السلام عليكم
أعتذر عن الإطالة لكن أحاول الإلمام بالموضوع، منذ صغري وأنا أعاني من قلة الثقه بالنفس والتلعثم في الكلام حيث أني أتكلم بسرعة شديدة فلا تخرج مني بعض الحروف. تعرضت للتنمر لهذا السبب فأصبحت أتجنب الحديث أمام مجموعة من الناس أو المشاركة المدرسية وغيرها، راجعت أخصائي نطق خلال المرحلة الجامعية وقال بأن مخارج الحروف لدي ممتازة ولا توجد مشكلة نطق لدي.
درست الصيدلة وعملت في صيدلية لمدة ثلاث سنوات خلالها كنت أعاني من احمرار بسيط في الوجه وتلعثم بسيط.
قبل سنة ونصف بدأت في دراسة الماجستير وقبل يوم من أول بريزنتيشن لي أصابتني نوبة قلق شديدة ظننت أني سأفقد عقلي وحاولت إيذاء نفسي بأن أصرخ حتى أصبح صوتي مبحوحا ولم أقدم البريزنتيشن بشكل جيد على الرغم من التدريب له وتكررت معي نفس التجربة مرة أخرى فقمت بالانسحاب من الماجستير.
منذ ذلك الوقت إلى الآن تصيبني نوبات قلق دائمة وانفصال عن الواقع بشكل مستمر، قبل النوم تصيبني وساوس بأنني غير قادرة على الاستمرار في الحياة وبأنني منفصلة عن الحياة تماما والتمني الشديد للموت.
أثر هذا الموضوع على حياتي فأنا أشعر بالضعف وأن ليس لدي القوة لأستمر في الحياة والشعور الدائم بأنني أعيش في قوقعة لن أستطيع الخروج منها وأنا الآن عاطلة عن العمل وعند التقدم لوظيفة أو التعرف لشخص لأجل الزواج تنتابني نوبة قلق شديدة، أشعر بأني لا أستحق ولن أنجح في حياتي أبدا ولا يمكنني الاستمرار.
لا أواجه مشكلة القلق في المناسبات الاجتماعية. أتناول دواء deanxit فقط. هل أعاني من اضطراب أم هو مرض؟
كيف يمكنني حل مشكلتي فالعمر يمضي دون أن أحقق شيئا في حياتي؟
مع الشكر الجزيل.
22/11/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Aws" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الواضح يا ابنتي أن لديك قلقا اجتماعيا منذ المرحلة الابتدائية وناجزنته بتحاشي المواقف التي تثيره ... فقد بدأنا بـ ((قلة الثقه بالنفس والتلعثم في الكلام) ... في طفلة في مدرسة ... ثم أدى بها ذلك إلى تنمر قريناتها عليها ... فاختارت الانسحاب وعدم التعرض لمثل هذه المواقف) يعني اتخذت الموقف الرهابي الذي يحتمي به المريض ليعيش مع مرضه!
ثم عرفت عندما عرضت كلامك على مختص أنه لا توجد عيوب نطق ومخارج الحروف كلها سليمة!! هذا يشككنا في سمة الكمالية... بافتراض أنك تضعين معايير عالية لما يجب أن يكون عليه كلامك ... مع عدم استبعاد احتمال وجوب هذرمة أو لعثمة عابرة قد تحدث لبعض الناس في بعض المواقف ... لكنك ربما بالغت في تقييم أثرها السيء عليك ... وأرجعت تنمر الأخريات دائما لها طبعا مع قلة ثقتك بنفسك.
ومرت السنوات وتغيرت المدارس حتى اجتزت كلية الهندسة وأظنك طوال تلك السنوات كنت تتحاشين بشكل عام كل ما يمكن أن يكون سببا في حصول القلق، يعني وضعت قيودا على حياتك بشكل دائم تجنبا للقلق.
ثم لما تقدمت للماجستير فأخفقت مرتين في القيام بالعرض الشرائحي المطلوب منك، وليس واضحا معنى (بشكل جيد) أي هل أخفقت في الوصول لدرجة القبول أم في الوصول إلى ما تودين أنت؟ بشكل عام ولما كان ذلك منذ سنة ونصف فإن قلقك الاجتماعي المزمن أصبح شديدا... وتكاثرت عليك نوبات القلق التي لم تفصلي في أعراضها... ومعها (الانفصال عن الواقع) وهو آلية نفسية لحمايتك من الخوف الشديد المصاحب لنوبات القلق ... أو لأفكارك السلبية ...إلخ.
ثم بدأت الوساوس الاكتئابية ومعها اجترارتك التأملية في معناها ... معلنة بداية انضمام الاكتئاب الجسيم إلى خلطة القلق الموجودة في مريضة اضطراب رهاب اجتماعي كاضطراب مواكب ... يبدأ وصفك الاكتئابي من (أشعر بالضعف وأن ليس لدي القوة لأستمر في الحياة والشعور الدائم بأنني أعيش في قوقعة لن أستطيع الخروج منها) ... وصولا لقولك (أشعر بأني لا أستحق ولن أنجح في حياتي أبدا ولا يمكنني الاستمرار.) ... طبعا بعد أن أشرت إلى أنك عاطلة عن العمل (مع أنه حال كثيرين في بلادنا... وإن كان الصيادلة استثناء لكن مرضك يعفيك من المسؤولية)... كذلك أنت مهددة بنوبات القلق إذا تقدم أي عريس منتظر ... (مع أنه عادي أن تنتاب البنت نوبات قلق عند خطبتها) ... يعني عليك تذكر أن مشكلتك في عدم ثقتك بنفسك وعدم محاولتك تنميتها رغم أنك صيدلانية يعني دكتوره!
إذن واضح أنك في الفترة الأخيرة بدأت تعانين من الاكتئاب الجسيم وهذا تواكب مرضي معتاد لأن استمرار حياتك مع الرهاب الاجتماعي دون علاج من المنطقي أن يؤدي إلى الاكتئاب.
ولابد أن أنوه إلى قصدك من عبارة (لا أواجه مشكلة القلق في المناسبات الاجتماعية)... وأظنك تقصدين إذا كانت بعيدة عن احتمال تقييمك من قبل آخرين.
دواء deanxit فقط قد لا يكون كافيا لأنك ستحتاجين ربما واحدة من الم.ا.س.ا مع برنامج علاج سلوكي معرفي لعلاج الرهاب الاجتماعي.
أخيرا يا "Aws" أنت تعانين من اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي هذا أكيد وربما أيضا من الاكتئاب الجسيم ومعنى هذا أنك بحاجة عاجلة إلى زيارة طبيب ومعالج نفساني.
اقرئي على مجانين:
اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي هل مجرد تواكب
تعريف الاكتئاب
خطة علاج الاكتئاب الأولية
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات