السلام عليكم
اسمحوا لي أن أتكلم بصفة عامة قبل سرد مشكلتي الخاصة، فالشباب اليوم في أمس الحاجة إلى التوجيه القويم في ظل الظروف التي تتجدد بسرعة وبصورة تعجز العقول، هناك شباب من الذين ذاقوا حلاوة القرب من الله فأخذوا يصلحون أنفسهم ويتعلمون من دينهم.
وفي هذا الوقت المبكر يصطدمون بواقع صعب يحاربهم في مجتمعهم، عملهم وحتى في أسرهم بدعوى أن واقع اليوم مختلف تماما عن عصر ولادة الإسلام وأنه يفرض بمعطياته الجديدة التأقلم معه ومسايرته، وكمثال أصبح بعض الربا حلالا وبعضه حراما، وبعض التعامل بالرشوة يمكن أن يأخذ شكل هدية وبعض يعزى إلى ضعف الراتب، فشباب تشبث بطريق الله يسأله الإعانة وشباب استسلم لهذا المنطق وتعامل وسط هذا الخلط الكبير بما يراه مناسبا له.
أما مشكلتي فأنا موظف بسيط أبلغ من العمر 29 سنة، بيني وبين عائلتي الطيبة اختلافات من النوع الذي ذكرت سابقا، ومن أهمها في الثلاث سنوات الأخيرة كان علي إلحاح بشراء شقة عن طريق أخذ القرض من البنك دام أكثر من سنة، فأبيت إلى أن جعل الله لي مخرجا فتيسر لي شراؤها دون الاحتياج إلى البنك.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بمسألة الزواج فمنذ أكثر من سنتين فسخت أربع خطوبات رغم أنها لم تكن رسمية وأعني بذلك أنه كان لقاء بين العائلتين على أساس أن تكون خطوبة بعد وقت وجيز من التعارف، والسبب في فسخ هذه الخطوبات أن أولويات والداي في اختيار الزوجة الجمال والوظيفة وأولوياتي زوج أرضى جمالها، طيبة، متدينة تحب الله ورسوله وتأخذ بيدي إلى طريقيهما.
وآخر خطوبة فسخت بدعوى عيب في فم الفتاة لا يكاد يظهر، ثم زادوا أنها غير موظفة، وقد كنت أعرف هذه العائلة؛ لأن صديقا حميما لي متزوج من هذه العائلة، وكنت مرتاحا نفسيا لهذا الزواج، وأصررت عليه كثيرا وحاولت إقناع والداي واستعنت بأفراد من العائلة غير أني استسلمت بعد مرض والدتي حيث حملني والدي مسئولية هذا الحدث.
المشكلة مستمرة رغم أني شرحت لوالداي موقفي، وأني لا أعترض على ما يريدان على أن يأخذا بعين الاعتبار ما أريده، لكن عبثا أفعل، فقد اقترحا علي موظفة جميلة فحين رأيتها ووجدتها تستعمل ملون الشفاه، مغيرة لون عينيها وذات أظافر طويلة عليها لون أحمر قلت لهما ما هذا قالا إنها صغيرة 23 سنة، وستتغير بعد الزواج الحمد لله وأنا أحاول معهما، رن الهاتف فإذا الفتاة ترفض الزواج.
أخبركم أن لي علاقة طيبة وحميمة مع عائلتي ولست منغلقا على نفسي ولكنهما متعصبان لرأيهما.
أرجو النصح فإني أخاف في لحظة ضعف أن أسيء الاختيار.
06/11/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخشى على صاحب عقل من سوء الاختيار، ولكن يخشى على الشباب سرعة الاستسلام. أحمد الله على حسن علاقتك بوالديك فحافظ عليها فهي من النعم. حفاظك على حسن علاقتك معهم لا يعني الخضوع لجميع رغباتهم.
عليك الطاعة فيما يحقق مصلحتهم أما في حياتك الخاصة فأنت صاحب القرار ومن أبسط حقوقك اختيارك لزوجك بما ينسجم وقناعتك فأنت من سيعيش معها. فإن لم يتقنع والداك باختيارك فاصبر عليهما حتى يفتح الله عليك في الزوجة كما كان الأمر مع الشقة.
تكرر فشل خطوات الخطوبة السابقة دليل واضح على الاختلاف بين وجهات نظركم في معايير الاختيار فاشرح لهم رغباتك ولا ترافقهم إن لم تكن الفتاة ضمن معاييرك، بهذا تريح نفسك من عبء التفكير في أمر لا يناسبك وسيقنعهم بالتدريج بتقبل وجهة نظرك في معايير الاختيار.