السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم أولا على هذا الموقع الجبار، والشكر موصول لكل من ساعد في نشر هذا الخير، أو الجواب عن سؤال ينتفع به في الدنيا أو الدين.
سؤالي للدكتور وائل أبو هندي وأرجو أن يفيدني إفادة تامة: أنا إمام مسجد وواعظ والحمد لله على نعمه، وكل الأمور طيبة في هذا المجال، ولكن من فترة قيل لي بأن أخطب الجمعة في أحد المساجد، ولما جاءت الجمعة شعرت ببعض الخوف؛ لأنها أول مرة، ولكني صعدت المنبر وحينما بدأت الخطبة شعرت بغثيان شديد ودوار بعد دقائق من الخطبة، فنزلت من المنبر ولم أكمل الخطبة.
في الجمعة التى بعدها ذهبت من جديد وحصل نفس الأمر، وفي الجمعة الثالثة أيضا لم أستطع إكمال الخطبة، فتوقفت عن الخطابة لفترة، ثم رجعت للخطابة، وحصل لي خوف كبير، خوف من تكرار ما سبق، وبالفعل تكرر ذلك معي ولا أستطيع إكمال دقيقتين في الخطبة، حتى أشعر بالدوار وأصاب بالغثيان. أجريت الفحوصات والبحث، ومع كثرة القراءة قيل لي إنه رهاب، ولدي أعراض جسدية.
فأخذت من تلقاء نفسي دواء كونكور 5 مليجرام، تناولته قبل الخطبة بساعات وصعدت المنبر وخطبت ومشت الأمور على ما يرام، ولكن أصبح في عقلي أني لا أستطيع الخطبة إلا بعد أخذ هذا الدواء قبل موعد الخطبة. صحتي جيدة، وأكملت سنة وأنا خطيب، وكل جمعة قبل الخطبة أتناول حبة من كونكور، والأمور 100%، وقررت تجربة إلقاء الخطبة بدون أخذ كونكور، ولكنني حينما صعدت المنبر حصل لي ما يحصل من قبل دوار ودوخة وغثيان!
وسؤالي : هل هناك علاج لحالتي هذه؟ وما هو العلاج؟ وهل أخذي للكونكور مرة في الأسبوع لأجل الخطبة يسبب ضررا؟
أو ماذا تقترحون علي من بديل؟
علما أنني لا زلت واعظا.
شكرا لكم.
13/11/2021
رد المستشار
الأخ الفاضل "عارف" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستخدامك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
فعلا ما عانيت منه هو اضطراب القلق الاجتماعي حيث أصابك القلق الشديد عندما تعرضت لموقف إلقاء خطبة الجمعة ... ورغم أنك كررت المحاولات إلا أنك كنت في كل مرة لا تستطيع الإكمال ... لأنك كلما شعرت بما لا يمكن إخفاؤه من الأعراض الجسدية المرتبطة بالخوف كنت تنهي الموقف بالهرب.
ما نفعك به عقار البيسوبرولول Bisoprolol (الكونكور Concor 5mg) هو أنه أشعرك ببعض أو كل السيطرة على أعراض القلق الخارجية ... لكنه مثل إجراءً احتياطيا أي واحدا من سلوكات التأمين التي يلجأ لها مرضى القلق الاجتماعي ليتمكنوا بها من مناجزة المواقف التي يخشون لكنها مع الأسف تفسد فائدة تعرضهم تلك التي وحدها كفيلة بالعلاج...إذا أحسن الفهم من جانب المريض وأحسن إجراء التعرض ... كما يحدث في العلاج بالع.س.م.
عقار البيسوبرولول هو أحد العقاقير التي يسرف فيها كثير من مرضى القلق بصفة عامة والاجتماعي بصفة خاصة وأنا كطبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي لا أعد مناجزتك لأمر خطبة الجمعة علاجا بمفهوم العلاج لأنك كما قلت (أصبح في عقلي أني لا أستطيع الخطبة إلا بعد أخذ هذا الدواء قبل موعد الخطبة)... يعني تعلمت المواجهة المشروطة بالكونكور... وما نخشاه حقيقة هو أن تجد نفسك مضطرا لاستخدامه لمواجهة مواقف ضاغطة اجتماعيا أخرى في حياتك... كما عاصرنا مع حالات مشابهة، وما تقوم به أنت الآن هو أنك تستخدم عقَّارا لمناجزة الخطبة وليس لعلاج الرهاب الاجتماعي.
العلاج السليم يكون من خلال طبيب ومعالج نفساني ربما اختار أن تعالج بالع.س.م CBT وحده أو بدعم من أحد عقاقير الم.ا.س.ا ... وبعدها تصبح طبيعيا بإذن الله.
اقرأ على مجانين:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.