السلام عليكم موقع مجانين
أنا فتاة في أواخر العشرينيات من عمري، من أسرة متوسطة، ولكن أنا أعتبرها مفككة، أهلي لم يقصروا معي في شيء، فكل ما كنت أطلبه كنت أجده، ولكنني لم أترب على الإسلام الصحيح. كان أهلي مشغولين طوال الوقت بالعمل ولم يشاركوني في مشاكلي.
إننا عائلة "متفتحة" حيث يتقبلون أن يكون لي صديق ويأتي إلى المنزل ويتعرفوا عليه، وهم يرون أن أفعل هذا أمامهم أفضل من ورائهم. المهم أني تعرفت على شاب وأنا في أول سنين الجامعة، وتعرف على أهلي وتقبلوه وقالوا إنهم موافقون على الزواج بعد أن ننتهي من الجامعة، كان يعاملني معاملة حسنة جدا، ولكننا كنا ما زلنا مراهقين، كنا نجلس ونخرج بمفردنا كثيرا، ولم يكن عندي وعي بأي شيء في هذا الوقت عن العلاقات الخاصة، حدث بيننا ما حدث، ولم أكن أعلم أو أتأكد أنني فعلا لم أصبح عذراء.
لم أكن أفهم فعلا ما حدث. بعد ذلك اختلفنا في أشياء كثيرة وكان يكذب علي، طلبت منه الانفصال، لكنه لاحقني كثيرا، وكلم أهلي، ولكني في هذا الوقت لم أكن أتحمله. وبعد ذلك بفترة عرفت أني لم أصبح عذراء، عشت في عذاب طويل، ودخلت في علاقات ليس لها نهاية لأنني كنت أشعر أني دائما تائهة، وأن الله لن يسامحني أبدا، وأني لن أقابل أبدا شخصا يسامحني، وأنني إذا تزوجت فسوف يعذبني زوجي.
بعد فترة تقدم شخص لخطبتي لمدة سنتين، ولكنني كنت دائما أتنازل لأنني كنت دائما أشعر أنني أقل من أي شخص ولا بد أن أتنازل، ثم وصلت لمرحلة أني لم أعد أتحمل وفسخت الخطوبة. المشكلة أني كلما أدخل في علاقة أعترف بما حدث لي، ودائما أقلل من شأني، وأشعر الشخص الآخر أنني سوف أقوم بدور "العبدة" له لأنه تقبل وضعي. وبعد ذلك بدأت أتوجه إلى الله، وأحاول أن أندمج في النشاطات الخيرية، وأن أواظب على العبادات لعل الله يسامحني.
وأخيرا تعرفت على شخص آخر وتقبل وضعي، واعترف لي أنه أيضا قام بأشياء كثيرة ولكنها كانت من نوع آخر. فإنه كان متورط في علاقات وأفعال إجرامية وأنه قام بأعمال بشعة وتعذيبية ولكنه الآن يريد التوبة إلى الله وأن يفتح بيتا صالحا. قلت بيني وبين نفسي لا بد أن أرتبط بشخص يريد التوبة مثلي وعفا الله عما سلف، والآن ميعاد الزواج اقترب وأنا خائفة جدا؛ فهو لديه شخصيتان: شخصية حنونة وعطوفة جدا، وأخرى شريرة جدا؛ ففي بعض الأوقات أخاف النظر إليه.
بدأ يهددني الآن بالبعد عن بعض أصدقائي وإلا فسيؤذيهم، كما أنه في شجار مع أمي وينتابني الرعب من أن يؤذيها، وهي لا ترتاح له أبدا، ليس لديه أي أصدقاء ومنطو جدا ولا يريد أن أختلط بأهله، ودائم الشجار مع والده، وليس له كبير، ولكنه يهتم بأمه ويخاف على مشاعرها.
الآن أشعر بخوف كبير منه لأنه لا يزال يعرف هؤلاء الأشخاص المجرمين، وعندما طلبت منه أن يقطع علاقته بهم قال لي إنهم غلابة وقد يحتاجونه في بعض الأوقات وأنه يقوم بمساعدتهم، فهو أصبح لا يقول لي كل شيء ويقول إن أشياء كثيرة سوف تتغير بعد الزواج، وأني لا بد أن أسمع كلامه في كل شيء، وأنني لو داريت عنه شيء فسوف يؤذيني.
ما زال يقرأ عن طرق التعذيب، وطلب مني أن أترك عملي وأن أبعد عن بعض أصدقائي. أنا في غاية الخوف من أن يكون هذا سجنا أبديا، وفي بعض الأوقات أقول هذا عذابي وانتقام من الله لما فعلت من ذنوب. أنا أصلي كل يوم استخارة وأرى في منامي كوابيس مستمرة. لا أعلم ماذا أفعل، وفي الوقت نفسه هو له شخصية طيبة جدا في بعض الأوقات.. هل أستمر وأجرب حظي وبعد ذلك إذا طلقت أصبح مطلقة وهذا أفضل من أن أكون غير متزوجة وفاقدة لبكارتها؟ أم أنني بزواجي منه ألقي نفسي في عذاب أبدي؟ هل هذا نصيبي وأستمر؟.
والمشكلة أنني أشعر أني بعد الزواج لا أستطيع أن أشتكي لأهلي منه لأني أخاف أن يؤذيهم، ولا أعلم إذا كان هذا الشعور حقيقي أم لا. هل هو فعلا تاب إلى الله أم أن هذا الشيء في داخله؟ لماذا لا يزال يقرأ عن طرق التعذيب؟ فهو عصبي جدا من أقل شيء وعندما يتعصب لا يرى أمامه ولكنه يندم بعد ذلك. أنا أحاول أن أفعل كل ما يطلبه مني، وهذا لأني ما زلت أشعر أنني لا بد أن أتنازل وأفعل كل ما يريد لأنه تقبل وضعي.
والمشكلة الآن أنه يطلب مني أن أتقبل عيوبه وعصبيته
في الوقت الذي لا يتقبل أن أتعصب أو يعلو صوتي عليه أو أخالف أوامره مهما حدث.
18/11/2021
رد المستشار
مما ذكر في رسالتك، أقتطف الآتي:
شخصية حنونة.. وعطوفة جدا..
وأخرى شريرة جدا؛ ففي بعض الأوقات أخاف النظر إليه..
بدأ يهددني الآن بالبعد عن بعض أصدقائي وإلا فسيؤذيهم..
كما أنه في شجار مع أمي وينتابني الرعب من أن يؤذيها، وهي لا ترتاح له أبدا..
ليس لديه أي أصدقاء ومنطو جدا ولا يريد أن أختلط بأهله، ودائم الشجار مع والده..
الآن أشعر بخوف كبير منه لأنه لا يزال يعرف هؤلاء الأشخاص المجرمين..
وعندما طلبت منه أن يقطع علاقته بهم قال لي إنهم غلابة وقد يحتاجونه في بعض الأوقات وأنه يقوم بمساعدتهم..
ما زال يقرأ عن طرق التعذيب، وطلب مني أن أترك عملي وأن أبعد عن بعض أصدقائي..
لا أستطيع أن أشتكي لأهلي منه لأني أخاف أن يؤذيهم
لا يزال يقرأ عن طرق التعذيب؟ فهو عصبي جدا من أقل شيء وعندما يتعصب لا يرى أمامه ولكنه يندم بعد ذلك. أنا أحاول أن أفعل كل ما يطلبه مني
يطلب مني أن أتقبل عيوبه وعصبيته في الوقت الذي لا يتقبل أن أتعصب أو يعلو صوتي عليه أو أخالف أوامره مهما حدث..
هذا ما ورد في النصف الأخير من رسالتك..
لن أعلق على ذلك بل سوف أدع الأمر لك..
لكن.. سوف أوجز لك الأمر ببساطة.. انظري للأمر بالعقل.. الأمر لا يحتاج لتفكير.. لربما أنت كالغريق الذي يتعلق بقش..
مهما كان الظرف الذي أنت فيه ومهما كانت الظروف التي أوصلتك لهذا المأزق.. لعل ذلك يكون درسا قاسيا لك ولبنات جنسك اللاتي يقعن فريسة الابتعاد عن الفضيلة والقيم التي سنها الله من خلال الدين..
شخصية حنونة.. وعطوفة جدا.. فلتذهب شخصيته أدراج الرياح..
شخص على صلة بمجرمين.. شخص يبحث عن طرق تعذيب.. شخص يهدد بأذية الآخرين.. شخص يأمر وينهي وإلا فالويل لمن لا يرضخ.. بالله عليك ماذا تتوقعين؟
لا ترتبطي به..
بل ابتعدي عنه لأنك ستدفعين الثمن كبيرا..
سوف يستفرد بك تماما..
سوف تتعذبين كثيرا..
توبي لله توبة.. صادقة..
قد يبعث لك الله رجل صالحا تقيا يفهم مأساتك ويقدر حالتك....
لا تتركى عملك..
أخيرا.. احذري السقوط.... يكفي..
التعليق: السلام عليكم، أظن أن الأستاذ قد حذرك من الاستمرار بما يكفي، دون الدخول في شخصية هذا الخطيب إن كانت ضد اجتماعية أو حدية او غير ذلك من الاعوجاجات، فالحل واضح، غير أن الإشكال في نظرتك لذاتك وكأنك تريدين معاقبتك نفسك بالزواج بشخص كهذا ؟ أو ربما تعتقدين أن في ذلك تكفير لخطئك، إن الله تواب رحيم، ومن تاب فقد بدأ صفحة جديدة وتعذيب النفس شيء لم يطلبه الله من التائب، بل قد يؤدي بك أن توردي نفسك التهلكة والله أمرنا بعدم إلقاء أنفسنا في التهلكة ،
أحسني الالتزام واللجوء لله تعالى واخرجي من جلد الذات فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا مشركين ومنهم من حارب الدين فإذا به يصبح من المبشرين بالجنة واسألي الله تعالى الزوج الصالح، لا تركزي على الزواج فقط بل نوعي نشاطاتك واهتماماتك حتى لا تتسرعي تأخذي شخصا لا يناسبك