في البداية أود أن أشكر كل العاملين على خدمة "استشارات مجانين"، كما أشكر لكم أيضا حرصكم على خدمة الناس ومساعدتهم في تلقي العلم والمعرفة فضلا عن المشورة الطبية والدينية.
مشكلتي ليست بعيدة عن مشكلة كافة الشباب، في البداية أود أن أوضح لكم بعض الأمور الخاصة بي وهي أني تعلمت في مستوى عال؛ فأنا خريج الأكاديمية وعشت أيضا في مستوى راق والحمد لله، وطوال سنين عمري كنت كأي شاب يريد أن يتعرف على بعض الفتيات في الجامعة، ولكني يا سادة لم أتعرف على أي فتاة، وفضلت أن أنتبه لدراستي حتى لا أرسب، خاصة أن دراستي بمصاريف مرتفعة.
بعد التخرج ذهبت إلى الجيش وفي أثنائه كنت أعمل مع والدي؛ فوالدي لديه أعمال خارجية، وفي أثناء فترات الإجازة تعرفت بالصدفة على فتاة، وأقسم لكم أنها صدفة في التليفون وبعد ذلك تقابلنا وأحببنا بعضنا جدا، فكان هذا أول حب، فأحببت بصدق، فعلا أحببت، ثم قرأنا الفاتحة.
وبعد ذلك اكتشفت شيئا مهما جدا وهو أني غير متفق معها في بعض الأمور وربما كل الأمور، خاصة أنني كنت أذهب بصحبتها إلى مكان على البحر وكنت -آسف في اللفظ- أتحسس على جسمها وكانت تستمتع بذلك، وهذا يا سادة كان السبب الرئيسي لأن أسأل نفسي: هل هذه الفتاة ستكون أما لأولادي؟ هل ستكون ربة المنزل وتحافظ على اسمي؟
المهم أني بعد ذلك وفي أثناء ذهابي إلى الجيش تعرضت لحادث كاد أن يكون مميتا؛ فسيارتي الجديدة لم تعد جديدة، كما ذهب 5 أفراد إلى الإنعاش على إثر هذا الحادث، ولكني لم أصب بسوء والحمد لله، وبعد أسبوع من الحادث اتصلت بي لتقول: إنها تريد أن نخرج، فقلت لها إني لا أستطيع؛ أولا لأني متعب جدا من الحادث، ثانيا لأن سيارتي في التصليح، ثالثا لا يوجد معي نقود للتنزه.
قد تقولون من الممكن أن نذهب لأي مكان، ولكنها لا تريد أن تذهب إلى أي مكان ولا مكان خمس نجوم، يعني أقل شيء يصرف 200 جنيه في الأسبوع أو في الخروجة، فسمعت منها ما لا أستطيع أن أسمع، قالت إنها لا علاقة لها بظروفي، إنها ظروفي وأنا مسؤول عنها، وإنها بنت مثل كل البنات تريد أن تخرج!!
شعرت بعد كلامها أني أكاد أن أكون صحوت من الغفوة التي كنت فيها، فهل يمكن أن تكون هذه هي الزوجة التي يمكن أن تقدر وتحمل مسؤولية في يوم من الأيام؟
وظل الوضع هكذا يا سادة إلى أن طلبت الانفصال بعد ألفاظ سمعتها منها طوال هذه المدة، وأقسم لكم بالله أني عمري ما أحد أهانني مثل تلك الفتاة، وفعلا تم الانفصال، وقالت إنها تريد كل صورها وهداياها التي عندي، فقلت لها اليوم ستكون عندك وأيضا أشيائي تكون جاهزة، وحين ذهبت لهم والله يا سادة أخذت الأشياء ولم تعط لي أي شيء ولكن أخذت علقة من أحد معارفها، وراحت الهدايا التي كانت تقدر بـ10 آلاف جنيه!!
ولكنى الآن أتساءل: هل سيعاقبني ربى لما فعلت مع هذه الفتاة في الحدائق أم ماذا؟ هل أي تجربة أخرى سيحدث لي ذلك؟.
أنا الآن أعمل في الخارج والحمد لله ربنا راض عني وأريد أن أخطب، ولكني أيضا أشعر بالخوف من الارتباط، وأخاف أن أقع مع مثل هذه الفتاة، أي أن ينتقم مني ربى لما فعلت.
ياسادة هل ظلمت تلك الفتاة، مع العلم هي التي طلبت الانفصال؟ هل ظلمت أهلي لأنهم لم يكونوا موافقين على تلك الفتاة من البداية؟.
أخاف أن يعاقبني ربي والله، أرجوكم أنا لا أستطع التفكير في مستقبلي، مع العلم أن هذا الموضوع مر عليه أكثر من 3 سنوات.
أفيدوني فأنا لم أنم الليل والله من التفكير في هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
10/11/2021
رد المستشار
صديقي.. ليس هناك جرم أو ذنب فيما حدث في الماضي وإن كان هناك فليس له أهمية أو وزن أمام التوبة والاستغفار والإصلاح.
من الواضح أنك لم تعلم أي شيء عن تلك الفتاة قبل أن تقول أنك تحبها، لو كنت تحبها فلا بد أنك كنت تعلم من هي وما هي أخلاقها وطريقتها.... سماحها لك بلمسها ليس هو المهم هنا من ناحية الأخلاق وإنما أسلوبها الأناني المنتقم المهين هو ما أقصد.
الحب يحتاج إلى أربعة أشياء بالتبادل بين الطرفين وفي نمو مستمر: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسؤولية
هذه الفتاة كانت تستغلك ومن حسن حظك أنها رحلت قبل أن تتزوجها... حياتك كانت سوف تكون الجحيم بذاته.
ما يصيبنا في الدنيا من خير فهو من الله وما يصيبنا من شر فهو بسبب إختياراتنا نحن... "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" (سورة النساء 79)... لقد اخترت أن تستمر مع هذه الفتاة لفترة ما بالرغم من أنانيتها وإهاناتها لك... لماذا؟ هل كانت تستغل شعورك بالذنب نحو ما فعلت معها لتستعبدك؟ لماذا رضيت أنت بهذه المعاملة؟... أعتقد أنك قد تلقيت عقابك الكافي على يديك أنت... تعلم من أخطائك وأمض إلى الأمام في حياتك.
من ناحية أخرى، هل كنت تعرف أن معارفها بهذه الوضاعة؟؟ إن كنت لا تعرف فأنت لم تعرفها وبالتالي لم تحبها ولم تحبك... وإن كنت تعرف فدخولك واستمرارك في علاقة معها لا بد وأن يؤدي إلى ما حدث... في كلتا الحالتين لا تعتقد أو تصدق أنك كنت ضحية رغما عنك... لقد اخترت دور الضحية.
من الطبيعي أن تخاف من الارتباط ولكن لا بد أن تحول خوفك إلى شيء إيجابي... الخوف يبدده الاستعداد والمعلومات... الاستعداد من ناحية الارتباط يعني أن تكون قادرا على ترك العلاقة لو اكتشفت أنها علاقة مريضة أو سامة... الحب يعطي قبل أن يأخذ... من تريد أن تأخذ فقط لا تحبك... وإن كنت تريد أن تأخذ ولا تعطي فأنت لا تحب... لماذا لا توجه عطاءك نحو من تستحقه وتقدره وتسعد به؟ العطاء ليس إنفاق النقود والتنزه والترفيه ذو التكلفة وإنما الأفعال التي تدل على قيمة الشخص عندك.
ما هي مواصفات شريكة الحياة المثالية لك؟ ماذا تريد منها في العلاقة؟ ماذا تريد أنت أن تعطي في العلاقة؟ لماذا سوف تريد الإرتباط بك؟ ما هي أهدافكما المشتركة؟
عندما تكون متأكدا مما تريد لنفسك في الحياة وفي العلاقات وتكون مصرا على ألا تدخل في علاقات بدون دراسة الشخص الآخر دراسة جيدة، لن يكون هناك مكان للخوف أو لعلاقة مؤذية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب