أحبه، لا لا أحبه أنا أنفر منه ! م2
صباح الخير يا دكتور
أنا بسجل على الموقع وبحاول أرجع الباسورد ومافيش أي حاجة بتجيلي على الجيميل بتاعي عشان أعرف أبعت الاستشارة فأستأذنك هبعتها هنا، كنت من فترة طويلة باعته على الموقع مشكلة "أحبه لا لا أحبه لا انا انفر منه" والمشكلة مع الوقت اتحلت وقلت كتير جدا عن الأول.
الفترة الأخيرة دي أنا رجعت لها تاني معرفش إيه السبب بس أنا أتعرضت لضغوطات كتير في الوقت اللي فات ده فهل ده ممكن يكون السبب؟ الموضوع دلوقتي أخد شكل إن أنا من جوايا متأكدة إني بحبه بس في صوت في دماغي وجوايا بيقعد يقولي لا مش بتحبيه وبحس بخنقة جامدة لما بيحصل وكتفي اليمين بيوجعني.
وبقعد أفكر في حاجات تثبت لي إني بحبه كأنه وسواس
فهل عند حضرتك تفسير؟ آسفه على الإطالة.
21/10/2021
رد المستشار
أهلا بك مجددا يا "وسام" على موقع مجانين للصحة النفسية
قرأت استشاراتك السابقة، أوّلها كانت قبل عام من الآن وقد أجابك فيها "د. علاء مرسي"، والأخيرة قبل عشرة أشهر وكنتُ أنا من ردّ عليك. إن أعدتِ قراءتَها ستُلاحظين أنّك انتقلت من وسواس الشذوذ الذي جاءك بعد أزمتك العاطفية، إلى وسواس الحب والكره مجددا. وقد قلتِ أنّ الحالة رجعت لك بسبب ضغوطات حياتية بعد أن انخفضت حِدّتُها كثيرا. ماذا تفهمين من هذا؟ فأنت لا زلت تتساءلين هل "هو وسواس أو لا"؟
هذا التساؤل يبيّن أنّك لم تحاولي فهم حالتك الوسواسية لمدة عام، أو لم تعرفي كيف تتصرفين إزاء هذا الوسواس ولم تتبعي الخطوات المطروحة في استشارات ومقالات الموقع الخاصة بالتعامل مع الوسواس القهري.
سألخّص لك الأمر، الوسواس هو اضطراب ينتمي أصلا لاضطرابات القلق، بكلمات أخرى الحالة الوسواسية هي حالة من القلق والضيق تخرج على شكل أفكار تقتحم الذهن وتجلب معها انزعاجا وثقلا في الصدر (وهذا ما يجعل الوسواس مختلفا عن التأمل الذي لا يصاحبه كل ذلك القلق والضعف). ولتعرفي صحة هذه الفكرة لاحظي أنّك كلما تعرضت لضغوط حياتية زاد قلقك وتجلّى الوسواس أكثر، وتبدأ أعراض نفسجسدية تظهر عندك (ألم في الكتف)، أما عن الحب والكره والتجربة العاطفية أو الشذوذ ما هي إلا "مادّة اجترارية هنا" أي أنّها ليست هي المشكل في حدّ ذاتها، ولا هي لبّ الموضوع إنما هي مادة أو موضوع يتخذه القلق "وقودا" ليعمل عمله، وإن لم تعرفي كيفية التعامل أو تتبعي برنامج علاجيا بخصوص حالتك التي قد تكون اكتئابا وسواسيا أو قلقا متعمما تظهر معه أشكال وسواسية أو وسواسيا قهرايا... (التشخيص سيتكلف به المختص) ستمر الشهور وسيجد الوسواس مواقف حياتية أخرى يدور حولها.
فالمشكل هنا أنّك تركزين على محتوى "الوسواس" وترينه هو المشكل الحقيقي وتتناسين الوسواس والحالة المرضية نفسها، وهذا يؤدي بك إلى أخذ كل فكرة على محمل الجد وتقليبها والبحث والتساؤل والتحقق من شكك، وإثبات لنفسك أنك تكرهينه ثم تبحثين عن أسباب مضادة تبين لك أنك تحبينه.. وهكذا دواليك حتى تستفيقي على ألم في كتفك وضيق رهيب.
نصحتك بتجاهل الوساوس والظاهر أنك لم تتبعي النصيحة، لأنك لو اتبعتها لما أرسلت استشارة تتساءلين عن نفس الوساوس مرّة أخرى.
سأتركك مع بعض الروابط وأرجو أن تقرئيها بجد وانتباه:
الاجترار الوسواسي
الوسواس القهري معنى التجاهل!
طريقة تجاهل الوسواس القهري
ويتبع >>>> : أحبه لا لا أحبه أنا أنفر منه ! م4