السلام عليكم.
أنا أُعاني من مشكلة هي أني لَم أُنجب إلى الآن، علمًا بأني متزوِّجة منذ خمس سنوات، دائمًا أقول لنفسي: إنَّ هذا رزقٌ لَم يَكتبه الله لي، فكيف آخذ ما لَم يُكتَب لي؟! لكني أتألَّم كثيرًا في داخلي، لا أحب أنْ أحسب عُمري، ولا أحب أن أفكِّر كم مضى لي وأنا متزوجة، دائمًا أفكِّر وأخاف أن يتزوَّج زوجي بأخرى، أخاف أن أكبرَ وليس لي أولاد، دائمًا حزينة، أحسُّ بأني لَم أُنتج شيئًا في الحياة، دائمًا أسأل زوجي: لو عاد الزمن بكَ إلى الوراء هل تتزوَّجني؟ يقول لي: نعم بالتأكيد، لكني في داخلي أقول: ماذا أعطيتُه؟ لا شيء حتى يتزوَّجني.
أحسُّ بالفشل، علمًا بأني مُغتربة لإكمال الدراسة، فقد تخرَّجت من الجامعة، والآن أُواصل مرحلة الماجستير، ومع ذلك أنا مشغولة البال، لَم أرتح قطُّ من أوَّل شهرٍ لَم أحملْ فيه إلى الآن.
ساعدوني، دائمًا أفكِّر في زوجي؛ أفكِّر فيه وفي كلام أخبرني به مرَّة كان فيها غاضبًا، وإلى الآن لَم أنسَه، فقد أثَّر فيّ كثيرًا، وإذا تذكَّرتُه حَزِنت حُزنًا شديدًا، قال لي: ماذا فعلتُ منذ تزوَّجتُ؟ ماذا أنجزتُ؟ قلتُ له: كلُّ الناس مثلك، قال لي: على الأقل فلان عنده أولاد، أمَّا أنا فماذا فعلتُ؟ لا شيء، عندها لَم أستطع أن أتكلَّم، ولكن لَم أنسَ هذا الكلام قطُّ.
اعْذِروني، فكلامي غير مرتَّب، ولكن ساعدوني،
وادعوا لي بالذُّرية عاجلاً غير آجل.
25/09/2021
رد المستشار
صديقتي!!
الإنجاب ليس ضرورة لنجاح العلاقة الزوجية أو لإكتمال الإنسان.. الله يخلق من يشاء عقيما ويهب من يشاء الذكور ويهب من يشاء الإناث.. رغباتنا لنا حق فيها ولكن الحياة يجب ألا تتوقف على تحقيق كل الرغبات أو الرغبة الحالية الملحة.
بالطبع يجب إجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف ما إذا كان هناك سبب طبي لعدم الإنجاب.. قد يكون السبب منك وقد يكون من زوجك وقد يكون بسبب القلق والتوتر وقد يكون بسبب عدم توافق كيمائي بين طبيعتي جسم زوجك وجسمك .. تشير بعض الإحصائيات إلى أن 15% من الأزواج والزوجات لا ينجبون بالرغم من عدم وجود سبب طبي.. أغلب الظن أن التوتر والقلق (خصوصا الناتجان عن الرغبة في الإنجاب والخوف من عدم حدوثه) هما ما يسببان عدم الإنجاب في هذه الأسر.
كلام زوجك كان عن نفسه وليس عنك.. الإنجاب ليس بإنجاز على أي حال .. في بعض الأحيان يتأخر الإنجاب 7-15 سنة ويمكن الإنجاب لأول مرة في الأربعينات.. هذه حقائق طبية ويمكنك البحث عنها في المواقع الطبية على الإنترنت.
إذا لم يكن هناك مانع طبي فيك أو في زوجك، فأكثر ما سوف يزيد من فرص الإنجاب هو الإقلاع عن تلك الأفكار التي تصرين عليها.. أنك بلا فائدة إن لم تنجبي.. أن زوجك سوف يتركك إن لم تنجبي.. أنك سوف تكونين وحيدة.. أنك دائما حزينة بسبب هذا.
انظري حولك.. هل كل من أنجبوا سعداء بالإنجاب؟ أيعيشون حياة هانئة؟ هل كان الإنجاب ضمانا لنجاح العلاقة الزوجية واستمرارها؟
بالطبع لا.. فلماذا تكذبين على نفسك لتتعسيها... لديك فرصة الاستمتاع بعلاقتك مع زوجك قبل الإنجاب (إن كان مقدرا لكما).. بدون ضغوط أو مسؤوليات إضافية أو رضاعة أو مدارس أو مصاريف أو تمارين أو اختفاء للخصوصية والحرية.
ربما لو سعدت بحياتك الآن سوف يرزقك الله بالأولاد.. إن استحال الحمل والإنجاب فهناك دائما التبني ولكن لا تتعجلي في أي شيء.. استمتعي بزوجك ومتعيه لعدة سنوات قبل الإنجاب... هل استمتعتما كما ينبغي في السنوات الخمس الماضية أم كان شبح عدم الإنجاب دائما معكما أو معك تحديدا..
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي على مجانين:
للتدريس في مناهج الظلم الزواجي
طفولة بائسة وقهر أبوي
وسواس الأمومة راجعة أفضفض!! على مجانين م2
وسواس العقم
سادي ومادي: يعضني ولا يساعدني
الاكتئاب لتأخر الإنجاب