السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الله العلي القدير أن أجِدَ الحل عند المختصين، وسأكون شاكرة لكم! والله العظيم إنها مصيبة لا أستطيع تحمُّلَها وحدي، وأريد منكم الحلَّ؛ فهي تؤرّقُنِي ليلَ نَهار! أُحِسُّ كأنني بدأت أكره ابني (شعور غريب)، وأنظر إليه بكراهية! وأحيانا أحزن عليه، وأقول: ما ذنبه؟! فهو ضحية، ولكن لأني صُدِمْت بِما رأيتُ، وبما عَلِمْت!
المشكـلة: ما شاء الله عندي ولد عمره 6 سنوات ونصف، وبنت عمرها 3 سنوات ونصف، الولد حركاته من يوم كان عمره سنتين وعدة أشهر لا تعجبني؛ ينام على بطنه، ويُمسك عضوه! قلت: لأنه صغير يتعرف على أعضائه! وكَبِر وكَبُرَ هَمِّي معه، دائمًا أراقِبُه، ويوم صار عمره 6 سنوات قبل 6 شهور ألاحِظُه قَبْلَ أن ينامَ يَفْعَلُ حركاتٍ غريبةً، ويظل مُدَّة لا يفعلها، ويرجع إليها مرة ثانية، ومُؤخَّرًا سألتُه بأسلوب حلو، وشجعته، وحاولتُ معه؛ حتَّى قال لي: أنه خالك (يقصد خالي)، يمسك عضوه بقصد المُمازحة، قلتُ له: ومن بعد؟! قال: خالو (يقصد أخي، أصغر مني، عمره 22 سنة، تعرَّض للتحرش وهو صغير عمره 10 سنوات!)، قال: أنه يُمسِك مُؤَخَّرتِي ويُقَبِّلني دائمًا، وحاولتُ أن أعرِفَ أكثرَ من ذلك؛ لكنَّه لم يَرْضَ.
أُحِسُّ أنه مُرتبك وخائف، وإذا سألتُه ما يدري ماذا يقول! والأن أنا في ورطة، ماذا أفعل؟؟! كيف أتصرَّف؟؟!
ولدي ما عاد ينام إلا ويدُه تحت مؤخرته، ويجلس في الحمام يُمْسِكُ مُؤَخِّرَتَهُ، وأشياء ما أقدر أن أقولها! ويحاول أن يصرفني دائمًا؛ يعني يقول لي: أنا أستحم وحدي، لا تدخلي معي، وهو من طبعه إذا دخل الحمام ما يغلقه؛ لكنه صار يقول لي: اذهبي أنا أجلس كثيرًا في الحمام، وأحيانا آخُذ لي غفوة مدة عشر دقائق؛ لكن أقوم والولد واضح عليه أنه ما فعل شيئًا، وكان قريبًا منّي، ووضع يده قريبًا من وجهي (كأن يلعب معي)؛ لكن أنا شممت رائحة كريهة في يده، وسألته، فحاول صرفي بإجابات واضح أنها كاذبة، وقلت: الأم تُحِسُّ وتعرف إذا كان ابنها يكذب أو لا، وقلت: أنتَ وضعتَ يدك في مؤخرتك؟! أنكرَ، لكن بعد ذلك قال: نعم؛ لكن كنتُ أمسكها من الخارج، وقلت له: أن فيها جراثيمَ، و.. و.. و.. و.. إلخ، واقتنع وأقلع عنها يومين، وكان كلَّ مُدَّةٍ يغسل يده، وبعد ذلك رجع مثل الأول، ويفكّر كثيرًا قبل أن ينام، وما ينام إلا بعد أن أنام؛ يعني أنام وأستيقظ وهو مستيقِظ، وأنام وأستيقظ وهو مستيقظ؛ مرة مُغَطًى بالبطأنية، مرة يطالع في وجهي؛ وكأنه خائف أن أستيقظ وأراه!
قلتُ له: اللَّهُ يراكَ، وخوَّفْتُه، وأَرَيْتُه مُحاضراتِ الذي يعصي الله ماذا يُفعَل به! يجلس ذاك اليوم ما يفعل شيئًا، واليوم الثاني يرجع!
• أدخلته تحفيظ؛ حتى يتلهي بعض الشيء، حتى المدرسة ما سجلناه فيها من خوفنا عليه.
• ألاحِظُ على ولدي أنه متعلِّق بأخي، ويقلِّدُهُ في طريقة ترتيب شعره، في اختيار حذائه!
• أبوه ما أستطيع أن أقولَ له؛ لأنه عَصَبِيٌّ ومتهور، واللَّه مُمكن يذبح أخي!!
• وأمي مريضة عندها السكر، ماذا أقول لها؟؟ وحتَّى هي أبدًا لن تصدّق فيه شيئًا، تقول: أنتم ما تحبونه، وتَدْعُونَ عليه!!
• أبِي متوفَّى، وإخوتِي كل واحد مشغولٌ بنفسه.
وأنا عمري ما أهملته أو تركته يذهب لأحد إلا وأنا معه؛ حتى عند أهلي، هي مرة واحدة، تركته يوم ذهبت لأَلِدَ أُخته، وكأن عمره 3 سنوات؛ لأنه ما كان قُدَّامي أيّ حلٍّ آخر، وما جلست إلا يومًا وأحدا فقط!
ملاحظة: ولدي يموت على شيء اسمه (سوبرمان) - (سبايدرمان) - (قراند)؛ يجلس على البلايستيشن 2 أو 3 ساعات، وأحيأنا نَحرِمه أسابيع ما يشاهده، تغيَّرت طباعه، أصبح يكذب كثيرًا، ويحلف بالله على أتفه سبب وهو كاذب! أصبح يسرق فلوسًا من أبيه ومنّي، ويقول أُمسِكُها معي وبعد ذلك أعطيكم! يضرب أباه، ويتلفَّظ على أمام الناس، وهو أولَ الأمر ما كأن هكذا!
كلامي مرة متَخَبِّط، وما هو بالمُرتب، وما أدري ماذا أقول، اعذروني!!
كيف أتصرف معه؟
وكيف أتصرف مع أخي؟
إذا وافَقَ أبوه (طبعًا أقول له أي شي غير هذا الموضوع) وذهبت به إلى مختص؛ أُدخله معي أم لا؟!
اللَّهُمَّ يا ربَّ العالمين، يا حيُّ يا قيوم حقِّقْ لِكُلِّ مَن يَرُدُّ علي أمنيَّاتِهِ، واجعلْ الفِرْدَوْسَ مقامه، وحرِّمه على النار يا رب!!
وجزاكم الله خيرًا مقدَّمًا
وأرجو سرعة الإجابة!!!
2/9/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
نعتذر عن تأخر الإجابة، وننصح الأخت السائلة أن تهدئ من روعها وألا تأخذ الأمور بانفعال شديد لأن هذا يقلل من قدرتها على التعِامل الصحيح مع سلوكيات الطفل، ولتعلم أن التحرش بدرجاته البسيطة والمتوسطة يحدث للأسف لمعظم الأطفال في مجتمعنا في مراحل مختلفة من حياتهم، ونادرا ما تكون نتائجه كارثية، ومعظم الأطفال الذين يتعرضون له يكبرون ليصبحوا أشخاصا أسوياء بدرجة وبأخرى، ولا يقلل ذلك من خطورة المشكلة ووجوب التعامل معها ولكن المقصود ألا نفترض أن الولد قد ضاع ودمرت حياته لمجرد أنه قد تعرض لتحرش وصار يتحسس أعضاءه التناسلية.كما نود الإشارة إلى أن سلوك لمس المناطق التناسلية الذاتية عند الأطفال هوسلوك يبدأ غالبا في سنوات الطفولة كسلوك استكشافي في إطار استكشاف الطفل للبيئة المحيطة ومن ضمنها أجزاء جسده. وغالبا ما يشعر الطفل باختلاف الإحساس الناتج عن لمس هذه المنطقة مقارنة بغيرها من أجزاء الجسم نظرا لوجود نهايات عصبية كثيفة تجعلها أكثر حساسية من غيرها من مناطق الجسم. ولأن لمس هذه المنطقة يؤدي إلى شعور محبب غالبا لدى الطفل فقد يكرر هذا السلوك إما للشعور بالمتعة أولتخفيف التوتر والقلق والمساعدة على النوم.وكثيرا ما يكون هذا السلوك مصاحبا للنوم حيث ينشط الجهاز العصبي الجارسمبتاوي والمسؤول عن الأنشطة التي يمارسها الإنسان في وقت الدعة والراحة كالنوم والنشاط الجنسي. وإذا كان السلوك مقتصرا على بعض هذه الأوقات ولا يمارسه الطفل بشكل متكرر وعلني فإنه يعتبر سلوكا طبيعيا ما لم يصل إلى حد الإدمان وما لم يكن سلوكا قهريا
(أي أن الشخص لا يشعر بأنه مرغم على فعله بشكل أوبآخر وأنه لا يستطيع التوقف عنه بحال من الأحوال). ومن الطبيعي أن تزيد مثل هذه السلوكيات إذا تعرض الطفل للتحرش، كما يتوقع أن تزداد السلوكيات المعاندة والمتمردة كالكذب والسرقة، وأول خطوة في العلاج هوإبعاد الطفل عن الشخص المتحرش بقدر الإمكان حتى لا يتكرر التحرش، ولا ننصح هنا بمصارحة الطرف المعتدي ومعاداته،،، لأن ذلك يؤدي في الغالب إلى إنكاره للواقعة ويؤدي إلى مشاكل أسرية كثيرة حيث أن معظم الناس لا يعتدون بشهادة طفل في هذا السن (ولديهم بعض الحق في ذلك).
ثم يأتي بعد ذلك دور التعليم والتنبيه على مخاطر هذه الأفعال وأنها تنقل الأمراض الخبيثة، وأن هذه المنطقة هي موطن الجراثيم والأوبئة ـ ويفضل أن يتم ذلك مرة واحدة ثم نظهر ثقتنا في الطفل ولا نتعمد التفتيش وراءه، ونشغل أوقات فراغه بالرياضة والمفيد من الأنشطة والصحبة الصالحة، فإن تطور الأمر بعد الأخذ بكل هذه الإجراءات، اتخذ منحى خطيرا كأن تزيد حوادث الكذب والسرقة ويحاول الطفل الاعتداء على غيره من الأطفال الأصغر منه سنا وأن يطلب الممارسة الجنسية من أحد الكبار فعند ذلك لابد من استشارة الطبيب المختص ليبدأ برنامج العلاج الدوائي والسلوكي المناسب لمثل هذه الحالات، والله المستعان
واقرئي أيضًا:
التحرش في الصغر لا ينتج مثليين بالضرورة !
السكوت على متحرش تستر على مجرم
التحرش الجنسي في الصغر والعادة السرية...
انتبهي ابنك تعرض للتحرش الجنسي !