السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد، أنا فتاه أبلغ من العمر 22 عامًا، أنا لديَّ مشكلة كبيرة هي: أن الناس يستحقرونني، دائمًا يقولون لي: أنت مسكينة ضعيفة، لا يوجد لديَّ أدنى صداقة، يمكن أن تكون هذه مشكلة نفسيَّة لديَّ أن الناس لا تحبني، لماذا؟ وكيف؟ ولِمَ؟ أنا نفسي لا أدري! وإلى متى سأظلُّ على هذه الحالة أيضًا؟ لا أدري.
الحقيقة هي أن لديَّ مشكلة نفسيَّة صَعبة، وأنا أعترف، وأرجو أن أذهب إلى طبيبٍ نفسي، لكن الفكرة إذا اقترحتُها على أهلي وطلبتُ منهم الذهاب إلى دكتور نفسي فسوف ألاقي العُنف.
دائمًا أنظُر وأقول في نفسي: أرجو الزواج، لكنَّ الزواج ليس بالشيء السهل، لا أتمنى أن أكون أمًّا، لكن أقول لنفسي: لماذا تذهَبين للعذاب؟ وأحيأنا أحسُّ بنظرة الشفقة بعيون الناس علي، مع أني صغيرة، لكن جميع قريباتي تزوَّجنَ بأقل من سن 19، أحيانا أدعو على نفسي بالموت؛ فأنا لا أحبُّ الدراسة بل أكرهها كثيرًا، وأيضًا لا أحب الصداقة، لا أريد أن أكون عالةً على غيري، أشعُر أنني عالة وهمٌّ على المجتمع.
لا أريد أن أطيل الكلام لكن مشاكلي كثيرة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
04/10/2021
رد المستشار
صديقتي
اقتناعك بفكرة يحوي معنى توافقين عليه أو تريدينه... فلماذا أنت مقتنعة بما تقولين؟ وهل تريدين أن تكون حياتك مثلما تصفينها الآن أم تريدين تغيير ذلك؟ هل من الممكن أن تفكري في أن هناك معان أخرى أفكار أخرى يمكنك اختيارها؟ أم أن ما وصلت إليه من اقتناع أصبح مقدسا ولا يمكن تغييره؟
تشتكين من أن ليس لديك أصدقاء ولكنك أيضا تقولين أنك لا تحبين الصداقة.. أتريدين صداقات أم لا؟
تقولين أن الناس لا تحبك... كيف اقتنعت بهذا؟... من هم الذين يقولون أنك مسكينة ضعيفة؟ متى يقولون هذا؟ لماذا؟ ما هو دورك أو أسلوبك الذي يجعلهم يفهمون أنك ضعيفة مسكينة في هذه المواقف؟
لماذا تكرهين الدراسة؟ من يكرهون الدراسة في الحقيقة لا يكرهونها وإنما إما لا يفهمون أو لا يعلمون المبادئ الأساسية للمواد التي يدرسونها، أو أنهم رافضون لما في مصلحتهم كمحاولة طفولية في عقاب الأهل أو الحصول على نوع من الاهتمام (ولو كان سلبيا)... الإنسان يحب أن يكون متميزا.. إن لم يختر أن يكون متميزا في النجاح والقوة والسعادة، فسوف يتجه إلى التميز في الفشل والضعف والتعاسة... أفكارنا المتكررة تنتج أفعالا متكررة... الأفعال المتكررة تنتج عادات... العادات تنتج شخصية وسمعة... الاستمرار على الشخصية أو السمعة تنتج مصيرا.
لو استمريت في الاعتقاد بأن الناس لا تحبك أو أنهم يحتقرونك، فسوف تتجنبين التعامل معهم وتتعودين على الفكرة أنهم لا يحبونك وأن تجنبهم أفضل.. هذا يجعل الآخرين يتجنبونك، مما يؤكد عندك فكرة أنهم لا يحبونك إلى أن تصلي إلى فكرة أنك غير محبوبة ثم تصلين إلى فكرة أنك لا تحبين نفسك... هذا يؤدي إلى رفضك لنفسك ورفضك للآخرين... وتتكرر الدورة مرارا وتكرارا إلى أن تصبح المسألة عادة... ترفضينهم قبل أن يرفضوك وتتجنبينهم فيتجنبونك وترسخين الفكرة والعادة إلى أن تصلي إلى الانعزال والغضب من نفسك ومن الجميع... هذا يجعلك تبتعدين عن الآخرين أكثر... وهكذا
ولكن ليس هناك داع أو فائدة من الاستمرار في هذه المعتقدات... يمكنك تغيير كل هذا بتغيير أسلوبك في التفكير والتعامل مع نفسك ومع الآخرين... سوف يتطلب هذا وقتا طويلا ودأبا على ممارسة الأفكار والأفعال الجديدة... أفكارك وأفعالك الحالية بنيتيها في سنوات ولن تتغير في التو واللحظة بمجرد اتخاذ القرار.
مثلا، يمكنك أن تقنعي نفسك بحب الدراسة مثلما أقنعت نفسك بكرهها... يمكنك أن تفكري في أن الدراسة سوف تتيح لك فرصا عديدة للنجاح والاستمتاع والمعارف والصداقات والحرية والمال... يمكنك أن تتعاملي مع الدراسة على أنها تحد في لعبة تريدين الاحتراف والتميز فيها... الخطوات الأولى سوف تكون بطيئة ولكن إن كان هناك إصرار على التغلب على الصعوبات فسوف تتغلبين عليها إن عاجلا أو آجلا... ما سوف يساعدك على تكوين عادة جديدة اسمها التميز الدراسي هو أن تصلي إلى مرحلة الاستمتاع بتحصيل العلم.
يمكنك أن تقنعي نفسك بأن ردة فعل الناس لك لا علاقة لها بشخصك إلا من خلال انطباع لديهم ساعدتهم على تكوينه بأسلوبك معهم... يمكنك أن تغيري أسلوبك بدون محاولة إقناعهم بأي شيء (لا تحاولي إرضاء الجميع)... مع الوقت، سوف ينتبه بعضهم إلى أن انطباعهم عنك غير صحيح وسوف يغيرون من أسلوبهم معك.
من ناحية الزواج، ما زلت صغيرة مثلما تقولين ولست مؤهلة لإنجاح علاقة زوجية طالما لا تحبين نفسك ولا تحبين الآخرين.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأفكار والوصول إلى خطة عملية لتحديد وتحقيق أهدافك
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب