السلام عليكم..
بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع والمتميز. أستشيركم في أمر أختي التي كانت طالبة نجيبة في قسم الطب وعلى مشارف إنهاء دراستها، وفي ليلة كانت مناوبة في المستشفى، وفي غرفة العمليات أصبت بانهيار نتيجة التعب والسهر والحفظ والدوام الليلي، وكذلك من المشاكل التي تحدث مع صديقاتها بالسكن والمستشفى، وضغط الوالدة عليها للزواج بشخص لم تكن مقتنعة به.
وبعد هذا الانهيار عالجناها بالرقية وطب الأعصاب، ومن ثم تزوجت، ولكن عدم تفاهمها مع الزوج وأهله، وعدم تفهمهم لرغبتها في إتمام دراستها، وضغوطات عائلته، أصيبت بانهيار آخر، فبدأت تحطم الأشياء بمنزل زوجها لتنفس عن الضغط، فطلقها، فانهارت تماما، وبعد إدراكها ورؤيتها لورقة الطلاق التي كتب فيها أن زوجته مريضة نفسيا، وأنها تعاني من نوبات عصبية، أصيبت بانهيار آخر.
ومنذ ذلك الحين وهي تعيش في عالم ليس عالمنا، فهي تتأرجح بين فترات تكون فيها خاملة ومرهقة، وتنام أياما متتالية دون استيقاظ، ما عدا للأكل القليل أو قضاء حاجتها، وتعاني من التبول اللاإرادي، كما أنها تبقى بدون أخذ حمام لشهر أو أكثر، وترتدي ملابس غير متناسقة، ولا تجلس مع العائلة، ولا تتكلم مع أحد.
والشيء الذي أقلقنا أنها أحيانا أخرى تصبح في منتهى الحيوية، وترقص بدون سبب، وتضحك بدون سبب، وتتكلم كلاما غير مفهوم، إذ أنها تنتقل من كلام إلى كلام دون ارتباط في المعنى، وعندما نسألها؛ تجيب بموضوع آخر خارج السياق. وتأتيها نوبات على فترات تتراوح بمعدل مرة في الشهر أو الشهرين، وتتمثل في انهيارها التام، بحيث تهلوس بكلام غير مفهوم، وتقول لنا بأنها تسمع أصواتا، وتعاني من وساوس بخصوص الكهرباء والغاز، وتحرص على إطفائها.
وقد تبقى بدون نوم ليومين متتاليين، وخلال النوبة تبحث عن أي منفذ للخروج من المنزل، وفي بعض الأحيان تتحدث عن أشخاص تفكر في السفر إليهم، ولكنها لا تعرف هؤلاء الأشخاص ولا نعرفهم. وهي الآن تتعالج لدى طبيبة أعصاب، وأعطتها دواء ترانكزان، ولكنها لا تريد أن تتناوله، وتقول أنا طبيبة وأعرف الآثار الجانبية للدواء، ولكنها لا تمانع من أخذه أثناء النوبة عندما تكون بغير وعيها.
البعض نصحنا بعشبة القديسين، والبعض نصحنا بالطبيب النفسي، والبعض الآخر نصحنا باللجوء إلى راق جيد، لأنّ ما بها سحر حسب قول بعض الأقارب.
الرجاء أن تنصحونا وترشدونا للحل المناسب
وشكرا لكـــــم.
08/12/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
التشخيص الدقيق لا يتم إلا عن طريق مراجعة استشاري في الطب النفسي ولكن ما هو واضح في رسالتك هو:
١- تعاني الأخت الفاضلة من اضطراب ذهاني مزمن يتميز بأعراض موجبة وسالبة في نفس الوقت مع تدهور الأداء المعرفي والسلوكي.
٢- هناك أعراض موجبة مزمنة واضحة مثل الهلاوس والوهام وارتباك التفكير.
3- هناك أعراض سالبة في غاية الوضوح مثل عدم الاكتراث بنظافتها.
٤- هناك نوبات عدم توازن وجداني.
التشخيص الفارقي هو:
١- فصام مزمن.
٢- اضطراب وجداني فصامي مزمن.
في جميع الحالات لا بد أولا من السيطرة على الأعراض أعلاه ويتم ذلك إما عن طريق علاجها بعقاقير تتناولها على شكل أقراص أو علاجها قسراً بحقن مضادة للذهان. بعد أن تتحسن حالتها وترتفع درجة بصيرتها هناك الحاجة لاستمرار العلاج لفترة طويلة وتأهيلها نفسيا واجتماعياً.
الطبيب المعالج هو الذي يقرر العلاج وليس مواقع الإنترنت.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
فصام أو فصام وجداني مزمن !
اكتئاب جسيم ذهاني أو فصام وجداني