الوسواس القهري الجنسي
السلام عليكم، أنا فتاة طالبة جامعية وعمري 20 سنة، وأنا مصابة بالوسواس القهري الجنسي لأني خائفة جدا من أن أكون شاذة جنسيا وتأتيني وساوس كثيرة أني شاذة وقتما رأيت فتاة جميلة، وحتى عندما أقول " فتاة جميلة" يصيبني القلق من أن أتحمس وأثار من هذه الكلمة.
مع العلم أن حياتي كلها إيميل للرجال فقط ولا أحب النساء قط بل كنت أتقزز وأشمئز عندما أراهن عاريات، وأشعر بالغيرة منهن والغضب عندما أراهن مع ولد أحبه والآن أنا خائفة لأن أنجذب لهن. ودائما أبحث عن صور للنساء على الإنترنت لأختبر نفسي إن كنت أنجذب لهن وأرى صورا للرجال لأثبت لنفسي أني أنجذب لهم. وكذلك شيء يثير ذعري ويصيبني بالهلع هو عندما أرى أنه في البلدان الأجنبية أن هذا الشيء مقبول ويراودني شعور أني سوف أتقبل هذا الأمر وأصبح واحدة منهم فقط هذا الشعور يصيبني بالذعر أخشى الآن أن أنحرف عن تربيتي وديني وأتبنى الفكر المعوج لهؤلاء الأجانب.
دائما أحاول أن أبعد هذه الأفكار والوساوس بالتفكير بمنطقية وبإشغال نفسي والحمد الله يقل القلق لكنه لا يزول كليا لأن هنالك سؤال يقلقني بشدة هو هل يمكن للمرء أن يتغير ميوله بفعل الوسواس؟
فأنا لا أريد لا أطباء ولا أي شيء
أريد فقط جوابا على هذا السؤال!!
17/10/2021
رد المستشار
أهلا بك يا "نور" على موقع مجانين للصحة النفسية، جوابا عن سؤالك الأخير: هل يُمكن أن يتغيّر التوجّه الجنسي بسبب الوَسْواس؟ الجواب ببساطة هو: لا.
أما بالتفصيل، الوسواس عبارة عن أفكار قهرية تقتحم الذهن دون رغبة صاحبها، والسمة المهمة في تلك الأفكار أنّها تترافق مع ضيق نفسي وتوتر. سلِي نفسك قليلا، هل لو كنت ذات توجّه مثلي هل ستشعرين بالضيق من فكرة أنّك كذلك؟ أو سيكون ذلك تعبيرا تلقائيا وطبيعيا عن رغبتك وما تحبينه؟بل سيأتي الضّيق من فكرة استحالة تطبيق سلوك جنسي يتطابق مع ميولك المثلية، بأن تُمنعي منه وتضطري للزواج بجنس لا تميلين له!
فالذي لديه ميول غيرية سيعيش ضغطا نفسيا واستلابا إن فُرض عليه ميول مثلية والعكس صحيح تماما. المشكلة عندك متعلقة فقط بطريقة تعاملك مع تلك الوساوس، وهي بالمناسبة من أكبر أخطاء الموسوسين، أنّهم يبحثون عن إقناع أنفسهم بأن تلك الأفكار والأحاسيس خاطئة كلّ مرّة يشعرون بها، ويفترضون أنّها تُمثّلهم وأنها تُعبّر عن حقيقة مختبئة فيهم. وبالتالي يقومون بسلوكيات تزيد الوضع سوء كسلوك التحقق الوسواسي عندك (تنظرين لصور النساء والرجال لتختبري ردة فعلك)
إنّ بداية الشفاء من الوسواس أو التقليل من حدّته تبدأ بتجاهل تلك الأفكار وليس الردّ عليها منطقيا، لأنّ المشكلة ليست في البنية المنطقية بل في البنية المرضية لتلك الأفكار فهي مثل نار تنفثين عليها رياح السجال لتبقى حيّة ومهمّة في ذهنِك. تجاهليها فحسب، وقاومي أي فكرة تقول لك أنه يجب عليك التأكد، التأكد يقلّل التوتر النفسي مؤقّتا، لكنّه يعلّمك سلوكا خاطئا اتجاه ذاك القلق، وسرعان ما يعود مجدّدا كأنّك لم تفعلي شيئا، ثم إنّ كنت مثلية حقا فلن ينفعك التأكد شيئا أمام صور الرجال، لكن الأمر ليس كذلك.
وينبغي ألاّ تمارسي سلوكات تجنّبية مثل "فض قول فلانة جميلة". تجنّبك لقول ذلك مع نفسك أو أمام الناس يُسمّى سلوكا تجنّبيا تقومين به للتقليل من القلق (لأن قولك "جميلة" يستدعي فكرة المثلية عندك)، لكنّ أثره عكسي، لأنه يزيد من هيمنة وتضخيم الفكرة الوسواسية، والقلق المصاحب لها، وهو عبارة عن هروب نفسيّ من مواجهة مشاعر سلبية، ستتضخّم وتكبُر مع الوقت.
يجب أن تقرئي عن الوسواس وتفهمي حالتك أكثر، ورفضك للأطباء والأخصائيين يزيد الأمر تعقيدا لأنك ستواجهين الأمر وحدك. ولا أنصحك بعدم طلب العلاج، لأنّ الوسواس "قد" يتطوّر وينتقل من موضوع لآخر حسب ضغوطات الحياة ومراحلها. فلماذا ستقبلين بتطوّر حال لا تحسنين التعامل معها، في حين لن تقبلي بتطور التهاب ضرسك؟!
أتركك مع بعض الروابط:
الوساوس الكفرية والكفرجنسية كيفية التعامل؟
الوسواس القهري معنى التجاهل!!
وسواس الشذوذ أتعبني : الخائف أن يكون شاذا
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية