السلام عليكم
الصراحة أنا مو عارفة أبدأ من وين بس ببدأ من الشيء اللي حاسة فيه اليوم، أنا عندي إحساس ومن أنا صغيرة أني غير عن باقي الناس مادري ليش سواء من طريقة تفكير وشخصية ما أعرف بس هذا الشعور زاد عندي في الفترة الأخيرة خلاني ما أعرف أتعامل مع البشر!
ما أعرف شلون أشرح بالي داخلي بس بالنسبة لي التعامل مع الناس صار شيء مزعج بالنسبة لي ومتعب مع العلم أني شخصية جريئة وأبدا مو خجولة بس أنا حاسة نفسي ما أنتمي إلى هالعالم، وهالعام ما يشبهني أتوقع لهذا السبب أنا إنسانة فاشلة في أي شيء يتعلق بأنه الطرف الثاني يكون بشر يعني صداقات، علاقات اجتماعية، حب، هالشي يحسسني بالوحدة ويخليني أفكر أن أتزوج عشان ممكن الحياة الجديدة تخلق شخص جديد بداخلي.
الشيء الثاني اللي حابة أتكلم عنه هو أني وقفت أحس بطعم الحياة يعني وقفت أنبسط بالأشياء اللي كنت أحب أسويها قبل صارت بالنسبة لي مو ممتعة أبدا وقاعدة أحس إن مالي هدف في الحياة، دائما أفكر إن أنا ليش عايشة؟؟ مو حاسة بقيمة شيء حولي مو عارفة أحب الحياة حرفيا صار جدا صعب إن شيء يبسطني مع إن قبل كان عندي إندفاع للحياة بشكل أكبر بس الحين حاسة أن طاقتي خلصت، الصراحة دائما أفكر بالانتحار بس الحمد لله إيماني مو ضعيف ودائما أفكر أن عقب الانتحار ما راح يصير شيء يسعدني, ودائما أدعي ربي أن اموت، الصراحة الحياة صارت فوق طاقتي وإن خلاص ما أبي أعيش.
إذا بتكلم عن حياتي أنا أصغر واحدة في البيت عندي إخوان اثنين وأخت واحدة كلهم متزوجين وعلاقتي فيهم جدا سطحية وتكاد أن تكون سيئة ودائما بقولوا علينا عائلة مفككة مع إن احنا عايشين بنفس البيت! أمي أنجبتني في عمر كبير وهي كانت أصلا ما تبي تحمل بس أنا جيت بالغلط وهالشي سبب فرق العمر الكبير بيني وبين إخواني. الصراحة أهلي أبدا ما أحب التعامل معهم ما أعرف بس التعامل معهم يحسسني أني شخص تافه وغبي خصوصا إذا كان عندي مشكلة أحاول دائما أحلها بدون علمهم.
الصراحة أمي وأبي على طول هواش وخناق في البيت كل يوم سواء كان فرح، حزن، عيد، رمضان... في كل الأوقات الصراخ يعم البيت, أبدا ما حسيت إن أمي عطتني الحب والحنان اللي أسمع فيه من باقي الأمهات، دائما الجانب النفسي كان مهمل عندنا يعني عمري ما رحت لهما وأنا أصيح وعطتني حضن، دائما كانت تتركني وتمشي لأنها تجوف أن واجبها كأم هو بس تنظيف وطبخ وتدريس، أما لما اقول لها أني خايفة من شيء معين وأحس بشيء معين تتجاهلني ومرات تضحك ولهذا وقفت أتكلم معاهم.
بالنسبة لأبي فهو شخص عصبي على طول يتذمر ويصرخ على أي شيء بس يصرخ بسبب وبدون التعامل معاه مخيف جدا ما أنكر إن هو أحن من أمي بس شخص جدا مخيف والتعامل معاه حتى لو كان للضرورة أمر مزعج جدا بالنسبة لي. الصراحة في شيء أنا حابة أتكلم عنه وهو الحب، الصراحة أنا في ثالث سنة جامعة أدرس هندسة ومعاي واحد ما بقول معجبة فيه لأنني تعديت هالمرحلة من زمان أنا بعشقة بس أنا مو عارفة مشاعرة تجاهي ما أدري إذا هو يبادلني نفس الشعور ولا ما أعرف إذا لازم أوقف أتعامل معاه ولا أكمل في حبي له.
طبعا قصتنا طويلة بس بختصرها، احنا دخلنا الجامعة مع بعض وأنا وياه كنا دائما مناقر ونقير على طول نحتد في الكلام ودائما يحب ينزفزني وأنا الصراحة أصبحت أحس بمشاعر تجاهه من هذه اللحظة وحتى اليوم ما أعرف ليش هو بالذات الصراحة طول هالسنتين اللي كنا مع بعض فيهم في الجامعة هو تعامله حلو معي وحاسة إن أنا غير بس مو عارفة إذا هو بيتعامل مع الكل بنفس الطريقة ولا ممكن عشان أنا أقرب له فهو يرتاح لي الصراحة موضوعه محيرني بس أنا مو حابة أنجرف مع أوهام مو حقيقة في إن هو عنده مشاعر تجاهي.
والصراحة في كام بنت من أصدقائي لما أقول لهم عن تعامله معي يقولون لي هذا أكيد يحبك بس أنا شاكة عشان هو كمان قريب من واحدة ثانية معانا في الجامعة وخايفة إن معاملته معي تكون نفس معاملته معاها وأنا عارفة إن البنت هذه بتحبه بس هو مرات يعبرها ومرات لا، بس الحين هو اوكي معاها، الصراحة صار موقف من أسبوع تقريبا كنا في الجامعة وكنا كلنا قاعدين على طاولة أنا وهو والبنت وجاء شخص معانا، وكنت أسأله عن كام شغلة تتعلق بمشروع لمادة معينة وأنا أشطر منه بس ما يمنع يعني نستفيد قال لي إن إنتي أشطر واحدة عرفتها وأحسن واحدة ومن هالكلام وأنا عشان قبلها بفترة قررت أن أطلعه من حياتي وأتعامل معه بجفاء عشان موضوع البنت اللي قريب منها.
فأنا نظراتي له كانت نظرات قرف على استغراب طبعا هالكلام قدام جميع الموجوين وقال لي بعد أنا راح أقول لعيالي إني درست مع واحدة نفسج عقب سكت شوي وضحك وه ويقول لي طرشي لي مشاريعج عشان أن يراويهم عياله على كلامه والصراحة هالموقف أكد لي إن هو ما بيشوفني إلا كزميلة دراسة وبس، حتى يومها قال له واحد من الموجودين اللي سمعوا كلامه لي أن شيء بمعنى شنو هالكلام وكلام جميل وأنا رديت عليه أن أكيد عنده مصلحة من هالكلام وهو رد أن لا أنا أوري خلصا مشروعي ما عندي مصلحة، طول ما كنا قاعدين وبتكلم كان يطالعني بنظرة ما أعرف شلون أوصفها بس كانت ثاقبة كأنه منبهر ومفتح كل عيونه مع إن يومها كنت تعبانة ومو حاطة مكياج ولابسة عباية فشكلي ما كان مبهر أبدا.
تقريبا هذا كل اللي عندي
أتمنى تقدروا تساعدوني، شكراً.
14/11/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
في بداية الأمر لا بد من القول بأن من الصعب الاستنتاج بأنك مصابة باضطراب نفسي سواء كان الاكتئاب أوغيره. كذلك لا توجد في الرسالة علامات تشير إلى إصابتك باضطراب الشخصية.
النقطة الثانية التي تثير انتباه من يقرأ الاستشارة هو إمكانية تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو بداية الرسالة وإحساسك يوم كتابتها بأنك إنسان غير سعيد منذ الطفولة، الجزء الثاني هو تعليلك وتبريرك لحالتك الوجدانية الراهنة بسبب ظروف عائلية وعدم التعلق بالوالدين وفارق العمر بينك وبين أشقائك.
الجزء الثالث من الرسالة وهو الذي دفعك إلى كتابة الاستشارة هو علاقة حب ربما من طرف واحد فقط ومتأزمة لسبب أولأخر. الفقرة الأخيرة من الرسالة تعكس أبعد سمات شخصيتك كما يتم طرحها في المواقف التي تشيرين إليها في الرسالة، هناك ميلٌ إلى الانفتاح وصعوبة في التوافق في العلاقات الاجتماعية والأهم من ذلك الحميمية منها، هذا ليس بغير المعروف في جميع الثقافات البشرية وخاصة مع بداية تجارب الحب والبحث عن شريك في الحياة. في نفس الوقت تحاولين بكل جهدك تبرير فشل اللقاء بسبب مظهرك في ذلك الوقت٬ وهذا تبرير ليس بغير المعقول، ودفاع نفسي واعي، وناضج.
الإنسان يسعى دوماً إلى كتابة سيرته الشخصية وينقحها إستناداً إلى الظروف البيئية والتحديات التي تواجهه. لذلك لا يمكن لأحد الجزم بأن طفولتك أنتجت آنسة ضعيفة الشخصية يلاحقها عصاب دائم٬ بل على العكس من ذلك فأنت آنسة ناجحة ومتقدمة في دراستها الجامعية وتسعى إلى سد احتياجاتها العاطفية بطريقة سليمة.
ربما سيكون لك حديث آخر عن طفولتك وتعلقك بالوالدين في المستقبل٬ فمهما كانت طبيعة علاقتك بهم فنتاجها ليس امرأة مضطربة الشخصية وتحمل عصاب وأكثر لا تتخلص منه.
نصيحتى لك أن تمصي قدما وتعملي ما تعمليه وستفلحين في سد احتياجاتك جميعها مستقبلا فأنت لا عصابية ولا مريضة نفسية.
وفقك الله