقرأت أنه من ينوي بيمينه استمرار فيستمر يمينه أي لا ينفك بحنث وكفارة بل يستمر مع الشخص وإذا حنث مرة أخرى يكفر مرة أخرى أيضا وهكذا...
فبقي في بالي هذا الشيء وأصبحت الأيمان مستمرة إضافة لكثرتها، والآن أصبحت أحلف بكثرة وبصورة تكون فيها الإيمان مستمرة وعن تعمد وأحس أنني أدمنت هذا الشيء لأنني كما أخبرتكم عندما لا يكون الوسواس موجود أنا من يستدعيه ويتذكره وأنا من يحلف ليعود من جديد، حاولت أن أتجاهله وأتقلبه لم أستطع ومهما مارست طرق لعلاجه أخبرني بها أخصائيين على الإنترنت أو شيوخ أستفتيهم لم أتخلص منه ولم أستطع،
ولاأستطيع كذلك الذهاب لأطباء نفسيين لأنه لا يوجد هكذ أطباء في مدينتي. ولكي لا أحلف أصبحت أحاول جعل فمي يتكلم كثيرا وبشكل مستمر وأحيانا بأشياء غير مفهومة ولا معنى لها لكي لا أحلف أو يستغفلني الوساوس في حالة سكوتي وأصبح هذا هو الفعل القهري لدي.
والآن قد أحطتكم بجميع أسباب حالتي أتمنى منكم مساعدتي كيف أتخلص منه وكيف أتخلص من تأنيب ضميري ومن جميع الكفارات والأيمان التي في ذمتي أرجوكم ساعدوني فلقد حرمني راحة البال ومن لذة الحياة البسيطة التي أعيشها وقلب حياتي جحيم ودمر حياتي الدراسية من تفوق وامتياز إلى رسوب في سنة واحدة فقط .
شكرا جزيلا مقدما
وجزاكم الله خيرا.
17/9/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك يا "إيمان" أعانك الله، فالوسواس متأصل في عائلتكم كما يبدو، وبدأ معك في سنّ صغيرة، فالحمد لله أنك وصلت إلى هذا الحد فقط وليس إلى أسوأ منه....
أيمانك هذه -ومثلها نذورك- لا تنعقد ولا كفارة فيها، لأنك مكرهة عليها بسبب الوسواس..... وقصة شعور الموسوس بأنه هو من يستدعي الوسواس، أو من يقوم بالفعل القهري بإرادته، قصة مكررة يقولها الموسوسون، مع أن الحقيقة ليست كما يقولون، أي ليسوا هم المسؤولين عن إحضار الوسواس، ولا عن تنفيذه.
وأضرب مثالًا على ذلك: كلما ذهبت لزيارة صديقتك يظهر لك حيوان كاسر في الطريق ثم يذهب، فصرت كلما سرت في طريق منزل صديقتك تتذكرين ذلك الحيوان وتخافين وتقلقين وترتجفين وكأنه أمامك....، ثم كالعادة يظهر لك الحيوان ويختفي.....، هل من عاقل يقول: إن تذكرك لهذا الحيوان أثناء الطريق هو سبب ظهوره لك؟ بالطبع لا!
أنت لا تملكين إلا أن تتذكري ذلك الشيء الذي تخافين منه، سواء كان حيوانًا أو إنسانًا، أو فكرة وسواسية....، وتذكرك لها لا يعني أنك أنت التي أحضرت الوسواس وتسببت بالفعل القهري الذي هو الحلف.
وسواس الحلف كغيره من الوساوس، يكون قهريًا، والقهر يتنافى مع الإرادة، وإذا انتفت الإرادة انتفت المسؤولية والمحاسبة. فلا داعي للخوف، ولا داعي لاحتياطات الأمان التي تقومين بها من شغل لسانك بالكلام....
الحل الوحيد هو التجاهل بعد معرفة الحكم بأنك غير مؤاخذة، وأيمانك كلها لغو لا محاسبة عليها ولا كفارة فيها....، ولا تطالبين بإزالة الفكرة بالكلية من رأسك، يكفى أن تكملي حياتك دون خوف منها ودون استجابة لها بمقاومة الحلف القهري
وإذا لم يكن لديكم طبيب نفساني، ألا يوجد طبيب ثقة يعالجك عن طريق جلسة مباشرة على الإنترنت يا ترى؟
عافاك الله وأعانك على تجاوز محنتك.
واقرئي أيضًا:
وسواس الأيمان ليست أيمان بل وسوسة
الباطن والظاهر والوسواس والنذر