السلام عليكم..
أخيرا وجدت موقعا يبدو علميا وموضوعيا يهتم فيه المستشار حقا بما يذكره صاحب الاستشارة، أما عني أنا فقد تعرضت لمرض ارتفاع ضغط الدماغ قبل عشر سنوات، وعالجته وذكر لي الطبيب المعالج أنني شفيت، ومارست حياتي الطبيعية، ولكن قبل سنتين تعرضت لصداع متكرر، إلا أنه أخف كثيرا من قبل، ومع الوقت أصابتني دوخة وتعب وقلة نوم، راجعت المستشفيات، وأجريت أشعة رنين وتصوير للعصب البصري، وذكر لي الطبيب أنني لا أعاني من شيء.
ثم تعرضت صديقتي للتصلب المتعدد، ومنذ ذلك اليوم عشت في دوامة من الخوف وشعرت بكل الأعراض، وبدأت بتخيل أعضائي وهي تتوقف، وأن أكون عاجزة، وأتألم طيلة الوقت، صرف لي دكتور المخ والأعصاب دوائين سبرالكس ودوجماتيل 50 مجم، وتحسنت حالتي كثيرا، وعشت أجمل سنتين بعد فترة المخاوف الطويلة.
بعد سنتين أصبت بالكورونا، ومن بعدها أصبحت حالتي صعبة، فقد كنت خائفة كثيرا كأنني في كابوس حتى انتهى العزل واطمأننت على نفسي، لكن أصابتني حالة حزن وتعب وإرهاق، وتتابعت علي خلال 5 أشهر الفائتة أمراض كثيرة، مثل: أنفلونزا حادة، طفيليات وفطريات بالأمعاء، ثم أخيرا دوخة ودوار شديد ملازم لي كلما استلقيت شعرت بالدوار، راجعت طبيب تخصص أذن وأنف وحنجرة، وذكر لي أني سليمة، مما زاد مخاوفي أن يكون مرضا خطيرا لا يكتشف بسرعة مثل مرض منيير والتصلب المتعدد.
لدي فوبيا من أي مرض لا يملك المرء التحكم فيه بنفسه ويجعله متألما طيلة الوقت، فهل هذا يدل على عودة المرض النفسي لي؟ وهل الدوار الذي أشعر به أن المكان يدور يمكن أن ينشأ من الحالة النفسية؟ وما هي الاختبارات التي أجريها لأتأكد من سلامة أذني ودماغي؟ وهل يضرني تكرار الرنين المغناطيسي؟ فقد قمت به مرتين خلال سنتين وأخاف من تكراره لكن أخشى أن هذا ضروريا.
ما رأيكم؟ دام فضلكم..
طمئنوني فأنا في كرب.
02/11/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ما أنت بحاجة إليه هو التوقف تماماً عن عمل أي فحوص طبية ومراجعة الأطباء والمراكز الصحية، ما تعانين منه هو اضطراب الضائقة الجسدية Bodily Distress Disorder وما يعنيه ذلك أعراض جسدية متعددة الأصناف مصدرها غير عضوي.
لكل إنسان عتبته للشعور بقلق وصحة وهذه العتبة تنخفض أحياناً مع سماع أخبار مروعة وإصابة أحد المقربين بمرض ما، الغالبية العظمى من البشر يتجاوزون هذه المحنة والقلق بعد أقل من ٣ أشهر، استمرار القلق والدخول في دوامة الفحوص الطبية التي لا معنى لها تؤدي إلى تغيير تفكير الإنسان وتعطي الإشارة إلى بداية أفكار أوتوماتيكية حول الصحة.
ما تشيرين إليه من أعراض في الخمسة أشهر الماضية لا تستحق القلق ولا أظن أن فطريات وطفيليات في الأمعاء تشخيص يثير الإعجاب، جميع أعراضك أعراض قلق. اخرجي من هذه الدوامة اليوم قبل الغد فمن يدخل فيها ولا يخرج بسرعة تتغير سماته الشخصية ويتحول قلقه من مرض إلى آخر وبعد سنوات لا يختلف أدائه عن أداء إنسان مصاب بمرض ذهاني لا يستجيب للعلاج بل أشد من ذلك.
الدوار مصدره القلق ولا يحتاج إلى علاج، ولا يوجد أي خلل في أذنك ودماغك. ولم تكن هناك حاجة لعمل رنين مغناطيسي واحد. ولا يضر تكرار الرنين المغناطيسي ولكن إن تم عمله مجانيا فهو إهدار لميزانية الصحة وإن تم عمله في القطاع الخاص فهو تبذير لا معنى له.
نصيحة الموقع اخرجي من دوامة قلق الصحة بنفسك ولا تراجعي أي طبيب.