مساء الخير على الموقع الجميل
دكتور تعرف تحدد نوع حالة عندي هل الاكتئاب أو ضغط نفسي أو لماذ أنا غير طبيعة!!؟
في اليوم الواحد مرة أبكي ساعة وساعة أضحك وأسولف وساعة سعيدة
وساعة أسمع موسيقى وأغنية
وساعة أسمع القرآن والأذكار وغيره، أشكرك دكتور.
11/11/2021
رد المستشار
الابنة الكريمة "وئام" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك ونرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك ونعتذر لك عن التأخر في الرد لكثرة المشاغل والارتباطات.
ابنتي الكريمة: من الرَّائع حقا حِرْصُك على فَهْم نفسك وسؤالك عن هذا؛ إذْ يَكْمن النجاح في الحياة على فهم الإنسان لنفسه، والتَّعامل مع الآخرين وَفْق هذا الفهم.
عمرك 17 سنة، هذا يَعْني أنك ما زالت في عُمْر المراهَقة، ومن الطَّبيعي في هذا العمر ألاَّ تكون نفسيَّتُك مستقرَّة تمامًا، فتتقلَّب انفعالاتك ولا تستقرّ، لكن اطمئني، فعدم الاستقرار هذا لن يستمرُّ معك طوال حياتك، إلاَّ إذا كان هذا سِمَة غالبة في شخصيتك.
نعم يا عزيزتي، الضغوط النفسية - ولا شكَّ – تؤدي إلى تقلب المزاج، ولا تنسي أيضا خلل الهرمونات خاصة في الفتيات والسيدات حيث تؤثر الهرمونات على كيمياء الدماغ، لذا قد يواجه المراهقون والمراهقات والنساء الحوامل أو اللائي يعانين من انقطاع الطمث تقلبات مزاجية بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بهذه المرحلة، كذلك تغيرات الحالة المزاجية والانفعالات التي تحدث أثناء المرحلة السابقة للحيض في الدورة الشهرية للمرأة وتزول مع بدء الحيض، لكن لا يعني كلامي هذا أنَّ الهرمونات تتحكَّم فيك، بل تؤثِّر على نفسيتك فقط، ويختلف ذلك من فتاة إلى أُخرى حسب طبيعة شخصيَّتها، والضُّغوط التي تتعرَّض لها، وطريقة تقبُّل البيئة حولها لأسلوب تعبيرها عن مشاعرها.
أيضا عزيزتي، قد يكون السبب في تقلب مزاجك أن شخصيَّتك أصلاً من الشخصيات التي تتَّسِم بالمزاجيَّة، في هذه الحالة - لِكَونك صغيرة - فيُمكنك تدريب نفسك أكثر على ضَبْط انفعالاتك خاصة إذا كانت انفعالاتك مبالَغًا فيها أو في غير مكانها الصحيح، أيضًا قد يُفيدك كثيرًا الحوارُ مع المقربين لك حول هذا التقلُّب لمعرفة أسبابه وتناولها بالعلاج .
قد يفيدك أيضا عزيزتي الاهتمام باتباع العادات الصحية السليمة بصفة يومية في حياتك مثل الحصول على قدر كافي من النوم يوميا حيث يتأثرالمزاج بشكل كبير بمقدار وجودة ما يحصل عليه الفرد من النوم. فالشخص المصاب بحرمان من النوم، خصوصا عندما يكون هذا الحرمان مزمنا، قد يصاب أيضا بتقلب شديد في المزاج، كذلك الاهتمام بالتغذية السليمة لأن الأشخاص الذين يقومون باتباع نظام غذائي (رجيم) غير كافٍ من حيث التغذية، أو لا يحصلون على كميات كافية من الطعام قد يصابون بتقلب المزاج نتيجة لتغيرات مستويات السكر في الدم وسوء التغذية.
ابنتي الكريمة: قد يصاب الجميع بتقلب المزاج من وقت إلى آخر وهذا أمر طبيعي، ولكن إن كان مزاجك يتغير بشكل متكرر أو كان التغير شديدا لدرجة تعوقك عن أداء مهامك اليومية، مثل مهام الدراسة والمذاكرة والنشاطات المحببة إليك، فعندها قد تكون هذه علامة على وجود سبب خفي يحتاج إلى علاج ، عندها عليكي التوجه أولا للطبيب الباطني لعمل بعض الفحوصات لاستثناء إصابتك بمرض عضوي قد يتسبب في تقلب المزاج مثل مرض السكري، التصلب اللويحي المتعدد، اضطرابات الغدة الدرقية... إلخ، وكذلك ليقوم الطبيب بمراجعة أي أدوية تتناوليها لأن بعض الأدوية قد تكون سببا في اضطراب المزاج.
وإذا لم يتضح إصابتك بمرض عضوي وكنت لا تتناولين أي أدوية فعندها يتوجب عليك التوجه إلى طبيب نفساني متخصص في منطقتك لعرض حالتك عليه لتقييمها، وأخذ تاريخ طبي كامل عن حالتك للوقوف على التشخيص الدقيق لحالتك، وإعطائك العلاج المناسب سواء كان علاج دوائي أو علاج سلوكي معرفي .
أسأل الله لك العافية والتوفيق في حياتك، ونتمنى دوما أن تتابعينا بأخبارك.