محاولات فاشلة وإحباط يرشدني للانتحار
فتاة جميلة جدًا ماشاء الله ٢٣ سنة أصبحت في كل يوم ميلادي لا أفرح بل أبكي حتى تنشف دموعي، الوقت يمر وأنا انزل للقاع، لا مستقبل لا وظيفة لا شريك حياة لا عائله متفهمة ولا أصدقاء ينفعونك.
في سن ١٤ إلى ١٩ سنة كنت تلك الفتاة الطموحة اللي تريد أن تشتغل في أي مجال، لكن تلك الطاقة المفرطة دائما كانت تجعل أبي يشك بي لم يكن يتركني أشتغل وفكرت أعمل مشروع خياطة وتجارة بدأته وكان جيدا جدا في البداية لكن أبي في يوم من الأيام منعني وقام بضربي ... لأني التقي مع الزبونات وكان يشك هل أني افعل شيىء غير جيد.
بعدها اشتغلت في مطعم تحملت سلبيات العمل كلها لكن لم أتحمل التحرش الذي أتعرض له من المشغل خرجت من الشغل بعد ١٥ يوم راحت الأيام لقيت شغل تاني من أفارقه في مكتب ثم عانيت من نفس المشكل، المشغل يتحرش بي .. بعد مرور الأيام وجدت عملا مع امرأة فرحت أني سأتخلص من التحرش لكن وجدت ماهو أكثر، الحسد والغيره من الفتيات اللواتي يشتغلن معي، كانوا يعطونني كل الشغل وهم يجلسون يضحكون ويطلعون يتمشون وأنا بشتغل بموت لوحدي وهم مو عبالهم ويسوون لي مشاكل.. ما قدرت أتحمل وطلعت بعد ٢٠ يوم من الشغل.
اشتغلت مع أختي وكانت كتيييييير متسلطة وكل البنات اللي يشتغلون معاها ما يتحملوها، هناك من تصبر لظروفها الصعبة وهناك من تركت الشغل، لكن أنا سبحان الله دائما ما أكون الصور القصير، لأني كنت أختها دائما تعاملني بالقبيح أكتر من الأخريات وتخرج غضبها فيا، خلص تركت الشغل والآن وبعد ٣ سنوات لم أجد عملا ولا أحاول أصلا لأن كل الأبواب التي أطرقها تغلق في وجهي وصرت ضعيفة الشخصية لدرجة أني أخاف الخروج من المنزل وإذا أردت الحديث مع أحد في الشارع أتلعثم في الكلام وأخاف من الناس.
كانت لدي مشكلتان في شكلي تضعفان شخصيتي، الأولى هي حب الشباب لكن تابعت سنة كاملة من العلاج واليوم الحمدلله خلصت الدواء وصرت منيحة، المشكلة التانية النحافة المفرطة ١،٧٠ متر وأزن ٤٩ كيلو وعمري ٢٣ سنة!! لا أستطيع أن ألبس الملابس ولا أحاول حتى، لأن مظهري يسخر منه الجميع، المجتمع لا يرحم، المشكلة أني أعاني في غرفتي وأتمنى أن أكون تلك الفتاة المستقلة بنفسها ولكن لا أستطيع، أبكي ليلا نهارا ولا أحد يحس بي.
والداي دائما ينعتوني بالكسولة وأني أحب الكسل والنوم فقط، هم يلاحظون أني لست متوازنة نفسيا وأني أحاول بجهد أن أفعل شيىء لكن يلقون اللوم علي فحسب هذا أسهل ما يستطيعون فعله.
تخيل أنه ليس لدي مدخول ١ دولار في الشهر!! حتى لو أردت تغيير نفسي ليس لدي من يساعدني، إذا أردت أن أخرج مع صديقاتي ليس لدي حتى مصروف تاكسي فكيف لي أن اتحرك من مكاني؟ وأنا أريد أن أكون رياضية وأهتم بأملي وصحتي!؟ حتى الشغل هاد المجتمع يهودي بأفعاله إذا ذهبت بالحجاب تبحث عن عمل لا يقبلون هناك من يقول بعدين نتصل فيك ولا يتصلون وبعضهم يقولها علنا، لا نريد فتيات متحجبات، فكيف لي؟
كان شعري طويلا جدا وجميل قصيته أقصر ما يكون وسأنزع الحجاب الذي وضعته ١٠ سنوات لكي أستطيع أن أجد شغلا أتحرك بيه، حتى العلاقات والزواج أهرب منها لأني لا أستطيع توفير لنفسي أبسط الاشياء فكيف لي أن ارتبط بشخص عليه أن يراني جميلة وأرتدي أحسن الملابس وأخرج وأصرف على نفسي بدون ما أنتظر أحد يصرف علي؟ كيف لي أن أتزوج؟ من سيتكلف بمصاريف زفافي؟ لا أحد؟
إذا ٢٣ سنة ولسه لم أبدء في حياتي.. هل أنهيها؟ أصلا أنا ميتة،
لكن الموت الحقيقي لا يعذب، الموت الذي أعيشه الآن من الضعف والقهر هو الذي يخنقني.
04/10/2021
رد المستشار
صديقتي
أتعجب كثيرا من حالتك وكلامك عن سنك وكأنك في نهاية حياتك مع أنك في بدايتها... أغلب الظن أنك تقولين لنفسك أشياء سلبية وتصدقينها... تأويلك للأحداث يؤدي بك إلى فكرة أنه ليس هناك أمل في أي شيء وفي نفس الوقت تقلقين على الزواج تجهيزاته ومصدر الدخل على أنه الشيء الذي سوف يحل كل المشاكل أو أنه السبب الرئيسي في عدم مقدرتك على التعامل مع ظروفك.
هناك في العالم وعلى مر العصور ملايين الأمثلة على بدايات جديدة في أعمار مختلفة وبأقل القليل، أدت إلى نجاحات عظيمة ونمو معنوي ومادي... هناك من يبدأون في الأربعين والخمسين والسبعين من العمر... لكي يحدث معك شيء مماثل، عليك تغيير طريقة التفكير والتعامل مع الأمور... ما دمنا على قيد الحياة فهناك دائما أمل في بداية جديدة وتجارب جديدة... علينا جميعا تقبل النجاح والفشل والتعلم من كليهما ثم التقدم إلى الأمام بمساعدة هذا التعلم.
قد تكون هناك وسائل أخرى غير التي جربتها في الحصول على الدخل... هناك مثلا التسويق عبر الإنترنت... قد يستهويك هذا ويجنبك التعامل مع المتحرشين والمتسلطين... هناك مواقع تتيح لك إنشاء موقع خاص أو متجر أو صفحة بدون تكاليف... لماذا لا تمضين وقتك في البحث عن مصادر للدخل بدلا من التفكير في أن حياتك انتهت؟؟ هناك الكثير لم تجربيه بعد حتى تصلي إلى اليأس وتقولي أن كل الابواب تغلق... الكولونيل ساندرز الذي بدأ محلات دجاج كنتاكي لم يكن لديه سوى الوصفة لطهي الدجاج على طريقة كنتاكي... لم يكن لديه رأس مال وكان في الخامسة والستين من عمره عندما بدأ في الطرق على أبواب المطاعم لعرض فكرة الوصفة وطلب خمسة سنتات فقط عن كل دجاجة تباع... قوبل بالرفض ألفا وتسعة من المرات... كم مرة رفضت أنت وكم من الأبواب طرقت؟؟؟
والداك يتهمانك بالكسل وحب النوم... قد يكون هذا بسبب أفكارك السلبية المؤدية لحالة اكتئاب تتسبب في الخمول وكثرة النوم... وقد يتوقعون منك أكثر بسبب طبيعتك التي يعرفونها وطاقتك العالية وطموحك في الماضي... ولكنك تيأسين سريعا... تركت عملا بعد خمسة عشر يوما وآخر بعد عشرين يوما... قد يكون هناك قلة صبر أو اندفاعية في أسلوبك وتفكيرك.
من ناحية أخرى، أين أبوك من تعرضك للتحرش؟ ولماذا لم يكن له دور عدا منعك عن العمل وضربك والشك فيك؟ وأين أمك من كل هذا؟ هذه الأسئلة ليست بغرض إثارة غضبك وإنما لكي تفتحي معهما بابا للحوار الهادئ والذي قد يؤدي إلى مساعدتهم لك في تحقيق أهدافك.
اعتناؤك بنفسك وممارستك للرياضة لا تحتاج إلى الخروج أو إلى المال وإنما تحتاج إلى رغبة حقيقية في التقدم وحب صحي لنفسك.
مشكلة حب الشباب قد يزيدها التوتر الناتج عن الأفكار السلبية وكذلك مشكلة النحافة الزائدة... ما الذي يمنعك من إتباع نظام غذائي للوصول إلى الوزن الذي تريدينه؟؟
خوفك من الكلام مع الناس وتلعثمك هو بسبب فكرتك السلبية عن نفسك والتي تعتقدين أنها ستكون في ذهن كل من يقابلك حتى وإن كنت غير واعية تماما بفكرتك السلبية عن نفسك.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة أسلوب تفكيرك وتعاملك مع الحياة ورسم خطة جديدة لحياة أكثر بهجة وأمل وفاعلية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب