السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة جامعيَّة، مُتزوّجة من سنتين ونصف، ولي ابن عمره 8 شهور، زوجي طيِّب ومُتفاهم وحنون، شخصيته مُستقِلَّة عن أهله، نسكن في سكن مستقل، أصبحتْ تأتيني حالةٌ غريبة من خالتي -أم زوجي - فهي امرأة عمرها 60 سنة، مَرَّتْ عليها ظُروف صعبة من زواجِ زَوْجٍ، وفِقدان ابنٍ، فهي غير متعلِّمة - أُمِّيَّةٌ - غير موظفة، ليس لديها بنات، طيِّبَة وعلى فِطْرَتِها، على السليقة؛ يعني ممكن تُعْلِمُني بكل شيء في جلسة واحدة، وبنفس الوقت تَخْدُمُني، وتَصُبُّ لي القهوة، وبنفس الوقت تتهمني بالفشل، وفي ثوان تنسى ذلك وتتسامر معي، تُعاتبنا كثيرًا، ولا بُدَّ أن نُرْضِيَها؛ ولكن هذا أمر متعب جدًّا، فأكثر عتابها على زوجي وعلي؛ لأن زوجي هو الابن المُحَبَّبُ لقلبها.
المشكلة أن حالتي بدأت من أول يوم كُنْتُ حاملاً فيه، فبدأْتُ أُدَقِّقُ في تصرُّفاتها من عتاب، وتَشَرُّهٍّ، وغضب على كل شيء، حتى لو لم نفعل شيئًا تتصل بي، ثم تُخْرِج ما في داخلها علي أنا أو زوجي، ثم تغلق السماعة.
تسألني عن كل شيء، ومن الذي أتى لي به؟ وتريد أن تعرف هل زوجي هو الذي أتى به أم لا؟ وتسألني عن سِعر كل شيء، كم ثمنه؟ فهي تخاف أن آخذ مالَ ولدِها، مع أن لديها خمسة أولاد، ومع ذلك فإن زوجي هو الذي يُنْفِق عليها، ولا أقول شيئًا في حقّها؛ لكن الأمر يزداد، فالحمد لله أنا غنية، فهي ترى عندي كل شيء، وأصبح المال يذهب إليهم، وكثيرً لما أكون محتاجة أنا وولدي.
ولكن أصبح أي حوار معها يجعلني أنبش كل حواراتها القديمة التي أخطَأَتْ فيها معي، وأبدأ أناقش نفسي، وأكلم نفسي، وأحاول أن آخذ حقي مع نفسي؛ لأنني لا أستطيع أن آخذه بالواقع.
ولا أريد أن أظلم زوجي؛ فهو يحاول إرضائي ومُصالحتي من تصرفات وعتابات أُمِّهِ، وبالرغم من ذلك فأنا أُقَدِّرُها، وأُقَدِّمُ لها الهدايا، وأُعامِلُها معاملة طيبة؛ ولكن لا أرى أثرًا لهذا التقدير، فهِيَ إن رَأَتْنا نُسافر أو نذهب لمكان ما، طلبتْ منَّا أن نشتريَ لها أشياءَ كثيرةً:(فاشتَرُوا لِي هَذَا، واشْتَرُوا هذا، واشْتَرُوا هذا)..
قلت لك: المشكلة فيَّ أنا، فقد صرتُ أَشْبَهَ بـ(المهبولة)، فأنا أضيع اليوم كله، وأنا خائفة، وأقطع أظافري؛ بسبب كلمة قالَتْهَا، أو بسبب عتاب قالتْهُ لي ثم أنصرفت.
كذلك أستعرض كل الأشياء التي قيلت منها قبل ذلك، وأستعرض ما قالته لي، وقهرتني به يوم الشبكة والزواج وغيره...
يعني أنبش في الماضي، ثم يأتيني صداع من كثرة هذه الأشياء، وأكَلِّمُ نفسي، وأحيأناً أَسُبُّ نفسي، وأصبح قلبي حاقداً، وأصبحت متعبة.
فأنا لا أتعب من تعليقاتها أو غضبها فقط؛ بل صرْتُ أتعب من تصرفاتها التي كثيراً ما تَجْرَحُنَا بها في المناسبات الخاصة.
كيف أتعامل معها بأدب؟ وبنفس الوقت لا أجعلها تُؤَثِّر علي؟
وهل أنا مريضة؟
3/10/2021
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
سؤالك هو كيف أتعامل معها بأدب ولا أجعلها تؤثر علي؟
الصراحة هي لا يجب أن تتعاملي معها وتخططين الحدود لها بوضوح في تعاملها معك وإن تجاوزت هذه الحدود فخير ما تفعليه أن لا تتعاملي معها.
مشكلتك لا تقتصر على المجتمع الشرقي وهي كثيرة الملاحظة حتى في المجتمعات الغربية، هناك نزعة خبيثة في داخل بعض الأمهات تدفعها نحو علاقة قسرية هدفها تدمير زوجة ابنها، الحقيقة هي أنها نجحت في مهمتها والأعراض التي تتطرقين إليها في الرسالة علامة سيدة في طريقها إلى الانصهار النفسي وتفسخ شخصيتها مع انخفاض عتبتها للإصابة باضطرابات وجدانية بسبب قبيح فعل أم زوجها، لذلك فإن الخطوات التي يجب المباشرة بها هي:
١- تتحدثين مع زوجك حول تأثير سلوك والدته الفاضلة عليك وطلب مساندتها لك، إذا كانت تعيش معك في نفس البيت فهذا بحث آخر ولابد من الانتقال إلى منزل آخر.
٢- لا تسمحي لها بالاتصال بك الا في وقت معين ولفترة محدودة.
٣- لكل سؤال وعتاب جواب وتعلميها أولا بأن كلامها يؤثر عليك سلبياً وغير مقبول وخير جواب هو طلبك منها الاعتذار أن تجاوزت الحدود، إن رفضت فتعلميها بكل بصراحة برأيك وعدم قبولك ما يصدر منها.
٤- لا تفكري بسلوكها وتتذكري بأنها لا تستحق التفكير بها.
يجب أن تتجاوزي هذه الأزمة مع مساندتك زوجك ووضع والدته في موقع طرف ثالث يؤثر سلبياً على العلاقة الزوجية وعليك بالذات وإلا انتهى الأمر بتدمير شخصيتك وابتهاجها بأنتصارها.
قد لا يكون الرد أعلاه ما تتوقعيه ولكن في الحياة العملية هذا هو أفضل حل.
وفقك الله.