السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكر لكم هذا العطاء المنقطع النظير في حل المشاكل النفسية وأود أن تحل مشكلتي بأسرع وقت.
بداية أنا شاب بدأت حياتي منذ صغري بالالتزام كل الصلوات في المسجد، وأراعي الله في كل أمر يعترض حياتي، ولكم الحق في توبيخي كيف ما تحبون، فأنا الآن انقلبت إلى عاصٍ كبير، وأسأل الله أن يكتب لي حسن الخاتمة، أنا لا أسكر ولا أقامر ولا أقتل ولكنني خائن لأخي مع زوجة أخي.
والله إن هذا يقتلني كل يوم بإحساس الحقارة الذي يزداد يوما تلو آخر، وخصوصا عندما أرى ما يقدمه لي أخي الحبيب وما أفعل أنا من وراء ظهره، أنا أحببت زوجة أخي كثيرا؛ وهذا أدى بي إلى مضاجعتها مرارًا، ولكني لم أنكحها (عفوا على الألفاظ) والله إني أبكي وأنا أكتب لكم، ولقد حاولت مرارًا ألا يحدث هذا، وآه على أيام الالتزام آه أقولها بشوق وحرقة، ولكن نفسي باتت أمارة بالسوء بصورة كبيرة فبت أضيع بعض الصلوات من جراء الاستمناء وعدم الاستحمام، وليس كسلا، بل في حالة كوني طاهرا لا تفوتني صلاة.
أرشدوني.. وبخوني.. ولكن أريد أن أحل هذه المشكلة الحقيرة، والأدهى والأمر أني في نظر الجميع بأني ذلك الملتزم، فأصبحت أتجنب جلسات أصدقائي الملتزمين؛ لأني أرى في نفسي وأنا جالس معهم ذلك المنافق الكبير الكبير..
أرجوكم حلوا لي مشكلتي..
والسلام عليكم..
10/11/2021
رد المستشار
لن أوبخك ولن أهينك ولكنني فقط سأوجه لك سؤالا واحدا، وأرجو ألا تتسرع في الرد عليه، اغمض عينيك وتخيل معي نفسك في موقف آخر.. موقف تكون فيه أنت الزوج المطعون في شرفه.. الزوج الذي يخونه أحب الناس إلى قلبه.. تخيل نفسك وقد أحب أخوك الأصغر (أو أحد أبناء إخوتك) زوجتك... ولم يردعهم لا دين ولا بقية من أخلاق ولا مروءة ولا رقي نفس عن التورط في علاقة مع زوجتك أيا كانت درجة هذه العلاقة... ماذا سيكون موقفك ووضعك وهذه الخيانة تتم من وراء ظهرك؟ وكيف يكون حالك لو اكتشفتها يوما ما؟ هل يمكن أن يهنأ لك عيش بعدها مع زوجتك وبين أهلك؟ هل تدرك الآن صعوبة هذه الأزمة التي ورطت نفسك فيها؟ وهل يمكنك تقدير عواقبها المستقبلية المريرة؟
تقول أنك حتى الآن لم تتورط معها في علاقة كاملة.... فمن أدراك أن هذا لن يحدث في أي لحظة من لحظات طيشكما وتهوركما؟ ومن أدراك أن أمركما لن يكتشف ولو بعد حين والله سبحانه يمهل للظالم حتى يئوب إلى رشده..... فإذا استمر في غيه فإنه يأخذه أخذ عزيز مقتدر..... فكيف يكون موقفكما لو اكتشف أمركما؟ وكيف يمكنك أن ترفع عينيك أمام أخيك مرة أخرى؟ وضعكما الحالي وضع مخزٍ، ويتنافى مع كل الأديان، ومع مقتضيات الفطرة السوية وكل القيم والتقاليد والأعراف، ولا حل لكما إلا بالتوقف تماما ونهائيا عن الاستمرار في هذا الوضع المخزي.
أسمعك تردد أنك قد حاولت مرارًا أن تقوم بهذه الخطوة ولكنك لم تفلح، الحل في الإرادة والعزم على عدم العودة وتغيير كل الظروف والملابسات التي تدفعكما للوقوع في هذا الجرم أو تسهل لكما هذا الأمر، وهذا ما سنفصل فيه في السطور التالية.
لم توضح لنا في رسالتك... كيف يحدث ما يحدث بينكما؟ هل تقيمان في بيت واحد أم أن لأخيك منزل منفصل؟ وهل أخوك موجود أم مسافر؟ وما الذي يدفع زوجته للسقوط في هذه الهاوية؟ هل هي التي بدأت بغوايتك أم أنها استجابت فقط لما تريده أنت؟ ثم ما الذي يمنعك من الزواج حتى الآن وقد انتهيت من دراستك وتستكمل دراساتك العليا؟
إجابة هذه الأسئلة ستعينك على رسم خطوات الحل.... فيجب أن تتوقف تماما عن الذهاب لبيت أخيك إلا في وجوده إن كان يسكن بعيدًا عنكم، ولا تدخل المنزل إلا في وجوده أو في وجود أحد رجال الأسرة الكبار إن كان يسكن معكم، ولا تسمح لنفسك أن تنفرد بها تحت أي مبرر وأي دعوى، وكلما راودتك نفسك على هذا ذكرها بأن العاقبة هذه المرة قد لا تكون محمودة، وقد يفضح أمركما، والله وحده هو الذي يعلم ماذا يمكن أن يحدث حينها.
واجتهد في التخطيط لزواجك في أقرب فرصة ممكنة ولا تنتظر، وإن كنت تلمس تقصيرا من أخيك في حق زوجته فاجتهد أن تلفت انتباهه لما يجب عليه فعله عن طريق كتاب تهديه له أو قصة تقصها عليه، بحيث يقدم لها ما تحتاجه ولا يتركها فريسة للحرمان والحرام (ولا يعني هذا أنني ألتمس لها عذرا أو أحاول أن أجد لها مبررا.. فالكثيرات غيرها يعانين مرارة الحرمان، ولكن أنفسهن لا تطيق الحرام بأي شكل من أشكاله).
وإن كان أخوك مسافرا أو يغيب عنها كثيرا فأرشده لأهمية أن يتواجد معها أو يصطحبها معه، وليدبر أموره بما يناسبه على ألا يترك زوجته بمفردها تعاني الوحدة والفراغ.
أخي الكريم:
اتق الله... ولا تدع نفسك تجرك لهذه الهاوية.... قاوم السقوط واستعن بالله ولا تعجز وحصن نفسك..... والتمس صحبة الأخيار، واشغل نفسك معهم في نشاط نافع وهادف ولا تترك نفسك للأمواج تتقاذفها.... ونحن معك وقلوبنا تدعو الله لك ليرزقك العفاف والغنى....
فتابعنا بالتطورات.