السلام عليكم
مشكلتي هي أنني في هذه الأيام أشعر بضيق وأشعر بأني أغرق وكأنني عالقة في شباك لا أستطيع الخلاص منها، وهناك أشياء كثيرة عليَّ القيام بها، ولكني لا أملك الهمة والإرادة للقيام بها حتى الدراسة.
مع العلم أني أدرس في كلية الهندسة، وقد أوصلت نفسي إلى وضع صعب؛ فعلاماتي سيئة، وحاليا يجب أن أدرس ليل نهار حتى أخرج نفسي مما أنا فيه وإلا فسوف يتم طردي من الكلية (أنا في السنة الرابعة)، وأصبحت ثقتي بنفسي معدومة.
هناك أمور كثيرة أود إخباركم بها، ولكن لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك،
وجزاكم الله كل خير.
16/11/2021
رد المستشار
الأخت الفاضلة "نسرين" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنت الآن في السنة الرابعة بكلية الهندسة -كما فهمت من رسالتك- والمفروض أنك على وشك التخرج، ولكنك تجدين نفسك عاجزة عن المذاكرة وتشعرين بضيق، ولا تملكين الهمة والإرادة لمواصلة الدراسة وتشعرين بأنك تغرقين وكأنك عالقة بشباك، وضعفت ثقتك بنفسك.
هناك العديد من النقاط كنت أريدك أن توضحيها في رسالتك فمثلا:
1- هل هذه هي المرة الأولى التي تعانين فيها من هذه المشكلة أم أنها حدثت قبل ذلك في سنوات ماضية؟
2- ما هو الوضع الأسرى الحالي؟ وهل هناك مشكلات تؤثر عليك؟
3- ماذا يعني التخرج بالنسبة لك؟ هل هو فرصة للخروج للحياة العملية ترغبينها، أم أن تخرجك يضعك أمام خيارات أصعب في حياتك العملية والخاصة لا تقدرين عليها، وبالتالي تهربين منها؟
4- هل هناك من يفرح بنجاحك إذا نجحت؟ أم أنك لا تجدين من يستحق هذا النجاح لتهديه إليه؟
5- هل كانت هناك مشكلات عاطفية في الفترة الأخيرة؟
6- هل لك هدف ترغبين في تحقيقه، وهل تخرجك يخدم هذا الهدف، أم أنه يعوقه؟
7- هل تغير نومك أو تغيرت شهيتك بالزيادة أو بالنقصان، أو تغير وزنك في الفترة الأخيرة؟
8- هل تشعرين بفقد الاهتمام تجاه كل شيء أم أن ذلك مقصور على الدراسة فقط؟
9- هل تفكرين في الموت هذه الأيام؟ وإذا كان ذلك موجودا فكيف تفكرين فيه؟
أرجو أن تكون هناك فرصة للإجابة على هذه التساؤلات حتى نتمكن من مساعدتك بشكل أفضل؛ فهذه التفاصيل التي نتساءل عنها تفيد كثيرا في وضع أيدينا على أصل المشكلة.
وبقدر ما علمنا من رسالتك، فهناك أعراض اكتئابية تؤثر على حالتك النفسية وعلى قدرتك على المذاكرة، وهذه الأعراض -بصرف النظر عن أسبابها- في حاجة إلى علاج دوائي وعلاج نفسي، خاصة وقد وصلت إلى حالة من فقد القدرة والهمة والإرادة -كما ذكرت- وهذا يستوجب تقديم مساعدة متخصصة للخروج من هذه الأزمة.
والعلاج الدوائي غالبا سيكون عبارة عن عقار مضاد للاكتئاب، أما العلاج النفسي فهو عبارة عن عدد من الجلسات النفسية تتراوح بين 6 و12 جلسة يقوم بها طبيب نفساني أو أخصائية نفسية (هذا يرجع لاختيارك).
وأرجو ألا تترددي كثيرا في العلاج؛ حيث إن الوقت بالنسبة لك حاليا أصبح مهما وحرجا في ذات الوقت، والأعراض الاكتئابية تؤثر على الوظائف النفسية كلها مثل التركيز والانتباه والذاكرة والتفكير والإرادة وغيرها، وهذا ما يعوقك دراسيا.
وحين تتخففين من هذه الأعراض عليك أن تراجعي أهدافك من الدراسة ومن الحياة عموما، فأحيانا يكون فقد الهمة والإرادة عائدا إلى فقدان الهدف المحفز على المذاكرة والدراسة.
والنقطة الأخيرة هي احتمال خوفك من التخرج؛ فالتخرج عند بعض الناس يعني مواجهة للحياة العملية بكل صعوباتها وتعقيداتها (في نظرهم)؛ لذلك نجدهم يتوقفون في المرحلة الأخيرة من الدراسة، أي قبل خط النهاية بقليل، وكأنهم يفضلون البقاء في الحالة الدراسية على اعتبار أنها أهون مما يتوقعونه في الحياة العملية.
وبالنسبة للفتيات فقد يكون الخوف من احتمالات الزواج ومسؤولياته ومشكلاته أحد العوامل للتوقف قبل خط النهاية، وقد يكون الخوف -على العكس- من احتمالات عدم الزواج وما ينطوي عليه من حرج أو تساؤلات أو إحساس بالفشل الشخصي (والذي يفوق غالبا الفشل الدراسي).
في انتظار الإجابة على الاستفسارات السابقة ورؤية المشكلة على ضوء ما طرحناه من احتمالات، وعلى ضوء ما سيردنا منك من إيضاحات.
وأخيرا نسأل الله لك التوفيق، ولا تكفى عن الدعاء قبل العلاج وفي أثناء العلاج وبعده، ولتمتلئ نفسك بالأمل في الشفاء والتخرج لكي تساهمي في عمارة الحياة بعلمك وعملك سعيا لوجه الله الكريم الرحيم.
ويتبع>>>: التوقف قبل خط النهاية.. م