السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري، ملتزمة ولله الحمد، كأن هناك شابٌّ من منطقتنا يُبدي إعجابه بي كلما التقيتُهُ؛ سواء في مكان عمله، أو في الجامعة، مع إنه لم يكلمني مطلقًا، غير أنني لاحظت إعجابه، وكذلك أختي وصديقتي لاحظتا نفس الشيء، الشاب على قدر عالٍ من الدين والخُلُق، وطَموح، ومهذب، وهو يعرفني جيدًا، ويعرف عائلتي، ووالداي وعائلتي يعرفونه، والجميع يشهد له بحسن الخلق، وهو على علاقة طيبة مع إخوتي، ويكنون لبعضهم احترامًا وتقديرًا متبادلَين، وقلت في نفسي: لا شك أنه ينوي التقدم لخطبتي.
وتمنَّيْتُهُ في نفسي، ودعوت الله كثيرًا أن يكون من نصيبي إن كان فيه خير لي، وأصبحت أنتظر تقدمه لي يومًا بعد يوم، ثم إن الخُطَّاب أصبحوا يطرقون بابنا، وأنا لا أشعر تجاههم بأي ارتياح؛ لسببين؛ الأول: لأن مَن يتقدم لي ليس الشخص الذي أنتظره، والثاني: وجود شيء لا يعجبني فيمن يتقدم لي؛ كالسفر الكثير بسبب العمل؛ ما يسبب عدم الاستقرار، أو أن يكون مُطلِّقًا، أو أن يكبرني بفارق كبير، أو يكون غير ملتزم وسمعته سيئة.
ورغم أنني أقول في نفسي ربما يكون الشخص المحدد الذي أريده ليس فيه خير لي، على الرغم من دينه وخلقه وجمال صفاته ورغم ذلك أجدني في حيرة، فلا أرتاح لمن يتقدم لي، وأرفضه فور عرض الأمر علي، ولا أعطي لأهلي فرصة للسؤال عنه، أو حتى للرؤية الشرعية، وذلك بمجرد معرفة شيء من الأشياء التي أرفض وجودها في زوج المستقبل رفضًا قاطعًا، فأرفض على أمَلِ تقدُّمِ الأنسب والأفضل لي.
أرجو نصحي وتوجيهي؛ فأنا واقعة في حيرة شديدة؛ فمن جهة أقول المهم أن يكون الزوج على خُلُقٍ ودين، وظروفه تلائمني؛ كطبيعة عمله، وسنه، وسمعته، ومقر سكنه، فالإنسان لا يدري أين الخير، ومن جهة أخرى أقول ليت الشابَّ الذي أنتظر يكون هو المتقدم؛ لأنني معجبة كثيرًا بصفاته؛ ففيه كل ما أرجو من دين وخُلُقٍ وتوافق فكري واجتماعي، وأنا أعلم أنه معجب بي وبشخصيتي، لكن لا أدري لماذا لم يتقدم؛ فهو في سنٍّ مناسبة للزواج، ولديه عمل مستقر، وإعجابه واهتمامه بي كان واضحًا، ولا أدري إلى متى سأظل أنتظر قدومه، أو على الأقل متى سأرتاح بتقدُّمِ الشخص المناسب، حتى ولو لم يكن نفس الشاب، فجميع مَن تقدموا لي قبل الآن أجد فيهم ما يدفعني للرفض والشعور بعدم ارتياح كبير.
أرجو نصحي،
وجزاكم الله خيرًا.
03/10/2021
رد المستشار
صديقتي
ليس من الحكمة أن تنتظري شخصا لم تكلميه حتى وإن لاحظت إعجابه كما لا حظته زميلاتك.
ليس من الحكمة أيضا أن تقبلي شخصا للزواج أو ترفضيه بناء على انطباع أو معلومة واحدة... قد يكون الشخص ملتزما أو متدينا ولكن قد يكون هذا شيء ظاهري فقط... كيف يظهر تدينه في أفعاله وتعاملاته مع الناس والحياة؟... عليك أن تدرسي الشخص قبل أن تتزوجي منه.
من ناحية أخرى، قد يحتاج الشاب الذي تعتقدين أنه معجب بك إلى شيء من التشجيع من ناحيتك... يمكنك الذهاب إلى حيث يعمل كزبونة أو عميلة وتتعاملين معه مباشرة... قد يؤدي هذا التعامل إلى إعجاب متبادل أقوى وقد يؤدي إلى أن تغيري رأيك... كيف يعلم أنك تنتظرينه؟ إلى متى سوف تنتظرينه؟ إن كان معجبا بك ويفكر في الزواج منك فما الذي يمنعه؟؟ عليك معرفة هذا وليس محاولة التكهن.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب