السلام عليكم
الحمد الله الذي نستعين به والذي جمعنا بكم لمساعدتنا إن شاء الله
أنا شاب اسمي حسن أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من الوسواس القهري مند 6 أو 7 سنوات تقريبا. قبل سنة 2015 كانت حياتي عادية أتوضأ وأصلي لم أكن أكترث لشيء من الوساوس لكن في يوم الثلاثاء أو الأربعاء كانت لدي حصة التربية الإسلامية وكان موضوعها حول الصلاة الصحيحة وأخبرنا الأستاذ أنه يجب التأكد من صحة كلمات السورة التي نقرؤها أثناء الصلاة .
وعندما رجعت للمنزل وبالضبط في صلاة المغرب أي بعد الحصة مباشرة بدأت في قراءة سورة الملك تم تذكرت كلام الأستاذ فبدأت أتشدد في نطق الكلمة (هل قلتها صحيحة /هل نطقت جميع حروفها ....) بعدها بفترة ليست طويلة أصبحت لا أستطيع الصلاة لوحدي (أي أني أطلب من أحد أفراد أسرتي متابعة الصلاة معي ويذكرني هل نسيت شيئا (التشهد ونطق كلمات والركوع والسجود)...) لكن هذا أثر في كثيرا بحيث لم أعد أستطيع القراءة سرا.
حتى وصل بي الأمر إلى إسكات جميع من في المنزل بما فيهم أسرتي وجميع الأجهزة التي تحدت صوتا حتى أكمل الصلاة بصعوبة وبعد مرور سنتين انقطعت عن الصلاة لأني لم أعد أحتمل وبعدها رجعت للصلاة في 2019 وبقي معي نفس المشكل بل حتى إن حالتي تطورت كثيرا فأصبح لدي وسواس الطهارة.
بعدما أخبرتكم الطريق الذي سلكه الوسواس إلي سأعرض عليكم جميع وساوسي من دخول الخلاء إلى إنهاء الصلاة :
1- عندما أريد دخول الخلاء أنظف المكان كاملا تحسبا لوجود نجاسة وأثناء الوضوء (أثناء التبول) أشك أن رذاذ البول تطاير على ركبتي وساقاي وفخدي وبطني وقدمي من الخلف وعندما أنظف ذكري أحس أنه تطاير علي البول من جديد فأغسل يداي وأملئُهما بالماء وأصبه فوق ذكري فيرتد الماء الذي سكبته من أرضية الحمام إلى جسمي فأغسل ركبي وساقاي وفخدي لمدة طويلة وعند الانتهاء من الاستنجاء أحس بخروج نقطة بول فأنظف ذكري وأصب عليه الماء من جديد فيرتد علي الماء وأعيد كل شيء من جديد (دوامة غير متناهية) وهذا يحدث معي عند كل وضوء ولا أعاني من شيء (سلس البول) وعند خروجي من الخلاء أستغرق وقتا طويلا في صب الماء على أصابع قدمي ووسط رجلي وساقاي (خارج الوضوء) بعدها أتوجه لإكمال الوضوء.
2- عندما أبدأ الإقامة للصلاة أشك هل نطقت بشيء خاطئ فأضطر في بعض الأحيان إلى تجاوز الأمر وعند البدء في القراءة لا أستطيع القراءة سرا فأضطر إلى إعادة قراءة السورة حتى أسمعها واضحة ومنطوقة بشكل جيد
3- كما أنني أعاني من عدة وساوس أهمها ::
- الإحساس المتكرر بخروج نقاط البول.
- كثرة الجنابة (خاصة خلال هذا الأسبوع رغم أنني لا أشاهد أي شيء إباحي) وبسبب هذا أضطر إلى الغسل كثيرا ومع وجود هذا الوسواس يصعب علي الأمر كثيرا من حيث تغيير الملابس والاستحمام (مثلا أبقى أغسل في مكان حتى يحمر أو أصيب نفسي بخدوش من شدة التنظيف.)
- أصبحت أخاف دخول الحمام من أجل التبول.
الاستفسار:
1- هل إذا شككت أنه خرج مني نقطة بول وأصابت ملابسي ولمست شيئا ما هل يعتبر نجسا؟
2- عدة مرات تأتيني أفكار ومشاهد إباحية وأشك أنه خرج مني شيء هل أبحث في ملابسي أم لا ألتفت إلى هذه الأشياء؟
3- دائما أحس بأني فعلت شيئا نجسا وأنا على نجاسة فماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟
سؤال مهم بالنسبة لي:
1- قبل يومين كنت على جنابة وأثناء الغسل شككت هل خرج مني ريح أم لا (لم أعرف حقيقة أم وهم أم أني كنت صببت الماء علي) لكني أكملت غسلي ولم أتوضا في الأخير (لأنه يصعب علي الوضوء وأخاف تطاير رذاذ البول وارتداد ماء المرحاض علي) فلجأت إلى التيمم.
2- أتوضأ فقط في الصباح لما أجد من مشقة فيه لأنه يأخذ مني أكثر من ساعة وقدمي وساقي يؤلماني وأنا جالس لذلك أتيمم لصلوات أخرى هل فعلي صحيح؟
الغاية من طرح سؤالي: بعد صراع مع هذا الوسواس لمدة 6 سنوات أحس بأني انهزمت وكشفت جميع خططي وتسلق الوسواس جدران قلعتي فأصبحت عبدا لنفسي ولوساوسي بعدما كنت ملكا لنفسي وقاهر وساوسي.
أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلتي لأني أصبحت أفضل الموت على حالي هذا،
وجزاكم الله خيرا، آسف على الإطالة.
9/12/2021
رد المستشار
الابن الفاضل "حسن إعطيط" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات موقع مجانين.
نعلق أولا على القسم الأول من استشارتك والذي وصفت فيه الطريق الذي سلكه الوسواس إليك ... نقول أولا أن المشكلة ليست في الطريق لأن طريق الحرص على أداء الصلاة طريق يمشيه كل المصلين، وكان في الفصل معك عدد لم تذكره من الزملاء سمعوا توصية الأستاذ ولم يوسوس سواك ... فهل لأن الوسواس جاء لك وحدك ولم يكن لديه وقت ليمر على زملائك؟
لحقيقة أن هذا النوع من الوسوسة المتعلقة بإحسان الصلاة أي أن تراقب نفسك أثناء الصلاة يخطر على بال أغلبهم وربما يبدؤونه ثم تأخذهم أفعال أو أقوال الصلاة وينسون مراقبة أنفسهم أما أنت فلا لا تنسى بل تستمر مراقبا نفسك (أي أنك تصلي تحت تهديد الخوف بالخطأ) فتكون النتيجة ما رأيت ... حتى تفقد الثقة في قدرتك على مراقبة نفسك فتستعين ببدائل خارجية لتؤكد لك ما يفترض أنك الأولى بمعرفته من ذاتك... ثم تفقد الثقة في قدرتك على تركيز التركيز واستمراره أثناء الصلاة بسبب أي ضوضاء تافهة ... فتفرض على الجميع التزام الصمت وإسكات أي صوت لتستطيع الصلاة ... ثم أنت تشك ولا تثق في إحسانك الصلاة رغم تحقق ما تفرض من شروط... فأي مسكين أنت يا "حسن".
إذن تفاعلت معلومة سمعتها من أستاذك مع حرصك المفرط ومعاييرك الصارمة التي وضعتها للعبادة فسهلت للوسواس أن يعبث بك طويلا ... ومن المؤكد أنك خلال تلك السنوات السبع سألت عن الواجب عليك فعله كموسوس لكنك لم تأخذ بما رخصوا لك... حتى تدهورت حالتك كما يظهر جليا في القسم الثاني من رسالتك والذي بدأت أجزائه بتفصيل وساوسك وقهورك من دخول الخلاء إلى إنهاء الصلاة.
أنت في البداية تخالف الشرع مخالفة صريحة حين تدخل الخلاء (أنظف المكان كاملا تحسبا لوجود نجاسة)... التنظيف تحسبا هذا اسمه تنطع أو تعمق ... الأمر الشرعي لكل المسلمين هو تنظيف أو تطهير النجاسة التي تفرض نفسها على الإنسان وينهى عن التفتيش وعن الحكم بالتنجيس بناء على شك!! أي ينهى عن التطهير تحسبا... وكل ما سبق هو الواجب على المسلم الصحيح...
أما أنت سامحك الله فقد عفا الله عنك وما زلت تأبى!!... عفا الله عنك لأن الوسوسة تسقط التكليف في موضوعها، ولأن هناك في المغرب العربي حيث أنت تعيش يا سيد "حسن" فقها يسمى الفقه المالكي وفيه تخصص للموسوسين... ومن ضمن ذلك أن الموسوس لا يجب عليه تحري النجاسة وإنما يسن فقط ... والمعروف أن الموسوس ينهى عن فعل بعض السنن درءًا للوسوسة مثل سجود السهو الذي لا يسن للموسوس.
ثم أنت بعد التدحرج مع الوسواس في عبثية التطهر التي تسميها استنجاء تنهي استعدادك للوضوء مبتدعا (عند خروجي من الخلاء أستغرق وقتا طويلا في صب الماء على أصابع قدمي ووسط رجلي وساقاي (خارج الوضوء) بعدها أتوجه لإكمال الوضوء) ... إذا سألتك هنا لماذا تفعل هذا يا "حسن" ستقول احتياطا والاحتياط واجب؟ فأسألك هل هذا من السنة النبوية الشريفة؟ فتقول لا إنما أحتاط لنفسي فأقول لك : الاحتياط واجب إذا وافق السنة فإذا خالف السنة فالاحتياط هو ترك هذا الاحتياط... والنتيجة النهائية والطريقة العلاجية لكل هذا... هي: وسواس الاستنجاء : ممنوع التفتيش مندوب التطنيش !
نأتي بعد ذلك إلى فقرة 2 من دخول الخلاء إلى إنهاء الصلاة، فأنت في فخ مراقبة نفسك وأنت تصلي ما تزال وترفع صوتك بالقراءة في الصلوات كلها ما تزال، وستجد مشروحا كيف يصلي الموسوس في إجابة: الشك .. ككل وساوس الصلاة استعارة القطار أحادي الوقوف.
ثم إلى الفقرة 3 : أعاني من عدة وساوس أهمها :
--1-- الإحساس المتكرر بخروج نقاط البول.
--2-- كثرة الجنابة وتكرار الاغتسال والإفراط في الغسل حتى التأذي.
--3-- أصبحت أخاف دخول الحمام من أجل التبول.
ما هذه إلا التجليات المعتادة لوسواس النجاسة والتطهر... الإحساس بخروج شيء عليك إهماله كليا حتى لو صح فحكمه حكم الوسواس (لا تكليف) أما كثرة الجنابة فسببه غالبا حكمك على نفسك بالجنابة لأسباب غيرها أو بناء على شك... اقرأ وساوس الاغتسال والجنابة يقينا واحتياطا !، وأما الخوف من دخول المرحاض للتبول فهي التطور الطبيعي للحالات المماثلة.
ثم نصل إلى الاستفسار وأجبناك بأن عليك تجاهل ما يخرج بعد انتهائك من الاستنجاء... وحكمه أنه لا ينجسك شخصيا فهل ما زلت تسأل هل إذا (أصابت ملابسي ولمست شيئا ما هل يعتبر نجسا؟) طيب أنت لا تنقل النجاسة يا حضرة الموسوس .. ولا تبحث في ملابسك عن علامات للنجاسة عليك عدم الالتفات ... وأما قولك (دائما أحس بأني فعلت شيئا نجسا وأنا على نجاسة فماذا أفعل؟) فالرد عليه تجاهل هذا الإحساس لأنه لن يزول إلا إن هداك الله وحصلت على العلاج.
ونصل إلى (سؤال مهم بالنسبة لي)... وفيه تسأل (شككت هل خرج مني ريح أم لا) وقد أرشدناك أعلاه إلى أن عليك إهمال كل ما يخرج ريحا كانت أو نقطة أو قطرة... وغسلك يكفيك عنه الوضوء... وأما مسألة أن تتيمم والماء متاح لأنك موسوس فغير ممكن ولا متاح مع الأسف إلا في حال استحال العلاج... أما ما تفعله أنت فهو محاولة التخفيف من المعاناة مع الإبقاء على المرض... والمفارقة يا "حسن" أنك ترفض الرخص التي لك بداية وهي عدم تكليفك بموضوع وسواسك ... لتطلب رخصة ليس لك وهي التيمم في وجود الماء... ونحن طبعا لا نعطي فتاوى وإنما آراء طبنفسية واللجوء إلى التيمم وإن أراح الموسوس ووفر الماء إلا أنه في جوهره يعد تحاشيا للماء أي اختيارا لعدم التعرض وهذا ينافي العلاج السلوكي المعرفي الصحيح للوسواس القهري.
وأخيرا نصل إلى الغاية من طرح سؤالك .. وقد أسعدنا لجوئك لنا.... كبداية لتعرف كيفية الخلاص من معاناتك... وتتوقف عن المكافحة الشخصية للوسواس القهري وقد أضعت فيها سنوات ... مبتدئا رحلة العلاج الطبنفسي لكننا لا نقدم العلاج الكامل على صفحات مجانين ولابد لك أن أردت تعافيا بإذن الله من التواصل مع طبيب ومعالج نفساني متخصص.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.