السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أرجو منكم الإجابة على سؤالي، حيث أنني كلَّما تقدم لي رجل، أرفضه، لأني أعاني من تورم وترهل في جزء من العورة، وذهبت لعدة طبيبات، جميعهن ينصحنني بعدم عمل عملية لإزالة هذا التورم، خصوصًا أنه لم يكن واضحًا إلا باللمس، حيث أنه بارز بشكل بسيط، ولو قمت بعمل عملية، سوف يظهر أثر لها، وأنه لا داعي لتأخير الزواج بسببه،
وبعضهن كان تشخيصهن: أنه تليف بالجلد، وبعضهن: كيس دهني، وأنا خائفة أنني لو وافقت بالزواج دون إخبار المتقدم، أنه غش له، وأنه سيترتب عليه الطلاق، وأقع في الحرج مع أسرتي وجماعتي، وأنا على خلق ودين ونسب ومكانة اجتماعي، وخجولة جدًّا، حتى أهلي لم يعلموا بمعاناتي، لشدة خجلي، مع أن لها أكثر من عشر سنوات،
وأصبحت بين هَمِّ: كيف أكتم الموضوع على الخاطب، وبين هَمِّ نظرة المجتمع لي بسبب عدم الزواج.
وجزاكم الله خيرًا.
15/09/2021
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "جنان" على موقع الصحة النفسية مجانين.
لأقول لك باختصار ماذا حصل معك، قد وضعت نفسك بين مخاوف كثيرة، خوف من الأهل ومن الزوج المستقبلي ونظرة المجتمع وخوف من آثار الجراحة، هذا لن يساعدك على تدبير هذا الصراع أو تجاوز هذه المحنة. فأنت مهما كان لك من التبريرات الصادقة والمخاوف المبرّرة تسدين عليك باب كل حلّ. لاحظي معي، أنك خجلة جدا من إخبار أهلك، وتمنين أن لو أخفيت ذلك على خطيبك، وتخافين من اكتشافه ذلك قطعا بعد إخفائك له، ثم تخافين من الطلاق إن لم يتقبل ثم المجتمع.... لاحظي معي أنك تضعين فعلا حواجز لا يمكن تجاوزها للوصول للحلّ، سددت كل الأبواب. تتضخم المخاوف إن لم نجابهها بشجاعة ونحسم في أمرها، وحتى نظرتك لأهلك فهي نابعة من خجلك وافتراضاتك حول درة فعلهم، خصوصا أنّ الأمر طبي محض وليس أخلاقيا حتى يحاسبونك، إنما هو صورتك عن نفسك التي تريدين أن تحافظي عليها أمام أهلك، بعد إخبارهم عن شيء محرج و"مخزٍ" بالنسبة لك ستنهار تلك الصورة، مع أنه ردة فعلهم قد تكون متفهمة.
أما عن الغش، بعيدا عن التدقيق في هذا المفهوم، لأنه لو كان هذا غشا لوجب على الرجل أن يقول لك أن لديه كذا وكذا مما يخفيه الرجال ويكون عيبا! لذا بعيدا عن هذا، مفاجأة الخاطب أو العكس بأمر كان مخفيا ولم يُطرح للنقاش حتى نرى تقبّله له من عدم تقبله، يجعل ردة الفعل مجهولة تماما وسنشعر الطرف الآخر بنوع من النّصب، وإذا تجنبت إخبار الخطيب في الأول سيعرف ذلك وتجتمع الصدمتان، صدمة أنك "كذبت" وصدمة "أن عندك شيئا ما"....
أقول كل هذا لتعرفي أن الحل الوحيـد هو أن تخرجي من قوقعة الصورة المثالية التي تريدين أن تصدّريها والثقل الذي تحملينه فوق كاهلك عن "الأسرة الصالحة المتدينة ذات السمعة الحسنة".... لكن الآن في مأزق لأنك لو أخبرت الخاطب ستخبرين بذلك أسرتك أيضا لأنه سيقولها لهم غالبا، وإن أخبرت أسرتك ستضطرون أو تضطرين لإخبار الخطاب بذلك، كلاهما ثقيل عليك، وهذا لن يُعينك، تعاملي مع الأمر بشكل شخصي أي أنه يخصك ويخص صحتك قبل كل شيء، وأن لا يحق لأحد أن يمنعك من الإفصاح أو أن يستنكر عليك، فعشر سنوات من الكتمان، تخيلي لو تفاقم الوضع في تلك السنوات؟ هو لم يتفاقم حمدا لله عضويا، لكن نفسيا تضخّمت المخاوف وزاد الشعور بالعار أضعافا مضاعفة، وأفترض أنك لم تفتحي الموضوع معنا إلا وأنت تحت ضغط الزواج، وربما لم تكوني لتفحي الموضوع مع أحد.
لذا الحل هو أن تتعاملي مع الأمر على أنه أمر يخصّك أولا ومن شأنك ولا تجرّي معك كل هموم وفخر العائلة وأقوال المجتمع ولا تفترضي الأسوء من طلاق وويلات..
فأنت بين حلين، إما أن تقومي بجراحة وأظن أنها لن تكون بارزة بتقدم تقنيات الجراحة والخياطة والتجميل، ويمكنك آنذاك أن تتحدثي عنها بصيغة الماضي مع الخاطب على أنه مجرد ندب صغير جراء عملية على تليف جلدي (يعني ليس شيئا خطيرا)
أما الحل الثاني فهو أن تبقي عليه ولكن على أن تتقبلي أنك صاحبته، وتخبري الخاطب أو تكلفين أحدا من إخوتك (وهنا أهمية عدم إخفاء الأمر عن الأسرة) لتري هل سيقبل بالأمر وعادي أم أنه سينسحب وكلا النتيجتين جيدتين بالنسبة لك، إما تكلمي معه أو تعرفي أنه لا يتقبلك ولن تفرضي نفسك عليه.
ربما قد تبدئين بالحل الثاني، وإن رأيت تراجعا كثيرا من قبل الخطاب لأنهم سيخافون من المجهول ولن يستطيعوا تخيّل ما "مدى ذاك التشوه" (لأنهم بطبيعة الحال لن يروه بأعينهم) يمكنك أن تقومي بالحل الأول وقد يكون أسهل وأكثر قبولا
كيفما كان الحال، أي خطوة ستقومين بها تحتاج منك تحدّي خجلك ومخاوفك شجاعة في تقبل ذاتك وفرضها بكل ما فيها فأنت شخص بكل أبعادك، الجميلة والقبيحة ويجب أن تعيشي حياتك على هذا المنوال. وسواء تعلق الأمر بالزواج أم لا، أظن أنّه هذا سجن طوّقتِك قُضبانُه في حين غفلة منك وينبغي أن تخرجي منه وإلا زاد ظلمة وضيقا.
تحياتي وتابعينا بأخبارك.