السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي وسواس قهري في الدين وفي ذات الله سبحانه وتعالى؛ حيث يقع في خاطري سبٌّ لدين الله، وكلام عن الله لا أستطيع أن أكتُبه، وإذا ما سمعت القرآن، فأني أضحك، مع أني لا أريد ذلك، ولا أستطيع التحكم في ذلك إلا نادرًا.
فما حكم ما يحدث لي؟ علمًا بأني أكره هذه الفِعال كرهًا شديدًا، فهل أكفر؟ وبالنسبة إلى هذا الضحك فأحيانا أستطيع التحكم به وأحيانا لا أستطيع التحكم؛ فتخرج ضحكة بسرعة، فهل أكفر؟ علمًا بأنه لا يوجد ما يضحك.
وسؤالي الثاني: هناك علماء دين أنكروا وجود مرض الوسواس القهري، وعلى هذا فماذا يسمى ما يحدث لي ولغيري أيضًا؟
فأعراض الوسواس القهري ليست كالوسواس العادي؛ لأن الوسواس العادي يكون سهلًا يذهب بالتعوُّذ.
10/10/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "حصة"، وأهلًا ومرحبًا بك على موقعك
أنت نفسك تقولين: معي وسواس قهري، ولابد أنك قرأت عنه وتثقفت، وقرأت استشارات كحالتك، وتعلمين أنك لا تكفرين لأن الوسواس مرض لا إرادي، والمرض لا حساب عليه، بل يثاب الموسوس إن صبر واحتسب وحاول العلاج مهما كانت نسبة التحسن التي استطاع الوصول إليها... هو مثاب على سعيه لا على النتائج، ومثاب على صبره على النتائج غير المرغوب بها.
والوسواس له حيل مختلفة ليضمن بقاءه متسلطًا على الموسوس، منها أن يقنع الموسوس أن الأفكار منه وليست مرضًا لا إراديًا، فيقول له إنك تفكر، أو تفعل الوسوسة باختيارك!! ولا أدري كيف يفعل الإنسان باختياره شيئًا لا يريده!! وهل عدم الإرادة إلا انعدام الاختيار؟!!
ومنها أن يوهمه أن وسواسه مرة يكون قهرًا ومرة إراديًا، ولهذا فهو مؤاخذ على المرات الإرادية! وكأن الموسوس مرة يعجبه الوسواس ومرة لا يعجبه! وهناك حيل أخرى كثيرة يتفنن بها الوسواس
يا أختي أنت لا تكفرين مهما صدر منك من أفكار أو أفعال أو غير ذلك، وأظنك تعلمين هذا عقلًا لكن لا ترتاحين له شعوريًا، وهذه الحياة كما تعلمين يقودها العقل في أمور الدنيا والآخرة لا المشاعر.
نأتي إلى سؤالك الثاني: تقولين: (هناك علماء دين أنكروا وجود مرض الوسواس القهري)!! وأقول: وهناك من يقر بوجوده، وينصح الناس بالعلاج عند طبيب، وهؤلاء يتزايدون مع ازدياد الثقافة النفسية بين الناس... فلماذا حصرت نفسك بالذين ينكرون؟ لو أن أحدًا أنكر وجود (كورونا) كما فعل بعضهم خاصة في بداية الوباء، فهل يعني أنها غير موجودة؟ الواجب على هذا المنكر أن يتبع الدليل، وأن يصدق البراهين الواقعية، وليس واجب الناس أن يتبعوه!
والواجب على المسلم أن يسأل أهل الخبرة ويتبعهم، وأهل الخبرة في هذا هم الأطباء، فكما لا نتعلم الهندسة من الأطباء، كذلك لا نتعلم الطب من علماء الدين.
أكرر: أنت لا تكفرين مهما اشتد الوسواس ومهما جاءك من أفكار أو فعلت من أفعال؛
ولا تلتفتي للخلافات بين الناس، بل ارجعي إلى أهل الخبرة بالوسواس.
وفقك الله