جزاكم الله خيرا على خدماتكم
دلتني صديقتي على موقعكم هذا الذي أتمنى لو كنت عرفته من زمان، سؤالي هو هل يمكن أن يختلف الإنسان 180 درجة من الحب للكراهية؟؟ حتى لا أطيل عليكم زوجة منذ 22 عام مرت بحلوها ومرها ولأننى أعلم بأن الإنسان منا لديه عيوب ومميزات فقد تقبلت زوجى بكل ما فيه فهو إنسان حساس جدا ولد وحيد وسط أربع بنات، أب توفي وهو صغير أم قوية الشخصية متحكمة بالأبناء بعدتهم عن الناس وربتهم وحيدة.
عند زواجنا تعاملت أسرتة بشيء من الغرابة معي ولكني قلت لنفسي ما دام لا يوجد ضرر فلم الحزن؟ فلم يرحب بي بينهم وعلى قدر المستطاع لم أشتكي ولم أظهر ذلك فكنت أشعر بأن زوجي يحمل عبء ثقل ولم أكن أريد إلا أن أكون الصدر الحنون له وكانت أسرتة دائمة الخناق والأصوات العالية ولم أتدخل أو أحرج زوجي بل كنت أعمل نفسي نائمة فنحن فى منزل واحد.
ومرت الأيام وتمتعت بزوجي وبالحب والتعامل الراقي ولأنه شخص عصبي ولكن حنون شعرت بأنه كالطفل الصغير يغضب ثم يهدأ ومرت الأيام وما كان يزعجني أنه لم يكن يحب أن يتحدث عن عائلته أو أفعالهم أو بعدهم عنا وشبه المقاطعة من أول الزواج ومرت الأيام بل السنين كان فيها شخص يتحمل مسئولية بيته كاملة على أكمل وجه ويقبل هدايا أهلي على مضض ويريد حياة خاصة بنا على قدر دخلنا وزوجي من الأشخاص أصحاب مبدأ اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
وكان لدي وظيفة تدر مبلغ ضئيل لم يطمع يوما في شيء منه ولم يرد أيضا معرفة ما يصل لي من أبي ونحن من الناحية المادية أعلى من أسرته ولكن عند زواجي أصبحت حياته هي حياتي فهذا لا يعني أني نزلت لمستوى آخر ولكن أبي يملك قطعة أرض مستور يعني المهم لم أرى بزوجي أي عيب سوى العصبية والتوتر السريع، حبه للعزلة وعدم حب التجمع وسط الناس مع أن عمله يفرض عليه التعامل الدائم مع مختلف فئات الناس دائما وكان يحدثني وكأني أول شيء جميل تعطيه له الحياة.
ومرت السنين ثم دخلت أمه في مرض في البداية وقفت بجانب زوجي لأني شعرت أنه ينهار مع أنه لم يكن يشعر بالحب والود بينهم فكان كل منهم بعيد عن الآخر ولكنها فى النهاية أمه ولم أكن أنزل أو أتعامل معهم لرغبتهم في ذلك وبعد محاولات كثيرة مني للتقرب ولكن عند المرض لم أستطع منع نفسي فوقفت كأي زوجة بجوار زوجها (مسيرك يا مرات الابن هتكوني حماه) وهكذا مرت مرحلة أخرى فى الحياة ومع أني لم أرى من حماتي أي حب أو حنان تعاملت معها في البداية على أنها أم زوجي الذي أحبه ويجب أن أبره في والدته.
وكان مرضها شديد فشعرت بأن هذه السيدة التي ربت 5 أبناء وحدها وفي سن صغير إن كان لها أخطاء أو ذنوب أراد الله أن تقابله طاهرة وظلت مريضة مدة طويلة وأصبحت زوجة الابن مفضلة لديها وعندما ماتت انهار زوجي مع إن والدته لم تكن صغيرة ووقفت جانبه وتوفيت أمي بعد ذلك واختلفت الحياة وقست علي.
فعندما أراد أبي الزواج لم نعترض وكنا نبحث عن شخص مناسب فأبي رجل كبير فظهرت على زوجي علامات الغضب واختلف في تعامله معي وأصبح يتحدث عن أبي بشكل سيء وإن أبي ظالم وساءت الأمور بيننا ويعلم الله كم حاولت معه بالحب خمسة سنوات كاملة أخذت الحياة فيها أبشع شكل ولأنه لم يكن كذلك حاولت الصبر فقد أصبح يتهمني بالكراهة وعدم احترامه وأني أحرض عليه الأبناء وأصبحت بين ليلة وضحاها سبب تعاسته و……….. وكأن شخصا ما يسيطر عليه ثم بدأ ينظر إلى الأبناء وكأنهم أعدائه ولم يعد على استعداد لأي حوار وإذا لم ينفذ أحد ما يقوله فهو ضده ويكره.
ماذا أفعل بالله عليكم؟؟؟
آسفة على الإطالة، أعانكم الله
03/11/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك ونسأل الله أن ينفع بعملنا في مجانين ويجزى "د. وائل" عنا جميعا خير الجزاء، والدال على الخير كفاعله فدلي على الموقع من حولك عسى أن تعم الفائدة.
سطورك لم توضح شكوى محددة يمكنني أن أفيدك فيها. ذكرت بعد وفاة والدتك قست عليك الحياة فكيف هذا، أعلم أن للأم مكانة تزداد مع تقدمنا في العمر فهل تعنين افتقادك لها أم تغير شخصية زوجك بعد وفاة والدته؟ تغير زوجك متوقع لأكثر من سبب. مع تقدمنا في العمر وهجوم الأمراض تقل القدرة على التحمل لدينا ولهذا فمن رحمة الله إن الإنجاب وأعباء التربية تكون في مرحلة الشباب والقوة.
ذكرت بأن زوجك شخص عصبي منذ البداية فهو لم يتغير، تغيرت المواضيع التي يغضب منها، ولكن هو من البداية عصبي، قد تكون تعبت أنت من التحمل. قد تكون زيادة عصبية زوجك نتيجة خبرة مرض والدته وفقده لها، فحسب ظروف نشأته فهي بالنسبة له والدين معا فالخسارة كبيرة بالنسبة له. قد تكون زيادة عصبيته سوء تعامله مع مشاعره بعد فقدان والدته.
ومهما كانت الأسباب عليك التعامل مع الأمر كما هو عليه الآن، لكل مرحلة من مراحل الحياة مشكلاتها وإن كان من بين الأفكار الخاطئة المنتشرة أننا سنرتاح عندما نتقدم في العمر. استمري في استيعاب زوجك كما بدأت معه، حاولي تفهم أسباب غضبه وخلافه مع الأولاد.
يصعب على بعض الوالدين تقبل استقلال أطفالهم عنهم، قد تكون هذه نقطة الخلاف بين زوجك والأولاد.
كان الله في عونك، وسدد بصيرتك كي تحددي أسباب المشكلة لتتعاملي معها بصورة مناسبة.