السلام عليكم
أنا فتاة عمري 16 سنة، في السنة الفائتة تحديدًا في رمضان بدأت عندي وساوس في الصلاة، حتى أنني تعبت نفسيًا جدًا فكنت أبكي كثيرًا، وتغيرت شخصيتي تمامًا وحياتي تغيرت بسبب الوساوس، بعد وسواس الصلاة أتاني وسواس الوضوء، أصبحت أمكث في الحمام -أكرمكم الله- طويلًا جدًا فقط لأجل الوضوء، قبل عدة أشهر أتاني أيضًا وسواس الطهارة، أصبحت أرى الصلاة همًا علي، وأمكث في الحمام لمدة قد تتعدى الساعة أحيانا.
أعلم أن الشيطان يحاول أن ينغص علي حياتي، ومهما حاولت أن أتجاهل ذلك لا ينفع، تأنيب الضمير الذي يأتيني حينما أتجاهل الوساوس لا يحتمل. نجحت بعض الأحيان بالتجاهل، وكنت أتحسن قليلا ويذهب عني الوسواس، ثم بعد فترة يعود لي أقوى من قبل، عانيت خلال 2019-2020 من وساوس كثيرة: وسواس الصلاة، وسواس الوضوء، وسواس الموت والفقد (لا أعدّ الفترة التي عانيت فيها من هذا الوسواس من عمري، فقد كانت صعبة جدًا علي)، وسواس الطهارة، وسواس النية.
حاليًا عندي وسواس الطهارة والوضوء والصلاة والنية، وأقواهم هو النية، حيث أنني أعيد الوضوء كثيرًا بحجة أنني لا أتذكر أنني نويت أن أتوضأ قبل أن أفعل، وأقطع الصلاة لأنني أشك أنني لم أنوِ الصلاة أصلًا، مع أنني أعلم أنني نويت، ولكن كذلك هو الوسواس ينغص الحياة على كل من يعانون منه، ساعدوني لتجاهل ذلك الوسواس، فشعور تأنيب الضمير يمنعني أن أتجاهل الوساوس.
أعلم أن السؤال يبدو تافها، لكن أتعبني التفكير، أريد التخلص من بعض الأفكار لكن لا أستطيع، وهي تخيل حدوث انفجار منزل أو سيارة بعد أن سمعت قصة مشابهة مؤخرا، ولا أستطيع أن أنوي الوضوء والصلاة خشية انتقاض الوضوء بسبب كثرة الغازات لدي،
فهل من سبيل للتخلص منها؟
وشكرا لكم ...
11/11/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ربى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع.
ما أنت بحاجة له حقيقة هو أن تقبلي أنك مريضة ويجب عليك الأخذ بالرخص حتى تتمكني من تفويت الفرص على الوسواس... فإذا أنبك ضميرك اقبلي بذلك لأنه الوسواس وليس ضميرك ... معنى هذا أن عليك التزام التجاهل للوساوس والتزام اللامبالاة بما تظنينه تأنيب الضمير.
مثلا مسألة النية ... للوضوء لا تشترط النية عند الحنفية وعلى الموسوس أن يتبع الأيسر من كل مذهب ... إذن ممنوع إعادة الوضوء بحجة النية، ثم تعالي للصلاة... الوضوء في حد ذاته يكفيك نية للصلاة ... ووقوفك متوجهة للقبلة ثم أداء أقوال وأفعال الصلاة يكفيك نية للصلاة ... والأهم من ذلك هو أن الموسوس معافى من مسألة النية فلا يجب عليه لا استحضارها ولا محاولة تذكرها لأنه ممنوع من التفتيش في دواخله ولأن الوسواس يعبث بالنية والحالات الداخلية
التخلص من الأفكار في حالة الموسوس هو هدف عقيم وفخ أليم ... لأن أي محاولة للتخلص من الأفكار الوسواسية تزيدها شدة وإلحاحا وليس العكس وسبب ذلك هو عملية العقل الساخرة ... ما نهدف إليه وما يفيد الموسوس حقا هو التدرب على إهمال وجود الفكرة أي أنها موجودة ولا ننتظر أن نتخلص منها وإنما نتخلص من اهتمامنا بها ومن أي رد فعل نقوم به استجابة لوجودها في الوعي.
وأخيرا مسألة الغازات... للموسوس فيها أحكام خاصة فما يجب عليه هو أن يتوضأ ويصلي دون أي احتياط أو التفات إلى موضوع خروج الريح ... وحتى لو خرج الريح فحكمه حكم الوسواس ولا يجب على الموسوس أن يعيد لا الوضوء ولا الصلاة.
اقرئي على مجانين:
وساوس عقيدة أو نية : طريقة التجاهل هي هي !
للموسوس تعمد خروج الريح لا ينقض الوضوء
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.