السلام عليكم
أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، أحب فتاة في الصف الثاني الثانوي، منذ أن رأيتها وأنا لا أستطيع إلا أن أفكر فيها دائمًا.. لا أحبها مراهقةً، بل هو حب حقيقي؛ حيث إنني أصلي، وأحفظ عشرة أجزاء من القرآن، كما أنها لا تعرف شيئًا عني، وهي محجبة.. فكيف أصارحها، وما الحل!!
وهل أنا مخطئ في هذا أم مصيب؟
وكيف لي أن أقابلها، وأنا لا أعرف كيف ذلك!؟
30/11/2021
رد المستشار
الأخ الكريم، يخرج شعور الحب - لكونه ميلاً فطريًّا - عن حدود الإرادة في أصل منشئه؛ وبالتالي لا محل لسؤال: "هل أنا مخطئ أم مصيب؟"؛ لأن الخطأ والإصابة إنما تكون فيما فيه إرادة واختيار.
أما إذا كنت تعني بسؤالك هل أنت مخطئ أم مصيب لكونك أحببتها في هذه السن الصغيرة، وأنت تعرف موقفنا من "الحب الأول" في هذه السن؟ فنقول لك: إن مشكلة العاطفة التي تشتعل في هذه القلوب الخضراء البريئة التي لم تعرف الدنيا، أو تحتك بالواقع بما فيه الكفاية بعد، هذه العاطفة تكون غاية في القوة، وغاية في التعامي عن تفاصيل كثيرة، تبدو هامة إذا أردنا لها أن تتجسد على أرض الواقع.
والحقيقة أن مقاومة هذه العاطفة، أو إنكارها على أصحابها من شأنها أن تجعلهم يزدادون تمسكاً بها، وتضعف قدرتهم على مراجعة أنفسهم، والتأمل في هذه التفاصيل التي أقولها لك، هذا التأمل الذي يكون من توابعه –أحياناً- أن يكتشف الشاب أنه لم يكن دقيقاً في تشخيص مشاعره، أو لم يكن موفقاً في اختياره.
أخي الكريم، جميل منك ومفيد لغيرك أن تفرق بين نوعين من الحب: حب حقيقي، وحب مراهقة، وكنا نتمنى أن تشرح لنا أكثر ماذا تعني بهذا وذاك؟
ودعني أسألك: ماذا لو صارحتها؟! فقط ستشغلها أو تجرحك برفضك؛ لأنك تتحدث عن حب يؤدي إلى ارتباط -أنت لست جاهزاً له الآن-، وحتى تكون جاهزاً لمثل هذا الارتباط ليس أمامك سوى أن تحاول التعرف عليها في محيط حركتها العامة، في أنشطة الحياة الاجتماعية المختلفة.
وأن تقترب منها اقترابًا طبيعيًّا في هذا المحيط، ولا يكون هدف هذا الاقتراب إلا أن ترى عن قرب هذه التي تحبها بمجرد النظر، ودون أن تعرفها بما فيه الكفاية، لعلك تجد فيها ما تتصور وتظن؛ فيكون ذلك دافعاً لك لبذل ومضاعفة الجهد في الاستعداد للارتباط بها.
أو لعلك تجدها ليست كما كنت تتصور وتظن، وتكتشف أن ما تكنه تجاهها لم يكن حبًّا حقيقيًّا، ولكنه كان مجرد تعلق رومانسي، أسقطت فيه تصوراتك عن فتاة الأحلام على هذه الفتاة التي ليست كذلك بالنسبة لك ولظروفك.
في كل الأحوال.. تمهل ولا تتعجل في تقرير أن هذا هو الحب الحقيقي، أو في مصارحتها بمشاعر قد تتغير بعد حين، وأعط نفسك فرصة للاقتراب منها - في المحيط العام - لتراها أوضح، وتتأكد من مشاعرك، وإياك وما يمكن أن يجعلها تنفر منك، ومن قبل ذلك ومن بعده، راقب الله، الذي أسأله أن يكتب لك الخير حيث كان، ويرضيك به.