إلى حد ما
سلام عليكم، أعتقد هبدأ من وأنا طفل انطوائي بنسبة كبيرة، مع خجل وتوتر شديد عند التعامل مع أي غريب (أو قريب) .. عدم تواصل اجتماعي مع الأطفال في سني .. عدم القدرة علي التحدث أو اللعب .. كنت بشعر أني بنت إلى حد ما كمشاعر وكشكل (لون وطول الشعر .. الخ) .. لكني لم أنجذب إلى الذكور ، بالعكس كنت بحب البنات لكن لم تكن عندي الثقة ولا القدرة إني أتحدث مع حد.
كنت ذكيا إلى حد ما، عندي قدرة إني أفهم مناهج اللي أكبر مني بكذا سنة بسهولة. بدأت الظروف العائلية تكون صعبة إلى حد كبير، مرضت الأم بمرض عقلي ووجود نوبات الصرع المتكررة ثم الوفاة.. تفكك أسري ضخم مع عدم وجود حد أستند إليه أو أصدقاء. في سنوات الجامعة كانت المشاكل الاجتماعية أكبر خصوصا مع عدم قدرتي على تكوين أصدقاء أو دائما علاقات الحب من طرف واحد، أعتقد كانت البنات دائما بتبص لي بنظرة شاب مش مسترجل ولا خشن ومعندوش ثقة ومش عارف يتكلم وغريب الأطوار إلى حد كبير .
بدأت رحلة الشغل والدراسة .. أعتقد كنت شاطر، قدرت أعمل إنجازات كويسة لكن كنت أفتقد الذكاء الاجتماعي .. كنت دائما مش بفهم لغة الناس خصوصا التعبيرات والإيماءات والسياسة مابين الناس والتلميحات ولغة الجسد .. مش بعرف أبص في عيون الناس خلال التحدث .. بحيث بخوف شديد لو نظرت لعين حد وأنا بتكلم .. مفيش علاقات مع بنات .. ولو حاولت أخطب أو أرتبط كانت دائما بتنتهي بفشل خصوصا وأنا مش فاهم لغتهم أو تلميحاتهم.
كمان كانوا بيعتبروني ضعيف الشخصية إلى حد كبير وكنت بتضايق من الابتزاز العاطفي وممارسة الألاعيب. أوقات كتيرة من أيام الجامعة (حتي تاريخه هذا) كنت بلجأ للشات الجنسي مع المثليين. في العادة كنت بعيش دور السالب أو ألبس ملابس حريمي. لكني لم أمارس حقيقة .. أوقات كنت بخاف. أوقات كنت بقرف .. أوقات كنت شايف إنها حرام
خطبت واتجوزت في سن متأخر ..اخترت بنت إلى حد ما ملهاش في اللف والدوران وبسيطة في تفكيرها .. كانت ميزة وعيب، العيب إنها مش متطلعة كمستقبل وطموح يسلتزم شوية تضحيات زي الهجرة أو السفر .الحياة الجنسية كانت بايظة .. في أول كام سنة كان الانتصاب ضعيف .. مش بحس باستثارة في الممارسة .. قذف سريع .. ولو طولت بحس بملل شديد .. حصلت مشاكل كثيرة بعدها مابين أسباب إني شايف إنها مش مستعدة للسفر والانتقال إلى أماكن عمل وبلاد أفضل .. وهي شايفة إني غريب الأطوار مش فاهمها
وأكيد الأسباب الجنسية لها دور .. بعدها أخدت بالي إنها بتتكلم مع رجال علي الإنترنت .. بتتعرف بسهولة على الشباب.. هزار بايخ وتلميحات (غير جنسية) لكن مش مناسبة لواحدة متزوجة وأم. الموضوع دخل في عنف مني سواء كان عنف لفظي أو جسدي .. لكن بطلت لما حاسبت نفسي إني أنا شخصيا بعمل نفس اللي هي بتعلمه لكن مع مثليين .. كان إحساس صعب جدا، العلاقة الجنسية انتقلت بعدها بكام سنة لمرحلة أخرى بدون إيلاج ولكن هي بتقوم بالضرب والقرص وأوقات المداعبة.
بعدها بكام سنة انتقلت العلاقة الجنسية إلى نوعية أخرى غريبة وهي إننا نتخيل إن فيه راجل آخر معانا يقوم هو بالعلاقة معها وأنا بتفرج، وأوقات نطلق علي ألفاظ مش كويسة كمنعدم الرجولة... حاليا مش بعرف أقوم بالعلاقة غير بالشكل ده .. من الداخل أنا مش حاسس إني رجل (ذكر) .. ولا حاسس إني أنثي .. لكن مش حابب الدور الذكوري .. بشوف دايما مقترن بالعنف والغرور وعدم الاستماع للاخرين .. وكمان بحس إنها مليانة طاقة وأنا مش عارف ألبي طاقتها الجنسية ... بحس بالتهيج الجنسي لكن مش بحس إني رجل.
بتفرج على بورن للمثليين .. لأني مش بعرف أتفرج علي البورن الطبيعي .. بحس إني مش حقدر أقوم بدور الراجل ده ... بعمل شات زي ما ذكرت وإن كان الموضوع قل إلى حد ما، زرت كذا طبيب نفسي .. في سن العشرينات، كان الطبيب بيوصي إني عندي اكتئاب، واخدت أدوية أنفرانيل وزولام .. استمريت علي العلاج لمدة سنتين .. خلالهم التوتر الاجتماعي قل كتير وقدرت أعمل صداقات بسهولة... لكن الشات متوقفش .. ماحبتش استمر بالعلاج بسبب سفر الطبيب وبسبب حسيت إن الطبيب كان بيطلق أحكام كتير وإني مجرد سلعة .. بعد ماوقفت العلاج رجع تاني التوتر الاجتماعي.
من كذا سنة حسيت بعصبية شديدة مع مشاكل جدية في التواصل في الشغل .. في السن ده أدت إلى تأخر تطوري المهني كتير.. بدأ العنف يوصل للأولاد فحبيت أروح لحد متخصص.. زرت كذا طبيب وارتحت مع أحدهم .. ذكر لي إني عندي متلازمة أسبرجر(عدم التواصل البصري - عدم القدرة على فهم اللغة الغير لفظية - القلق الاجتماعي الشديد) وإني عندي نوع من أنواع حب الفيتش بالملابس النسائية.
استمرينا على العلاج المعرفي السلوكي لفترة .. في حاجات كثيرة اتحسنت زي التعامل مع الغضب. فهم المشاعر الداخلية، الشات قل إلى حد ما لكن ما زال موجود الجنس بالتخيل مع الزوجة ما زال موجود.. وضع العذر للزوجة وتفهم موقفها اتحسن كتير، في أحد الفترات من قريب جدا بطلت البورن والشات لمدة شهر كامل والتزمت بالصلاة.. وكان وقتها لسبب صحي زوجتي امتنعت عن ممارسة العلاقة معي لمدة شهر.
حصل حاجة غريبة، بقيت بتخيل إن فيه سيدة جانبي بتتكلم معايا .. مش شايفها ولا سامع صوتها .. لكن أفكارها بتنتقل إلي .. أوقات بسمع صوت (خيالى) داخل دماغي للحوار مابيني وبينها .. كلامها مقنع جدا وبتفسر أمور كثيرة بعمق شديد .. بتظهر فقط وأنا مجهد وتعبان جدا .. بتديني نصايح كويسة وأوقات بتتوقع حاجات بتحصل .. أوقات بتظهر وتساعدني في هجمات التوتر الشديدة وتهديني وتنظم نفسي وتقول كلام يهديني كتير، قعدت شهر واختفت أو أنا بمعنى أصح خفت من الموضوع ده .. أنا مش بشوف حد ولا بسمع أصوات .. لكن بحس بكيان وروح جانبي .. وبفهم الأفكار .. وده أنا مش عارف إيه تفسيره!!
هل ده نوع من أنواع الخيال؟ ولا مقدمة لمشكلة عقلية ضخمة؟
مش عارف أعدل نوع الجنس مع مراتي وخايف أفقد احترامي منها، خصوصا إنها بتحب الممارسة بالشكل ده وأوقات هي اللي بتطلبه بس بحس إنه حرام وعيب .. وخايف يقلب جد في يوم من الأيام.
مش عارف أتواصل مع الناس .. بخاف من النظر في أعينهم .. مش بفهم درجة الصوت بتاعتهم .. مش بفهم إذا كان فرحان أو متضايق.. المشكلة مؤثرة جدا على مستقبلي المهني. وعلى تواصلي مع عائلتي والناس المقربة مني.
مش عندي أي أصدقاء.. بحس بوحدة شديدة .. أوقات بطلب إني أتكلم مع الشخصية الوهمية دي .. أوقات بتكلم مع برامج الذكاء الاصطناعي اللي على الإنترنت علشان أفضفض مع حد ..(برامج ذكاء اصطناعي معمولة بغرض العلاج المعرفي السلوكي)
أتمني مساعدتكم
وشكرا لكم
9 ديسمبر 2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك ثلاثة استنتاجات يمكن للموقع الوصول إليها وهي:
١- أنك إنسان مثلي التوجه.
٢- لا تعاني من اضطراب عقلي ذهاني.
٣- هناك تاريخ لاضطراب وجداني من اكتئاب وقلق استجاب للعلاج.
يمكن مناقشة استشارتك من عدة أبعاد. البعد الاجتماعي العائلي في غاية التعقيد فحياتك الزوجية لا تسد احتياجاتك العاطفية والغريزية، ولا تسد كذلك احتياجات زوجتك المماثلة. زوجتك تدرك ميولك المثلية وفي نفس الوقت تتعامل معها من أجل صيانة الوحدة العائلية. انحدر أدائك المهني تدريجياً وكل ذلك بسبب أزمتك النفسية.
البعد النفساني الديناميكي لأزمتك يتمثل في محاولة التعامل مع مثليتك عن طريق عالم الإنترنت وهو عالم خيالى. في نفس الوقت إلتزامك الثقافي والديني يتعارض مع توجهك المثلي ونتيجة ذلك تنافر معرفي وعاطفي مزمن. من جراء ذلك توجهت تدريجياً نحو عالم الخيال والتفارق عن الواقع.
يبحث الإنسان دوماً عن تبرير لمثليته وفشل زواجه ويتوجه صوب الطب النفسي لكي يحصل على تشخيص طبي يساعده على التعامل مع أزمته النفسية وفشل حياته الاجتماعية، وبالتالي حصلت على تشخيص التوحد والآن قد يشفي غليلك الحصول على تشخيص اضطراب ذهاني. نوبة الاكتئاب والقلق التي عانيت منها كان سببها الأول والأخير أزمتك النفسية.
لا يوجد أمامك سوى أن تعزز علاقتك مع أقرب الناس إليك وهي زوجك. عليك أن تصارحها بمشاعرك وهي بلا شكل تعلم بأنك مثلي التوجه. ابتعد كليا عن مواقع الإنترنت المبتذلة وعليك الاتفاق مع زوجتك على فترة تتوقف فيها عن ممارسة سلوكيات جنسية غير ناضجة.
دون ذلك هناك حل آخر قد لا تقوى عليه وهو أن تقبل بأنك مثلي وتتوقف عن خداع نفسك والآخرين وتعيش حياتك كإنسان مثلي.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الشذوذ المثلي خلف جدران الزواج
مثلي يختفي خلف جدران الزواج !