السلام عليكم
شكرا لكم لإتاحتكم الفرصة لي لعرض مشكلتي عن طريق موقعكم. مشكلتي قد تكون شائعة جدا بين الفتيات ألا وهي موضوع الخوف من الزواج، كنت أشعر بوجود هذه المشكلة سابقا ولكنها أصبحت أكثر وضوحا ورسوخا كلما تقدمت في السن.
الآن أنا أبلغ الـ 29 من عمري أي أنني لست صغيرة، مع هذا أفضل أن أستمر بحياتي كما هي على أن أغيرها وأرمي بنفسي للمجهول. أنا متدينة ولله الحمد ومع علمي بأن الدين يشدد على موضوع الزواج وبناء الأسرة إلا إن علمي بهذا الشيء لا يستطيع أن يحررني من الخوف والضيق والهلع الذي أشعر به عند ذكر موضوع الزواج أو عند معرفتي بأن هنالك شخصا يريد أن يأتي للمنزل ليتعرف علي ويتقدم لخطبتي.
نعم أنا لا أنكر أنني أسمع الكثير من قصص الزيجات الفاشلة أو الحياة الصعبة ما بعد الزواج.. ولا أنكر أنني لا أعتقد بوجود الكثير من الملتزمين دينيا من حولي خصوصا وأنني أعيش في دولة أجنبية.. ولا أنكر أنني من النوع الخجول جدا إلى غير ذلك من النقاط التي قد تكون هي السبب في خوفي من الزواج
منذ يوم مضى جاءنا خاطب إلى المنزل ومميزاته ممتازة .. لكنني لم أستسغ شكله مطلقا ورجعت إلي مشاعر الاضطراب والبكاء وأخبرت أهلي أنني لا أستطيع أن أجامله ولن أستمر بلقائه ولا أريده .. هم لا يجبرونني على شيء ولكنهم يقولون لي بأنني لم أتقبله لأنني متخوفة من الزواج بشكل عام. وربما هم على حق.
صدقا لقد حاولت أن أغوص في أعماق نفسي لأكتشف مخاوفي.. حاولت أن أتحرر من قيودي ولكن يبدو أنني لم أنجح في ذلك .. لكن كيف لي أن أغير معتقداتي الداخلية؟؟ كيف أقنع نفسي بعكس ما أحس وأشعر؟
فلا يوجد زر أقوم بالضغط عليه لتتغير أفكاري وقناعاتي.
أفيدوني أفادكم الله.
03/11/2021
رد المستشار
السلام عليكم والرحمة عزيزتي
كما ذكرت أن الخوف من الزواج بات من المخاوف الشائعة للأسف في مجتمعنا في شريحة الشباب. وكما استشفيت من رسالتك فإن لديك إطلاع جيد على ما يدور بداخلك وصورة واضحة لمشاعرك وهذا أمر جيد إذا أحسنت استغلاله.
بداية دعيني أطمئنك أن الخوف من الزواج عند البنات هو أمر طبيعي جدا، رغم أن حلم الزواج وتكوين أسرة يراود الكثير من الفتيات منذ سن المراهقة إلا أنهم في الكثير من الأحيان يشعرن بالرهبة منه في ذات الوقت أو حين يصبح حقيقة، ويمكن أن نرجع ذلك إلى الخوف من تحمل المسؤوليات الجديدة والحياة المختلفة تماما عن حياتها في بيت والديها.
توتر الفتاة وقلقها من الزواج أمر طبيعي تشعر به الفتاة لأنها مقبلة على حياة مجهولة، مهما قرأت وتعلمت تبقى غامضة بالنسبة لها، ويبقى الخوف الدائم أن لا تعرف كيف تؤسس أسرة أو كيف تعتنى بأسرتها، وهل هي قوية كفاية لتتحمل متطلباتها؟! مثل هذه المخاوف ستخبو ومع الوقت سوف تتعلم طرق لمواجهة مسببات الفشل. ومن ثم مقاومتها والعمل على حلها بالتفاهم والمشاركة مع الزوج.
ولكن هناك حالات قليلة قد يتطور الأمر أكبر من حجمه الطبيعي، وتزيد نسبة الخوف من الزواج عن الحد الطبيعي، فتتوسع إلي الخوف من مجرد فكرة الارتباط. وتعتبر هذه حالة مرضية يطلق عليها "الجامو فوبيا" أو رهاب الزواج.
الجاموفوبيا Gamophobia
هو خوف شديد لدى الفتاة من الارتباط وتفضل الوحدة بسبب ما تتخيله من صعوبات أو تحديات بعد إتمام الزواج. وذلك نتيجة سيطرة مجموعة من الأفكارالخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي قد تواجهها بعد الزواج أو خوفها من التعرض لتجربة عاطفية فاشلة وحدوث طلاق أو انفصال عن الشريك. وحتى نميز بين الخوف الطبيعي والرهاب أو الجاموفوبيا سأذكر بعض أهم الأعراض:
طبعا قد تختلف أعراض مرض الخوف من الزواج عند البنات من فتاة لأخرى وتتباين شدتها على حسب نفسية كل بنت.
وتقسم الأعراض إلى أعراض نفسية وأعراض صحية جسدية.
• الأعراض النفسية
• عصبية البنت : يكون واضح جدا أن البنت تكون حادة في كلامها عند سماعها لموضوع الزواج، وتبالغ في عصبيتها وردة فعلها تجاه الموضوع.
• العزلة الاجتماعية وتجنب المناسبات واللقاءات
• خلق الأعذار والحجاج للتهرب من الزواج: كالهروب حتى من مجرد الحديث في الموضوع ويصل بها الأمر إلى اختلاق الحجج والأعذار الغير منطقية للتهرب .
• الشعور بالاضطراب وعدم الراحة وقت حضور حفلات الزواج.
• الإصابة بالهلع والقلق المستمر والبكاء: فتصاب الفتاة بالقلق الشديد، مما يؤدي إلى قلة النوم وعدم الأكل أو عدم التركيز في العمل وبالتالي يؤثر على حياتها الاجتماعية وعملها ودراستها.
• الأعراض الصحية الجسدية :
• الدوخة والدوار.
• التعرق الشديد والإغماء
• آلام البطن والصدر مع اضطراب التنفس.
• القيء وسرعة نبضات القلب.
• البكاء الشديد دون سبب منطقي.
• وجود ألم حاد بالصدر
• ضيق حاد بالتنفس
• وتعرق بشكل متكرر.
هنا أود التنويه إلى نقطة مهمة وهي أن هناك أعراضا قد تتشابه بين الخوف الطبيعي والجاموفوبيا
فكل فتاة قد يكون عندها ذلك الخوف الطبيعي لدى الفتيات عند طرح فكرة الزواج أو التخطيط له، فمن الطبيعي جدا أن قد تصاب الفتاة بقلة النوم والقلق وزيادة في ضربات القلب، وزيادة التوتر خاصة عند اقتراب موعد الزفاف. هذه الأعراض متوقعة وتختفي بعد فترة قصيرة.
عزيزتي، ما أعتقده هو أنك مصابة بالخوف الطبيعي وهذا ينشأ لأسباب إجتماعية كثيرة منها:
• كثرة سماعك لقصص وتجارب زواج فاشلة من المتزوجات وهو ما يجعل فكرة الارتباط مخيفة.
• قد تكونين متعلقة كثيرا بأهلك، وتخيفك فكرة الابتعاد عنهم والانتقال بعيدا.
• يمكن أن تكوني قد بالغتي في الاعتقاد بأن الزواج سوف يحطم أحلامك ويهدم مستقبلك سواء من الناحية العلمية أو العملية. فيصبح الخيار بين طموحك والزواج وتختارين الطموح
• قد يكون لديك اعتقاد رائج بين الفتيات المنفتحات خصوصا، أن الزواج يقيد ويهدد حريتها وأن الشريك سيتحكم بها وخاصة إذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية.
• إذا كنتي ذات شخصية مترددة فتخشين اتخاذ قرار حاسم بموضوع الزواج في الكثير من الأحيان.
• لو كنتي تنحدرين من أسرة تعاني من كثرة مشاكل الأسرة أو العنف بين الوالدين وشهدتها في مرحلة الطفولة، وسوء المعاملة فيما بينهم، أو الطلاق ،فيتولد الخوف من الدخول في مثل هذه التجربة حتى لا تكرر نفس المأساة التي عاشتها مع والديها من قبل.
• أيضًا عدم الثقة بالنفس من الأسباب التي تجعل الفتاة تخشى الارتباط بالزواج فنظرتها لنفسها وشعورها بالنقص وخاصة من الناحية الجمالية يجعلها لا تشعر بالاستحقاق.
• عدم الاستعداد النفسي للبنت لتقبل فكرة الارتباط والابتعاد عن المكان الذى عاشت فيه طويلا والانتقال للعيش في مكان آخر وهذا يزيد مع تأخر سن الزواج حيث يصبح من الصعب تغيير العادات والتعود.
• من أهم أسباب خوف البنت من الدخول في تجربة الزواج هو تعرضها للتحرش الجنسي قبل الزواج مما يجعلها تكره الجنس الآخر ولا تفكر في التقرب منهم أو الارتباط بهم ويصبح لديها الخوف من إقامة العلاقة أو الحميمة.
بعد أن ذكرت لك الأسباب المحتملة، ابحثي في نفسك، فكما يقال معرفة الأسباب هي نصف الحل وإليك النصف الثاني من الحل.
خطوات قد تساعد على علاج الخوف من الزواج:
1. خطوة تحديد السبب الحقيقي للخوف، واجهي نفسك بالسبب وراء خوفك من فكرة الزواج.
2. خطوة مواجهة المخاوف، يجب مواجهة الأسباب التي تؤدى إلى الخوف وحلها، فليس بالضرورة ما سمعته أو شهدته سيتكرر معك، لربما سخرت ذكاءك لدراسة أسبابه لتفاديها في علاقتك.
3. استشارة طبيب متخصص، إذا لم تستطيعي تحديد الأسباب لأي سبب كان أو لم تتمكني من إيجاد الحلول
4. التحدث مع خطيبك عن مخاوفك ،حاولي توضيح المخاوف بطريقة إيجابية، فهذا سوف يخلق تفاهم وثقة متبادلة.
5. تعرفي على الزواج بشكل واقعي فهو ليس عبارة عن قصة حب وشوق ممزوجة بألم ودموع كما تروج لها وسائل الإعلام وإنما يقوم على الاحترام والتفاهم في التعامل والمشاركة بين الزوجين والشعور بالمسؤولية من الجانبين، والصراحة والشفافية منذ بداية العلاقة بينهم دون تجمل أو تزيين للحقيقة تؤدي إلى نجاح حياتهم الزوجية.
6. ضعي خطة عن أحلامك وأعرضيها على شريك حياتك فمن الضروري تحديد مسؤوليات الزوجين والحقوق والواجبات لكل منهما، وحددي أهدافك الدراسية أو أهدافك العلمية لضمان حياة زوجية آمنة خالية من المشاكل ومليئة بالتفاهم والرضا.
7. التخلص من سلبيات الماضي الناتجة من الأفكار المغلوطة، ويمكن استبدالها بأخرى إيجابية وذلك بمساعدة مختص.
واقرئي أيضًا على مجانين:
جمانة والخوف من الزواج
رودي والخوف من الزواج !
وسواس الخوف من الزواج القرف من القضيب
قلق متعمم من الزواج .. بعد تجارب أختيّ الفاشلة !
خوف من الزواج أم عدم عقلانية؟
التعليق: السلام عليكم
حياكم الله يا دكتورة
قلت -بارك الله فيكم-: وكما استشفيت من رسالتك فإن لديك اطلاعا جيدا على ما يدور بداخلك وصورة واضحة لمشاعرك وهذا أمر جيد إذا أحسنت استغلاله.
سؤالي:
إذا وجدت عندي هذا الأمر الجيد فكيف أحسن استغلاله؟
أنا مدمن متعافي