السلام عليكم
أرجو ممن يقرأ كلامي هذا أن يحاول إفادتي حسب خبرته، فهذه رسالة طلبت صديقتي نشرها لعدم قدرتها على التواصل معكم، وهي بحاجة للمساندة فأنا لا أستطيع مساعدتها لأنني لست مخطوبة، ولا أستطيع أن أكلم أحدا من أهلها في الموضوع.
تقول صديقتي في رسالتها لكم: أنا فتاة عقدت قراني منذ 7ا شهرا، خطيبي متدين وأنا كذلك، يوم إتمام العقد أعطاني زوجي قبلة على خدي ارتجف لها جسدي واقشعر بدني، وكانت هذه البداية، ومن ثم كانت محاولاته للتمادي معي في هذا الأمر أكبر من ذلك، وكان يقول بأن هذا من حقه، وليس فيه أي حرمة، وأنا أعلم ذلك.
كنت أقاوم إلى أن أجد نفسي استسلمت لمداعبات أصبحت أدمنها، وكان يعرف أن لهذا حدودا؛ فهو أو أنا لم نكن نسمح بأن يحدث المحظور، أصبحت أشتاق له كثيرا، وإن تأخر أشعر بانزعاج وأحبه أكثر من أي شيء.
المشكلة الآن أنه مسافر إلى دولة أخرى للعمل، وسيغيب سنة أو أكثر وبعدها يرجع لنتزوج. مر على غيابه ثلاثة أشهر كانت بدايتها صعبة جدا، كنت أتخيله معي أينما ذهبت وأينما كنت، وأحيانا كثيرة أبكي من شدة الشوق إليه، مر أول شهر وبدأت أنسى ذلك الشعور معه، وحمدت الله لأنه كان يعذبني، ولكن مؤخرا صار يدخل في موضوع الجنس عن طريق الهاتف، ويتصورني كما كنت معه، ويتحدث فيما كان يحدث عندما كنت بجواره.
وأحيانا ينهي المكالمة وأنا أبكي؛ لأني أحس أني أحتاج إليه أكثر من قبل، وأنه يشعل فيّ نارا لا يمكن إطفاؤها، وهو بعيد، ولكني لا أشعره بذلك؛ فأنا أعرف أن في هذا راحة له.. هل هذه الطريقة مجدية حقا؟ هل الاستمرار فيها يعوض عن البعد ويطفئ النار الملتهبة؟
أحيانا أخاف أن أكون على بداية ما يعرف بالعادة السرية
أو أن تكون امتدادا لها حسب قراءتي عنها، فهل هي فعلا كذلك؟.
17/11/2021
رد المستشار
الابنة الكريمة "زينب" حفظها الله، السلام علىكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك، ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك، وندعو الله أن يصلح لصديقتك البال، وأن يهدي لها الحال
ابنتي الكريمة: "قلب المرأة في أذنها" هكذا يقول المثل الشائع، فالكلام الجميل هو الذي يجذب المرأة إلى أي رجل، خاصة إذا كان يتمتع بحسن الكلام وقدرته على جذب الانتباه بالكلام الحلو المعسول، فالمرأة لا تريد من الرجل سوى الكلام الطيب الصادق الذي يتخلل مشاعرها وإحساسها ويجعلها تشعر بالأمان والدفء.
مؤخرا، أثبتت دراسة علمية حديثة أن الكلام الطيب الذي يسمعه الإنسان يمنحه نظام مناعة عالي، ويجعله أكثر قدرة على مواجهة الحياة وصعابها ومشاكلها، ولذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة ، وحث الله على الكلمة الطيبة قال تعالى: "وقولوا للناس حسنا". ويؤكد الباحثون أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على الآخرين وبخاصة بين الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما.
ابنتي الكريمة: إن العلاقة بين الزوجين لابد أن يتخللها الكلام الطيب والحنان ودفء المشاعر حتى يزداد رباط المحبة بينهما، فالزواج رباط مقدس ويجب على الرجل أن يحنو على زوجته ويحسن معاملتها ويتحدث إليها بأطيب الكلام الجميل الذي يزيد الود والحب بينهما، فالمرأة لا تريد من الرجل سوى رقة المشاعر والأحاسيس والحب الصادق والمشاعر الطيبة حتى تستمر الحياة بينهما ويستطيعا التغلب على مشاكل الحياة اليومية.
إن الكلام الطيب بين الزوجين يجعل الحياة بينهما بسيطة، فمن واجبات الرجل على زوجته أن يعاملها بالحسنى وأن يشبع رغباتها بالكلام الجميل الناعم الذي يجعلها سعيدة وتحب الحياة، خاصة أن الزوجة تواجه متاعب طوال اليوم خاصة إذا كانت عاملة، فيكون عليها عبء العمل والبيت والأطفال، وهي بهذا الكلام تجد من يقدر تعبها ويشعر بكونها امرأة ويشعرها بأهميتها في البيت، وفي حالة صديقتك يشكل سفر زوجها وبعده عنها عبئا كبيرا على نفسها، ما يجعلها تعيش حياة صعبة متعبة تحتاج فيها إلى الكلام الطيب الجميل الذي يهون عليها صعوبة الحياة بعيدا عن زوجها، لذلك على الزوج أن يشبع رغبات زوجته في سماع الكلام الطيب.
أيضا ،على المرأة أن تتحدث إلى زوجها بالكلام الطيب الجميل الذي يجعله يتغلب على متاعب العمل وضغوطه النفسية، فالزوجة هي راحة الزوج ويجب أن تكون هي اليد التي تمسح آلامه وأحزانه وتجعله سعيدا قادرا على مواجهة الحياة الصعبة المؤلمة التي لا تخلو من المصاعب والمشاكل. أما خوف صديقتك من أن تكون على بداية ما يعرف بالعادة السرية وأن تكون امتدادا لها، فنصيحتى لها أن تراقب الله في علاقتها بزوجها وأن تتعهَّد بأن تكونَ علاقتهما خالصة لله، وأن تحذر ذنوب الخلوات، فمن تعجل الشيء عوقب بحرمانه، ومن حسنتْ بدايتُه حسنتْ نهايته، فالعادة السرية من الممارسات الخاطئة، ولا تجوز لما لها من أضرار مستقبليَّة على حياة الزوجَيْن، فلا تغلبها نفسها الأمارة بالسوء.
واذا كانت المحادثات الهاتفية مع زوجها ستؤدي بها إلى ممارسة العادة السرية فالأفضلُ في هذه الحالة أن تقومَ بالاتفاق مع زوجها على تجميد التواصل الهاتفي بينهما مؤقتا، مع بيان أن تجميد التواصل ليس قطعًا للزواج ولا كرهًا له، وإنما حماية ووقاية لها مِن خطوات الشيطان التي نهى الله عز وجل في محكم آياته عنها؛ حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (النور: 21)، أويمكنهما التواصل ولكن في أضيق الحدود، مع العمل على تعجيل الزواج، وإبعاد أي عقبة غير مهمة لتحقيقه، وعدم تأجيل الموعد كثيرا حتى لا يؤثِّر ذلك على طبيعة العلاقة بينهما.
ويمكنها – أثناء المحادثات الهاتفية مع زوجها – أن توجه الحديث في التخطيط للحياة القادمة لبناء زواجٍ ناجحٍ، وأسرة مُستقرةٍ، والحديث عن ما يخدم حياتهما المستقبليَّة، وتحديد الهدف والغاية من الزواج لكليهما، أوالحديث في الموضوعات اليومية، والاهتمام بالأشياء المهمَّة بالنسبة لهما، واقتراح أفكار لمشروعاتٍ تزيد من علاقتهما، مما يشغل الوقت على الهاتف، ويجعل الحديث جادًّا غير هزليٍّ.
كما يمكنها أن تشغل أوقات فراغها في القراءة وحُضُور الدورات التدريبيَّة التي تعمل على زيادة المعرفة والوعي بمفهوم الزواج والتقدير لأهمية الخطوة التي ستُقبل عليها، فهذا الأمر يحتاج وقتًا، ويستنفذ جهدًا، ويلهي عن التفكير في المعصية وإتيانها.
نسأل الله تعالى أن يرزقها العفاف والتُّقى، والله الموفق