أعطر وأطيب تحية حب ومودة لكم، مع خالص دعواتي بالتوفيق والنجاح، وأعطر وأرق تهنئة لكم على هذا الإبداع المتألق دائما، وجزاكم الله عنا كل خير. أنا دائما أتابعكم وبدون مجاملات، فإن كثيرا من حلولكم للآخرين أفادتني كثيرا وجعلت مني شخصية أفضل، وفي كل مرة كنت أقرأ لكم كان تفكيري يتغير ومجرى حياتي يتغير كليا، ولولاكم لكنت كما كنت بمشاكلي، معذرة في كل مرة كنت أراسلكم فيها كنت أستخدم اسمًا مختلفا وعنوانا مختلفا حفاظًا على خصوصيتي.
أنا أراسلكم منذ ست سنوات وتقريبا من أول يوم ظهرت فيه هذه الصفحة الرائعة... ومررت بتجارب عدة في حياتي كنتم أنتم رفقائي فيها من دون أن تعلموا، فأنا طالب من كلية قمة رفيعة المستوى، وأدرس وأسكن وحدي في مصر، وأهلي مازالوا مغتربين عني في دولة أخرى، ولا أجد معينا ولا مرشدا أفضل منكم في وحدتي هذه وغربتي، بارك الله فيكم وتقبل دعائنا لكم بالتوفيق... اللهم آمين.
أنا شخصية متعبة وغريبة ومرهقة لنفسي ولمن حولي، صعب التكيف، وأضخم المشاكل، المهم... كنت طالبا مجتهدا ومن الأوائل، ولكن مستواي في تدنٍ، أنا دائما مواظب وخجول مع البنات جدا جدا، حتى قريباتي... وخدوم جدا ومتفوق نوعا ما ومحبوب من مدرسي. كنت الأول على مستوى الدولة في المراحل الثانوية، رجعت لبلدي لأستكمل مشواري التعليمي في كلية قمة... واجهتني مشكلة مع بنت أحببتها في السنة الأولى وكنت حيَّ الضمير خجولا منها إلى أن تعبت وأصابني اكتئاب وخرجت من هذه التجربة كارها لالتزامي وخجلي من البنات.
بعدها بسنة وجدت فتاة معروف عنها الاحترام والالتزام والتفوق تعرفت عليها -وبالأحرى هي التي تعرفت أولا لأن كلامي بسيط مع البنات-، وكانت جريئة جدا جدا، عرفت عني كل شيء من أول يوم؛ فهي لبقة في الحوار، وفي اليوم الثاني عرفتني بأهلها على أنني زميل لها متوافق معها في الرأي والصفات والطباع، ورحبت والدتها بي، كنت قبلها أنظر لعالم البنات بشوق ولهفة، وأن أكلمهم كغيري من الشباب في الجامعة لكن دون جدوى، وأتوق إلى اليوم الذي أخطب فيه وأتزوج لأحصن نفسي، خاصة أنني -كما أرى- مناسب اجتماعيا ومن أسرة غنية ومشهورة وميسورة، ووالدي طبيب مشهور بالجامعة ومعروف وكذلك والدتي، وإن شاء الله حين أتقدم لفتاة فصفاتي مناسبة جدا.
المهم عندما جاءت هذه الفتاة أراحتني من هذا التفكير ووفرت كل شيء واهتمت بصحتي وحياتي... سعيد أنا بصحبتها... أخبرتني أنها تحبني جدا جدا، وقاومتها بشدة وفهمتها أن نبقى هكذا أصدقاء وأني غير مستعد الآن نفسيا وليس اجتماعيا، وكنت أراعي الله في علاقتي بها. تمسكت بي أكثر، وعندما كنت أبتعد عنها جذبتني لها بطرق -قد تبدورخيصة نوعا ما- ابتعدت عنها فترة طويلة وأحسست أن هذا حرام وطلبت من أهلي أن يخطبوا لي لأني لا أتحمل الوحدة هنا لكن رفضوا بحجة الدراسة؛ فلم يكن أمامي خيار إلا الرجوع إليها بشيء من الحذر.
بدأت تلمح وتلمح للحب والارتباط وكأنها تعرض نفسها لي، وبدأت تصف جسمها لي، ونتكلم في الحب، وبادلتها الكلام فلقد كنت مبهورا بجرأتها؛ فهي قد تتكلم في أمور مخجلة جدا أخجل أنا من فتحها أمام زملائي الأولاد وقد تتطرق إلى أمور لا تحصل إلا بين الأزواج، حتى بدأت تكلمني وكأننا زوجان، وصارحتها بحبي لها -وأنا لا أحبها- ولكن شعرت أنها فقط تريد مني أن أحبها دون تفكير ومجهود وارتباط رسمي، فقط هي تريد أن تعيش حالة حب إلى أجل ما.
هذا ما توقعته وحسبته خاصة أنها لم تتكلم في موضوع الخطوبة والارتباط أبدا لكن ربما تلمح وأنا لم أعدها أن أتقدم لها أبدا، بالإضافة إلى أني كنت مهووسا بحلم الحب وأن "أحب واتحب"، ولكن كنت أقاوم هذا الحلم خوفا على دراستي وبسبب خجلي من أن أمتلك شجاعة لأكلم الفتاة التي أحلم بها، حتى تكلمنا في كل الأمور دون خجل.
عرفت أنني أجلس لوحدي في البيت، وبدأت تتحجج بأشياء لتأخذها مني، وعندما أتت بيتي برغم أنه يبعد عن بيتها ساعة -برغبتها التامة- دخلت غرفة نومي وبادرت هي، إلى أن وقعت ولم أتمكن من مقاومتها ومارسنا كل شيء تتخيله من تقبيل وأحضان لكن دون أن أفض بكارتها. وتكرر اللقاء مرة بعد مرة... لكن بعد فترة تماسكت نفسي وأوقفت هذا النوع من لقائنا وأحسست بالذنب.
هي الآن تقول: إنها تحبني جدا جدا، وإنها تعلقت بي جدا جدا، وهي تتصل بي يوميا بشكل مطاردة وأكون نافرا منها وكارها لحديثها، لكن بمجرد أن أسمع صوتها أحن إليها وأبادلها الغزل والكلام الجميل، خاصة أنها تحبني بحق.. هذا ما ألمسه في كلماتها ونبراتها ودموعها حين تظهر مني بعض القسوة والنفور منها. أخبرتها كذبا يوما أن عمي قد أخذ الشقة ولم تعد مناسبة للقاء فيها، فوجئت أنها لم ترد علي وقاطعتني بحجة أنه كيف أفرط في شقة مناسبة لتراني فيها.
حينها أحسست أنها تحب المتعة ولا تحبني، المشكلة الآن: هي أني أحيانا أشعر فعلا أني أحبها وأنها بنت جيدة، وما دفعها لذلك حبها وعاطفتها القوية، وأنها تحبني فعلا؛ فبغض النظر عن ما فعلناه سويا، فهي تتكلم في الدين والثقافة والخلق، وطيبة وعطوفة جدا جدا، وخلوقة لكن في لقائنا ببعضنا تتحول لشخصية أخرى متعطشة للمتعة والتقبيل والأحضان وتتكلم دون خجل.
وبالتالي أفكر جديا في الارتباط بها وأحاول تغيير طباعها التي لا تعجبني؛ فلقد قللت من ملابسها الضيقة فلقد كانت منذ سنة تقريبا تلبس الملابس الضيقة خاصة في المصيف -كما أخبرتني- لكن في الجامعة هي محجبة ومعقولة إلى حد ما، هي تتفانى في إرضائي ووقعت في مشاكل عدة وساعدتني في حلها، بالإضافة إلى أنها تصر أن تجهز لي الطعام وتحضره إلى بيتي يوميا -دون علم أهلها- كما تقول.
أشعر فيها بتناقض، أمها تعلم بموضوع اتصالنا بالهاتف فأنا أكلمها في البيت دائما دون حرج، لكنها بالتأكيد لا تعلم التفاصيل! أحيانا أخرى أظن أنني وقعت فريسة لبنت جريئة متهورة متسرعة، أرادت الإيقاع بي لتضمن شابا من أسرة معروفة ومشهورة وأغنياء ويخيل لي أنها سعت لذلك لكي "اتدبس" معها ولا أستطيع النظر لغيرها، خاصة أن مستواها الاجتماعي أقل مني، فهم ميسورو الحال ومعهم ما يكفيهم من المال، لكن والدها ليس له عمل ثابت، فهو يعمل عملا حرا في مشاريع مختلفة ويعتمد على أرباح البنك بشكل أساسي، ووالدتها موظفة وهذا ما يتعارض مع رغبة والدي أن أرتبط بطبيبة ابنة طبيب.
إن جمالها ليس خارقا، لكنها تعتبر مقبولة وحسنة المظهر وأنيقة، وإن جرأتها واستعدادها التام لأن تأتي عندي وتلمح لي للحصول على شيء من المتعة -وكانت تلمح لي أنها مستعدة إن أردت تقبيلها وهي مدركة تماما أنها تأتي للحصول على المتعة- دليل على أنها قد فعلت هذا مع شخص قبلي، خاصة أنها كانت تحب شخصا قبلي. بالإضافة أن لدي فرصة كبيرة أن أرتبط ببنت محترمة جدا جدا، ووالدها يحبني ويشغل منصبا كبيرا في الدولة وهو بنفسه الذي عرفني بابنته في إحدى الحفلات الرسمية، لكني مع الأسف تعرفت عليه وزادت علاقتي به بعد أن "اتدبست معها".
أحيانا أفكر أنها -غير ناضجة- أحبتني فعلا وبجنون لكن بتهور وعدم حساب للعواقب، وأنا أفكر في تركها والابتعاد عنها بقصة مفبركة أني مريض وأخاف عليها، وأنه ليس بالإمكان الارتباط بها. وبالفعل أخبرتها أني مريض بمرض قد يعديها، وتوقعت أن أرتاح وتبتعد عني بعدها، ففوجئت بها تقول: لن أتركك وسأظل بجانبك حتى تشفى!! أشعر بتأنيب الضمير والذنب حينما أفكر في تركها! أحيانا أحن إليها وإلى ضحكتها، فأنا أرتاح نفسيا لها جدا جدا، لكن تطاردني ذاكرتي بما فعلناه سويًّا من ممارسات محرمة، قد أتحمل جزء من المسؤولية فيها لكن هي التي أغوتني بجسمها وأتت إلى بيتي برغبتها ولم أتمكن من مقاومتها.
أحيانا أخرى تطاردني صور بنات أجمل منها أستحق الارتباط بهن لكنها مسألة وقت يراد له الانتظار قليلا حتى أتخرج، كنت ضعيفا ومنبهرا بها خاصة أن تجاربي مع البنات معدومة، وأنني أخجل حتى من أن أطلب طلبا من زميلة لي في الدراسة، وهذا ما تعودت عليه في الغربة المنغلقة التي كنت فيها مرحلة الثانوية قبل الجامعة، عقلي يشت.. دراستي تدهورت أجلت فصلين دراسيين.
هل أحبها أم لا؟ هل تحبني أم لا؟ عرضت جسمها لماذا؟ هل هي سيئة الخلق أم هذا من فرط حبها لي أم أنا ساعدتها بذلك عندما أخبرتها أني أحبها؟ هل ارتبط بها؟ لكن لماذا أرتبط بهذه الطريقة؟ أرتبط ببنت رأيت كل مفاتنها كاملة قبل أي ارتباط؟ هل هي تحب المتعة فقط؟ إن كانت تحبني فلماذا لم تنتظر لكي أرتبط بها وسوف تنال حينها كل ما تريد؟ هل أتركها؟ وكيف أفعل بدون أن أجرحها؟ هل هي علاقة عابرة أرادت منها التسلية وتمضية الوقت وأني مخدوع بوهم الحب والارتباط؟.
قرأت مشكلة بعنوان "حكاية ملتزم: من أغوى من؟" هل هذا ينطبق علي؟ نعم أنا مخطئ أن انجرفت وراء شهوتي! وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه... هل من المعقول أن يتزوج رجل من امرأة أرته كل شيء قبل الزواج؟! ماذا تبقى بعد الزواج ليراه؟! كيف أنساها؟! وأرجع لطبيعتي؟ أم هل لا بد من نسيانها؟ أعرف أن مشكلتي قد تبدو مملة وأنني لم أتمكن من توضيح معالمها، وأني مجرم، ربما، وأستحق العقاب، لكن هي السبب أي شاب في مكاني كان من الممكن أن يستغلها أسوأ استغلال لكني كنت بجانبها وساعدتها في امتحاناتها حتى أصبحت من الأوائل... وفي كل مرة كنت أقاومها لكن سريعا ما أضعف أمام تلميحاتها للحصول على المتعة هل هذا حب؟.
لماذا وقعت هكذا معها؟ لماذا لم أقع مع إنسانة محترمة تحافظ علي وتجذبني لها بخلقها وثقافتها حتى نصل سوية للبر الآمن دون تأنيب للضمير ومعصية؟ كل من يعرفني وأساتذتي يعرفون عني تمام الخلق والدين والالتزام حتى الأهل يثقون في ثقة عمياء، لا أحد فيهم يتوقع أني قد فعلت هذا.. هل خنت ثقتهم في؟ أم هي أوقعت بي؟ أم هوفعلا حب لكنه حب متهور ومفرط أعمى صاحبته وأعماني! .
أنتظر رأيكم ونصيحتكم
وشكرا لكم...
17/11/2021
رد المستشار
لا يوجد في محتوى الاستشارة ما يشير إلى إصابتك باضطراب نفسي٬ والحقيقة أن الاستشارة برمتها لا علاقة لها بالطب النفسي. رغم ذلك فإن الموقع سيعلق على محتوى ما تم كتابته آخذا في نظر الاعتبار بأن لك مراسلات سابقة تحت أسماء مستعارة٬ وهذا بالحقيقة تراسل غير مرغوب فيه.
هناك إسراف في تمييز شخصيتك عن الآنسة التي تتحدث عنها. تشير إلى أنك من مستوى طبقي مرموق وحالتك الاقتصادية أعلى من حالتها بكثير٬ وبالتالي هي دونك اجتماعياً واقتصادياً. الرجل الذي يحب امرأة لا يبالي بهذه الأمور بل على العكس يكبتها بأحكام٬ لذلك لا يمكن القول بأنك تملك مشاعر حب صادقة تجاه هذه الفتاة وغيرها.
بعد تمييز شخصك عنها تتحدث عن سلوكها. بالطبع رواية الذكر غير رواية الأنثى٬ روايتك تحرص على تدميرها أخلاقياً وتصورها بأنها تطاردك وتحاول استغلالك وكل ذلك وجمالها ليس خارقاً. كذلك تتحدث عن نفاقها في لبسها ومظهرها. لا يمكن القول بأن الرجل الذي يحب امرأة يتحدث عنها بهذا الأسلوب.
ثم هناك التنافر المعرفي وشعورك بالذنب من جراء السلوكيات الحميمية معها التي هي ممارسة الجنس٬ ولكن طالما الإنسان يخدع نفسه وغيره في تمييز ما هو جنس اختراقي وغير اختراقي٬ ولكن إطارهما سواء. حاولت التخلص من هذا التنافر بإسقاط اللوم عليها٬ وتصوير نفسك بأنك الضحية. بالطبع العلاقة نجت في سد إحتياجاتك الجنسية٬ وهذا ما يفسر سبب تعلقك بها إلى الآن٫ وعدم النطق بكلمة كلا وقطع العلاقة٬ وهذا أمر ليس بالصعب بصراحة.
وأخيراً تكتب إلى الموقع٬ واستشارتك لا تختلف كثيراً عن العديد من الاستشارات هدفها تأكيد التحيز Confirmation Bias وما يعنيه ذلك بأنك حكمت رأيك ولا تصرح عنه كلياً وتنتظر رد الموقع لتأكيد هذا الرأي.
هذا هو رأي الموقع، وخير من يجيب على أسئلتك ويتخذ القرار هو أنت.
وفقك الله.