النظرة الدونية للذات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأثابكم الله على سَعَةِ صدوركم لعلاج مشاكلنا، فلا حَرَمَكُمُ الله الأجر والمثوبة.
سؤالي: مشكلتي أني أنظر إلى نفسي نظرة دُونية، ونظرةَ احتقار، وحاولتُ مِرارًا أن أُحْيي الأمل في نفسي، ولكني - ولظروف الضغط الاجتماعية – أجد الأمل يذبُل في داخلي وينتهي. مع أني حافظٌ لكتاب الله، ولكن - كما ذكرتُ لكم - عندي ضغوط اجتماعيَّة حطَّمت وأنْهت - إلى حد كبير - آمالي..
فما السبيل لعلاج مشكلتي؟ ضَعْفِ الأمل والتشاؤم؟
أرجو أن يجيب عن سؤالي الدكتور سداد جواد التميمي أرجوكم ثم أرجوكم.
ولكم مني الدعاء.
19/09/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: ضعف الأمل ام ضياع الأمل
تعليق الموقع:
الاستشارة تتميز بشحة المعلومات، ولكن ما يمكن استنتاجه بأنه هناك حالة من الشعور بضعف الأمل أو عدم وجوده ويمكن استعمال مصطلح اليأس لوصف هذا الشعور. الإنسان الذي يشعر باليأس يلازمه هذا الشعور باستمرار وبالتالي ينظر إلى ذاته بنظرة احتقار وبصورة دونية. لكن حين يصل الإنسان إلى هذه الحالة عليه بمراجعة نفسه والتركيز على تفكير استنتاجي الإطار يستند على الأدلة والتعقل ويراجع نفسه.
السؤال الأول الذي يجب طرحه هو:
١- هل الشعور باليأس حالة مرحلية؟
٢- هل الشعور باليأس سمة من سمات شخصية الفرد؟
الإنسان الذي لا يشعر بالأمل يصل إلى مرحلة اليأس عبر تجارب وظروف قد تكون عابرة وسلبية. التجربة المريرة تؤدي أولاً إلى استنتاج سلبي يحاول الإنسان تجاوزه، وكثيراً ما يفلح في ذلك وينتقل إلى موقع جديد في الحياة. تكرار التجارب المريرة والاستنتاجات السلبية يؤدي إلى تغيير شخصية الإنسان تدريجياً ويلازمه اليأس والتوقعات لا إيجابية مع كل تجربة في الحياة سواء كانت إيجابية تبشر بالأمل أو ضغوط بيئية تتطلب تحديات فردية، ما وصلت إليه هو الآن تغيير شخصيتك التي أصبحت لا ترى الأمل، وهذا كثيراً ما يحدث في الإنسان الذي يُصاب بالاكتئاب ولا يتم علاجه بسرعة. ترى هذه السمة موجودة حتى بعد غياب أعراض الاكتئاب الأخرى.
العوامل التي تؤدي إلى دفع الإنسان نحو موقع اليأس وغياب الأمل متعددة وأولها طفولة غير سعيدة ومؤلمة. تحقير المراهق من قبل أقرانه والمسؤولين عن رعايته يزرع اليأس ويمحي الأمل، الظروف الاجتماعية القاهرة التي تؤدي إلى تهميش الإنسان في المجتمع تدفعه هي الأخرى نحو هاوية اليأس وربما هذا ما تشير إليه الاستشارة بأنك آنسة ومطلقة ولم تدخلي بعد العقد الثالث من العمر.
ليس هناك ما يحمي الإنسان من هاوية اليأس والخروج منها سوى تغيير نمط تفكيره والبحث عن السند الاجتماعي في المحيط الذي يعيش فيه. عليه أولا أن ينتبه إلى الاستنتاجات السلبية في تفكيره مع كل ضغط اجتماعي أو أزمة بيئية. ما هو أيضاً في غاية الأهمية هو الخروج من العزلة، وأنت لا تزالين في مقتبل العمر.
قد يكون هناك اكتئاب لم يتم علاجه والحديث مع طبيب نفساني ولو لمرة واحدة في غاية الأهمية، وبعدها جلسات علاج نفساني تساعد البعض على تغيير نمط تفكيرهم.