السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من عصبية شديدة وعنف، ولا أتحكم في نفسي في المواقف، حتى لو كانت بسيطة جدا، وحتى لو كانت حالتي النفسية جيدة، فإنها تنقلب بسرعة إلى الأسوأ، وأقع في أخطاء كثيرة، مثل الصراخ وإخراج الفاظ جارحة صعبة، لا أشعر بما أقول، وعندي خوف يدفعني للتهور أكثر.
وأعاني من ضعف الشخصية، والوسواس القهري، حتى في العقيدة، وينتابني يأس شديد، وعدم الصبر على الابتلاءات، وأي شيء بسيط، ودائما أتذكر المشاكل القديمة والحديثة، وتستفز أعصابي أكثر مع الأحلام المزعجة الدائمة، وهذا حدث لي منذ سنين طويلة، ونتيجة هذا كله أخسر كل شيء، ومن حولي من الناس، وأفقد نجاحي دائما وسعادتي.
والآن حياتي الزوجية مهددة بدرجة مخيفة، مع العلم أني عندي طفلين وحامل في الشهر السادس، وحالتي النفسية محطمة، وجميع من حولي لا يتحملونني، حتى أهلي، وقد مررت بمعاملة قاسية ممن حولي، وأحيانا أفكر في الانتحار للخلاص من المشاكل، ومن حالتي، خوفا من الطلاق وغيره من المصائب.
ذهبت إلى أطباء نفسيين، ولا توجد نتيجة، أعطوني قبل الحمل (سيرباس وأريبيبرازول) وأخذته لمدة سنة تقريبا، وكان مفعوله يقل مع الوقت، وكان يعمل لي حالة من الرعشة والفرك المستمر، فلا أستطيع الجلوس في هدوء، وأظل أتحرك، وقطعت العلاج، وأما في أول الحمل كتب لي (فلوكسامين) وكان يجعلني عصبية، وتوقفت عنه، فكتب لي (تربتيزول) وأخذته لمدة شهرين، ولكنه لم يأت بنتيجة، فكتب لي معه (ستللاسيل وإندرال) ولكنه كان يسبب لي الفرك والرعشة، وأنا قرأت على النت أنه يسبب خطرا على الأجنة فتركته، فهل دواء ستللاسيل مناسب وليس له ضرر على الحمل ؟
أرجوك أكتب لي دواء مناسبا لي ولا يضر الجنين في فترة الحمل ثم فترة النفاس؛ لأن الحالة تزداد فيها والرضاعة، وحدد لي الجرعة المناسبة التي أستمر عليها ولا تسبب لي النوم الكثير.
أرجوك رد على رسالتي سريعا، ولك مني جزيل الشكر والاحترام،
وجزاك الله ألف خير.
24/10/2021
رد المستشار
الأخت الفاضلة "ملك" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
كثير جدا هذا الذي تصفين (عصبية شديدة وعنف وتهور وضعف الشخصية، والوسواس القهري، حتى في العقيدة، واليأس الشديد، وعدم الصبر على الابتلاءات،..... الأحلام المزعجة الدائمة، وخسارة النجاح وخسارة الناس..... إلخ).... من الواضح أنك كنت تمرين بحالة انفعالية سيئة جدا وأنت تكتبين لمجانين..... فقد أرسلت صرخات متتالية محتواها مفهوم سيء جدا عن ذاتك ووصف لأعراض واضح أنها خارج سيطرتك، ثم كأنك جمعت عيوب التعامل مع الآخرين ومع الذات وقررت أنها أنت..... ثم رغم أنك عددت أعراضا واضطرابات كثيرة..... بدا من العقاقير التي وصفها لك الزملاء أن الأمر ليس بكل هذا السوء الذي تصفين.
يعني باختصار تبدو فكرتك عن حالتك أسوأ بكثير من حالتك الفعلية..... وأخمن أنك بحاجة ماسة لم يستمع لك وتصلان معا إلى صياغة لأسباب هذه المعاناة الطويلة وآليات المحافظة على استمرارها..... لماذا تستفزين بمنتهى السهولة ثم تنفجرين غضبا على غضب في حالة من العنف اللفظي المسيئ وغير المناسب ؟ ولماذا يستمر ذلك السلوك في الحدوث من حين لآخر رغم رؤيتك لعواقبه السيئة على حياتك ؟
أنت بحاجة إلى علاج نفساني كلامي..... وإلى تعلم أساليب مناجزة الغضب..... وربما العقاقير تساعد لكنها لن تكون كافية مع الأسف..... عقار ترايفلوبيرازين Trifluoprazine أو ستيلاسيل من عائلة مضادات الذهان القديمة وهي آمنة أثناء الحمل حتى في الجرعة 15 مجم يوميا..... وأخمن أن الموصوف لك هو ستيللاسيل 1مجم ..... وتريبتزول أي الأَميتريبتيلين Amitriptyline ربما 10 مجم أو بالكثير 25 مجم..... وكلاهما له نفس درجة الأمان وينطبق هذا أيضًا على إندرال أو بروبرانولول Propranolol.
اقرئي على مجانين:
التعامل مع الغضب والصحة النفسية
الصحة النفسية في الحمل والولادة والرضاعة4
استخدام الأدوية النفسية أثناء الرضاعة الطبيعية
اسألي طبيبك النفساني الحالي عن العلاج السلوكي المعرفي المعرفي ومن يستطيع تقديمه لك، إن لم تكوني قادرة على البدء في هذا أثناء الحمل فلتبدئي بعد شهر مثلا من الولادة..... أو ربما أكثر..... لكنك تحتاجين لعلاج يساعدك على تغيير الفهم والسلوك في المواقف من أجل إجهاض ذلك المسار المزعج لمعاناتك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.