مشكلة نفسية
السلام عليكم دكتور، أنا عندي 28 سنة، كنت بعاني من مشكلة الشذوذ أو كنت اعتقد ذلك، من صغري ملتزم جدا الحمد لله وعمري ما بصيت على بنت أو كان ليا أي علاقة بأي بنت، ودا اتسبب لي في مشكلة بعدين إن مشاعري الجنسية تطورت تجاه جنسي ومابقاش في أي ميول جنسية تجاه البنات خالص وكنت بشمئز دايما من دا، بس واحدة واحدة قدرت الحمد لله إني اتخطى المشكلة دي بشكل كويس جدا ولوحدي وبقى عندي ميول للبنات بشكل طبيعي وحتى وقت ممارسة العادة بقيت بتخيل نفسي مع بنت مش مع رجل فالحمد لله قدرت اتخطى المرحلة دي بشكل ناجح جدا بعون الله، تبقى عندي مشكلة واحدة وهي أفلام الشذوذ الإباحية، حاولت كتير جدا أني أبطل أشوفها بأكتر من شكل وكنت بنجح أوقات كتير وبقعد شهور مش بشوفها.
بس في لحظة ضعف كنت برجع تاني، لكن بعدها بفترة قصيرة ببدأ اقرف من نفسي وابعد وبعدين ارجع تاني، دلوقتي أنا بقالي أكتر من أربع شهور تقريبا ما شوفتش أي فيلم إباحي للشواذ أو العادي، بس امبارح بدأت الرغبة عندي تزيد أكتر إني عاوز أشوفها، مش عارف دا اسمه إيه؟ وهل أنا كدا لسه بعاني من مشكلة الشذوذ الجنسي؟ مع العلم إن اللي بيستهويني في أفلام الشذوذ هو إني إشوف شخص بيتألم من العملية الجنسية وبدور مخصوص على الأفلام دي.
مع العلم برده إني مش سادي ولا مازوخي وفي الأفلام الجنسية العادية ماكنتش بحب أشوف منظر الألم دا على البنات، وفي العموم أنا شخص مش بحب أشوف المناظر المؤلمة عامة ولا أشوف حد بيتألم أو يؤذى بأي شكل ولا مناظر التعذيب مثلا بتستهويني لا خالص هو الألم الناتج عن العملية الجنسية دا بس اللي بيشدني بشكل مش طبيعي لأفلام الشذوذ، نفسي أتخلص من المشكلة دي لأنها في أوقات كتير بتتعبني وبتخوفني بعدين لما أتجوز مش عاوز أفضل كدا، ومش عارف برده إذا كان دا ضمن الشذوذ الجنسي ولا ايه؟ أرجو حضرتك ترد عليّ وتفيدني.
آسف على الإطالة،
وشكرا جدا لحضرتك.
01/10/2021
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية يا "أمين".
نبدأ من سؤالك الأخير، هل مشاهدة أفلام المثليين يدل على أنّك مثلهم، فالجواب هو "لا". أنت حسمتَ في ميولك الجنسي، بل أنت استعدت ميولك الأوّلي بعد ما مررت بأزمة ميول جنسي لا أظنها كانت من صميم تركيبة النفسية، لذلك كان تغلبك على ميولك للذكور أيسر مما نسمع من قصص أخرى.
ولنعرف أننا في حديثنا عن الإباحيات فنحن نتحدث عن عوامل إغراء وجذب كثيرة، أولها الفضول، ففضول الإنسان أن يرى شيئا حميميا في الأساس ومخفيا وغامضا مثل الجنس يجعله يدمن المشاهدة، ثم يتداخل الفضول مع الاشتهاء والرغبة التي تثيرها تلك المشاهد، وأثر تلك التفاصيل الصغيرة في نفوسنا، ثم توافق تلك التفاصيل الكثيرة والمتعددة مع كل فرد وخيالاته الأكثر عمقا وسوداويّة أحيانا، فالمشكل مع الإباحيات أنه تقدم عالما يوتوبيّا utopic من الرغبات والتطلعات الجنسية والرومانسية، مع كلفته البسيطة والجهد البسيط مقابل اللذة وكمية الأندورفين المفرزَة والسعادة المحصّلة.
إذن الإباحيات لا تقدم شيئا واحدا بشكل بسيط وهو "الرغبة الجنسية" بل أمور أكثر تعقيدا وتداخلا تلامس حاجيات وإحباطات ونزوات متطرفة فينا، كل هذا بضغطة زرّ، من الواضح أنّ المعادلة تميل لانهزام من يشاهدها أكثر من انتصاره. لأعطيك مثالا من رسالتك فأنت تشاهد علاقات مثلية بين رجلين يحضر فيها الألم (بغض النظر عن التمثيل أو لا) ذكر يتعرض لألم في عملية جنسية بالنسبة لك شيء غريب وعجيب ومغرٍ ولا ينبغي أن يقع من حيث المبدأ، وليس لأنك مثليّ، راحت المثلية وبقيت هذه الحاجة لسماع ومشاهدة ذكَر يتألم، لأنه يحرك فيك أشياء، يجب أن تكتشفها وسيسهل عليك تحييدها (من الحياد) والانتباه له. بالمناسبة هذا الفضول والغرابة وتكسير المألوف هو ما يجعل الناس يرون مشاهد عنيفة أو حوادث مروّعة أو لقطات ألم أو تعذيب... بعد ذلك يشعرون بضيق وتعب نفسي وقلق، ثم يعودون ثانية لمشاهدة ذلك. مع أنّهم لن يحبوا تطبيق ذلك أو عيشه على مستوى واقعيّ.
لماذا لا تحب مشاهدة امرأة تتألم في مشاهد أخرى؟ هذا سؤال مهم إن وجدنا إجابته قد تعرف سرّ رغبتك الملحة لمشاهدة ألم المثليين، ربما لأن المرأة تعبر عن علاقة رومانسية عندك ولا تحب أن تراها في ثنائية الألم، هذا يذهب رغبتك وينفّرك، وليس شيئا غريبا وعجيبا وترفضه، عكس ألم المثليّ، من هنا قد نقول أن المثلي حقا لا يهمك ما دمت (بشخصيتك الوديعة) تشاهده يتألم، بمعنى أنت لست مثلي، لكن أنثى في علاقة جنسية تثير اهتمامك وبشكل واقعي فلا تحب أن تتأذى، لأنك لا ترى وتتصور علاقة جنسية مؤذية لها.
كيف تقلع عن مشاهدة تلك المناظر، ليس هناك حل سحري، الصبر وقت الرغبة الملحة وشغل نفسك بأمور أخرى يبقى دائما في مركز التخلص من العادات السيئة، وبهذا تقتل الرغبة شيئا وشيئا بتباعدك عن وقت آخر مشاهدة، وإذا شعرت برغبة ملحّة أو فكرتَ في تلك المشاهد وتستحضرها وتريد أن "تراجع" معلوماتك ومشاعرك إزاءها فلا تقع في فخّ التحقق والمشاهدة مجددا، ستمنع نفسك مهما كلف الأمر، إلى حين تتناقص الرغبة وتمرّ "نفسيتك" لشيء آخر.
وأيضا لا تقع في فخ من يحاربون "شكهم في المثلية" وهو التحقق من مثليتهم وشعورهم بالنظر لمشاهد المثليين، كل مرة يريدون التحقق ثم ينفون عنهم المثلية، ثم يتجدد الشك ثم يشاهدون وهكذا.... تجاهل هذا الإحساس ولا يضرك إن بقي كخاطرة.
واقرأ أيضًا:
الاستمناء على مشاهد اللواط : خلل الميول الجنسية
مواقع الشذوذ أخطر من الشذوذ نفسه : المثلية احتمالا!
سادية ؟ أم شذوذ ؟ : يمكن طبيعي!