السلام عليكم
في بداية الأمر أريد شرح نقطة مهمة جداً وهي أنني لا استطيع حرفياً شرح ما أشعر به وإذا تحدثت به أرجف وأتأتأ ولا أستطيع شرح أفكاري بتسلسل، فأنا لا أعرف من أين أبدأ!!، إضافة إلى أني أشعر أن لا هوية لي وأشعر بأن هنالك أكثر من شخصية وكمية تناقضات هائلة، أنا لا أفهم نفسي لكني سأحاول، أمي نشأت في بيئة متوترة جداً، خيلاني لديهم أمراض نفسية الان نتيجة ذلك، وأنا أشك أن أمي هي أيضاً...
في أول اعدادي أهملتني أمي تماماً، لم تكن تهتم أن خرجت نظيفة أم متسخة أم عريانة، هي فقط لا تهتم، لم يعلمني أحد عن النظافة الشخصية أبداً، ما علمني هو نظرات البنات لي وابتساماتهم المليئة بالشفقة، أصابني اكتئاب نتيجة ذلك وفي نفس السنة أصابني رهاب الساح واضطراب نوبات الهلع، في ثاني اعدادي أصابني اكتئاب شديد لدرجة أنني لا أطيق تغير اللبس الذي علي لأيام وكنت أظل بالعباية لأسابيع متواصلة، لم يخفف أحد عني بل كل ما سمعته أنتي مهملة وقليلة أدب ولا فائدة منك ووجهك أصبح يشبه الزومبي وشعرك كالعرفج والكثير من هذه الأشياء.
في ثالث اعدادي تأهلت لمسابقة وأحببت ولد ولكنه من طرف واحد وتعلقت فيه لدرجة الجنون، الكل من حولي يقول هذا إعجاب وانسيه، في تلك الفترة عانيت من ضغوط لا يعلم بها الا الله، كنت في البداية أؤذي نفسي لجلب الانتباه، كان يحب فتاة وهي لا تبادله الشعور أيضاً، حاولت قتله بحجرة لكني في آخر لحظة تراجعت، وفي يوم من الأيام عندما قابلت الفتاة التي يحبها لم أشعر في حياتي بكره كذلك اليوم.
أخذت سكينة معي ولا أعلم ماذا سأفعل بها لكن ما إن رأتني قامت بحضني وهي لا تعلم أن السكينة كانت خلف رقبتها، لم أقل شيء وانصدمت بكل ما تعنيه الكلمة، اخفضت السكينة، بكيت لشهور ولسنوات وإلى الآن أبكي عندما أتذكر ذلك الولد وتلك الفتاة وكمية حرقة القلب التي عانيت منها، نتيجة تربية أهلي وجعلهم لي أن قيمتي تكمن فقط في درجاتي ولا يوجد أي فائدة لي في الحياة وميزة وهدف، والله أني تمسكت بالمسابقة كأنها مسألة حياة وموت!!، أحرقت نفسي لدرجة الاكتئاب.
أنا الآن ثاني ثانوي ولم يكتب لي الحظ في تلك المسابقة، عندما قرأت خبر استبعادي منها لم أتحمل الصدمة، لم أبكي ولم أقل شيء، بعد الخبر بساعة أصبحت أشم رائحة خيار على الرغم أني فاقدة حاسة الشم، ولمدة أسبوعين وثلاث تقريباً بفترات متناوبة، سألت دكتورة وقالت أن هذا يدخل في باب الهلاوس الشمية، بحثت عن حالتي ووجدت أن تسميته هي اضطراب ذهاني تفاعلي قصير.
أنا الآن مدمورة تماما، غرابة القصة ليست هنا، أبي هو دكتور نفسي وأمي حاصلة على ماجستير علم نفس !!!!!، هم أدرى وليس أنا، علاقتي سيئة جداً بأمي ولا اتحدث معها حتى بأشياء البنات، أبي هو كل شيء، نتيجة فقدان الحنان الذي عانيت منه في طفولتي حاول أبي أن يغطي على أمي لكن ليس كل شيء يعوض، كلما حاولت ((فقط)) حاولت التحدث معه قال بأني متوهمة وأدعي المرض.
لا يمكنني التعبير عن مشاعري ولا حتى البكاء الذي هو من أبسط حقوق البشر، إذا بكيت أتت أمي لتستهزأ بي وتضحك علي وتضربني، لذلك مشاعري مقموعة، نتيجة ذلك اتجهت لأفكار إيذاء النفس، وهذه المرة ليست لجلب الانتباه، يدي ورجلي تشوهت من كثرة الجروح، ليتهم تعاطفوا معي عندما اكتشفوا الجروح بالصدفة، بل سمعت تهزيء وتهديد، لا يوجد طريقة أتلقى فيها العلاج من دون أن يعرف أبي.
لا أستطيع تحمل الألم أكثر من ذلك لذلك هذا هو أملي الأخير، أنا آسفة إن كانت الرسالة طويلة لكن ما باليد حيلة، لدي بعض الأعراض التي قد كتبتها عني أول:
١- أفكار إيذاء نفس وتختلف الدوافع ورائها إما لعقاب للذات وللغضب والحزن …
٢- مشاكل في التحكم في المشاعر والانفعالات وخصوصاً الغضب (قد أضرب وأرمي أحد وأصيب أحدهم..)
٣- تقلب في المشاعر والعلاقات بشكل فظييييييععععع من حب شديد الى كره شديد وعلى اتفه الاسباب (التفكير الأبيض والأسود)
٤- فراغ
٥- ضيق تنفس من دون سبب واضح لدرجة أني قد أسقط على الأرض أحياناً
٦- فقدان شهية
٧- انخفاض الاهتمام بالمستوى الدراسي وفقدان جميع الأهداف
٨- عدم الاستمتاع بما كان يجلب السعادة سابقاً
٩- المكوث بنفس الملابس مدة طويلة وعدم الاهتمام بالمنظر والنظافة الشخصية
١٠- فترة عانيت من خوف أن يتركونني الآخرين
١١- فترة شعرت بأن الكل يكرهني ولم يعودوا يحبوني كقبل
١٢- لا أستطيع الإحساس بالمشاعر في الحقيقة وكأن مشاعري الداخلية مفصولة عن الخارجية تماماً (أحياناً أقول كلام أشعر بأنه ليست أنا التي قالته .. شعور صعب وصفه صراحتاً)
١٣- اللجوء إلى الخيال لتلبية الفراغ العاطفي
١٤- لا أعرف ما أشعر به معظم الوقت وماذا أريد وأي شيء
١٥- من سنوات وأنا فاقدة الاحساس بأطرافي (شيء يصعب أيضاً وصفه)
١٦- تقلب في قيمتي ما بين لا شيء إلى كل شيء (لدرجة أني عندما أنظر لوجهي في المرآة أشعر أن ملامحي تتغير من القبح إلى الجمال وهكذا)
١٧- لدي مشاكل في الذاكرة، مرات أشعر أني قد قتلت أحد في طفولتي لكن لا أتذكر وأظل أراجع ذاكرتي
١٨- نسيان فظيع، أنسى الكلمة التي سمعتها من ثواني حتى بعد إعادتها أكثر مرة
١٩- لا أستطيع التركيز
٢٠- أتجنب كل ما يذكرني بمواقف النظافة الشخصية التي حدثت في أول اعدادي
٢١- مرات أشعر بالنشاط وأقوم بالرقص والصياح بصوت عالي وبعدها طبيعي جداً أكون كسلانة وبطيئة استيعاب وحركة وميتة
٢٢- تقلبات مزاج حادة
في الختام وبشكل مختصر، لدي رهاب الساح واضطراب نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي.
سؤالي الأعراض التي بالأعلى هل هي ذهان أم ثنائي قطب أم تبدد شخصية
أم اضطراب ما بعد الصدمة أم اضطراب شخصية حدية؟
22/10/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
سؤالك هو عن التشخيص الطبنفساني للأعراض التي تم التطرق إليها في الاستشارة وهي مفصلة جدا، المسار الطولاني للأعراض والأعراض نفسها كما تم وصفها تشير إلى وجود اضطراب عقلي لا بد من علاجه، رحلة العلاج تبدأ أولا بمصارحة والديك حول المعاناة التي تمرين بها لفترة طويلة، ما يستطيع الموقع استنتاجه هو:
١- هناك اضطراب عقلي مزمن مساره يتميز بنوبات هدأة وانتكاس بين الحين والآخر، في نفس الوقت هناك أعراض مزمنة مترسبة.
٢- درجة هذا الاضطراب شديدة وخاصة في عمر ١٦ عاماً.
٣- تشكلين خطورة عالية على نفسك وعلى الآخرين وهذا في غاية الوضوح.
٤- سماتك الشخصية سمات مرضية غير صحية تميل إلى الإسراف في استعمال دفاعات نفسية غير ناضجة مثل إسقاط اللوم على الآخرين، عدم رعاية الأم رغم أنك لم تعطي مثالاً واحداً يبرر استنتاجك، مشاعر عدوانية تجاه الآخرين، الشعور بالحسد والغيرة، وتوجيه العقاب صوب جسدك.
٥- هناك عدم توازن وجداني يتمثل بأعراض وجدانية مزمنة مثل القلق والاكتئاب بالإضافة الى اعراض اضطراب تشوه الجسد.
٦- نوبات ذهانية قصيرة الأمد.
ما يستطيع الموقع استنتاجه هو:
١- لا يوجد دليل مقنع بأنك تعانين من اضطراب الثناقطبي.
٢- لا يوجد دليل مقنع إلى الآن بوجود عملية فصامية تفسر مسار اضطرابك العقلي.
٣- لا يوجد سوى اضطراب الشخصية الحدية يفسر الأعراض التي تعانين منها في الوقت الحاضر.
اضطراب الشخصية الحدية كما تم وصف أعراض في الاستشارة درجته شديدة ولا بد من علاجه تحت إشراف استشاري في الطب النفساني والدخول في علاج نفساني، ربما هناك الحاجة إلى علاج بالعقاقير كذلك.
خطوتك الأولى على طريق الشفاء هو القبول بأنك مصابة باضطراب عقلي لا يمكن تعليله بسهولة بظروفك البيئية وإنما هو في صميم تركيبتك الشخصية، محاولة إسقاط اللوم على هذا وذاك وتعليل الأعراض بسبب هذا الحدث وغيره عملية عقيمة لا فائدة منها، الخلل هو في صميم شخصيتك ولا يغيرها سواك.
الخطوة الثانية تتحدثين مع والديك ويجب مراجعة طبيب نفساني لفحص الحالة العقلية على أرض الواقع.
الخطوة الثالثة هو خطة علاج أهم ما فيها علاج نفساني قد لا يقل عن عامين.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الوصفات الطبية للشخصية الحدية
العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الحدية
الحدية والذهاني م