وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر! م4
وسواس النجاسة
(لولا سلامك ما سبق كلامك لكنت أكلتك ومصمصت عظامك)
لهيك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتورة رفيف وأشكرك شكرا لا يعلمه إلا الله لما خففته أحكامك من حالتي
ولكن بقي هناك إشكالان أدعو الله أن يكونا الأخيرين في مشكلتي
الأول..
دائما تكررين يجب عليك (((كموسوس))) أن تتبع سنية الإزالة في كافة النجاسات لأن هناك قول مشهور لدى المالكية بذلك
ولكن مربط الجمل هو كلمة "كموسوس"
اعتبري أني شخص معافى سليم غير موسوس (اعتبريني دكتورة رفيف الصباغ شخصا ليس لدي وسواس نجاسات ولله الحمد) فهل في هذه الحالة يحق لي أن أطبق سنية إزالة النجاسة وأصلي بالنجاسة وأعيش بها في أم أني دخلت في باب اتباع الرخص المبالغ فيه بدون وجود حالة مرضية تدعو لذلك وأكرر أرجوك أجيبيني كشخص لا يشكو من أي وساوس أبداً أي هل حكم المالكية بسنية الإزالة هو قول يجوز تطبيقه للجميع بغض النظر إذا كانوا موسوسين أو لا؟
أقصد هل هو حكم للجميع مرضى ومعافين، مجانين وأصحاء
كمثال هناك مذهب يقول لو شخص لمس مرأة يفسد الوضوء ومذهب آخر يقول لا يفسد فلو شخص ماشي عمذهب أن اللمس يفسد الوضوء وبالمترو مثلا جلس بجانب مرأة ورجع البيت وصلى مباشرة رغم أنه لا يوسوس والماء موجود وببيتو ولديه وقت للصلاة يعني مش مستعجل بس قال هناك مذهب يجيز لمس المرأة فخلينا نصلي فهل هو هون أصبح آثم وصلاته غير مقبولة (هذا مثال توضيحي فقط لسؤالي الأول وليس سؤال بحد ذاته) وأتمنى تكون الإجابة للجميع موسوس وغير موسوس ما حكم اتباع رخصة مالك بالسنية بدون وجود أي علة لذلك
الإشكال الآخر
حضرت مقطع فيديو لشيخ مصري يقول لا يجوز اتباع الرخص من كل مذهب ولو فعل الشخص ذلك لدخل في عالم الذنوب واللعب بالدين - بما معناه - فما صحة قوله..
وأكرر شكري للدكتورة نفعنا الله وإياها للخير وزاد الله في علمها وعملها
وجعل إجاباتها لنا في ميزان حسناتها .
17/9/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"
سؤالك الأول تكرره كثيرًا صراحة أو تلميحًا.... وكأنك لم تقتنع بعد بأنك موسوس، رغم أن وساوسك تعد من طرائف الموسوسين!!
سؤالك هذا باختصار كمشلول يسأل: افرضي أني أستطيع المشي، فهل يحق لي أن أصلي قاعدًا؟ ماذا يهمك في الأمر؟ أنت يحل لك ما لا يحل لغيرك....
على أن هذا المثال ليس منطبقًا على حالتك من كل وجه، فالمالكية لما قال قسم من علمائهم بسنية إزالة النجاسة قالوا ذلك لعامة الناس وليس لأجل عيون الموسوسين فقط، ولكني أخبر الموسوسين بهذا الحكم كي ترتاح أعصابهم، لأنه حتى إن بقيت النجاسة (التي يتخيلون وجودها) فصلاتهم صحيحة مثل صلاة سائر المالكية الذين يأخذون بحكم سنية التطهير للصلاة.
وأما اتباع الرخص فيعد تلاعبًا بالدين وفسقًا إذا تعمد الشخص انتقاء الرخص والأسهل من كل مذهب، بشكل كيفي ودون حاجة، بحيث يجعل الدين مفصلًا حسب هواه، وليس هواه تبعًا للدين، وليس التلاعب بالدين إلا هذا.
أما من عرضت له حاجة دفعته للتقليد فهذا التقليد في حقه مباح وقد يصبح واجبًا إذا كان مقصود الشرع لا يتحقق إلا بالتقليد، مثل حالة الموسوسين. وأرجو أن يكفيك قول المليباري في كتابه قرة العين في الفقه الشافعي: (الأولى لمن ابتلي بوسواس الاخذ بالأخف والرخص لئلا يزداد فيخرج عن الشرع). وهذه العبارة مذكورة عقب بيان حكم متتبع الرخص مباشرة! إذن هناك استثناء صريح للموسوس من أحكام الأصحاء، وما زلت غير مقتنع!
ويا رب تقتنع.... يا رب تقتنع
ويتبع >>>>>>>: وسواس قهري تعمقي: وسواس الاستنجاء والتطهر! م6