تحياتي لكم أولا
لدي استشارة وأرجو أن يتسع صدركم لها، عمري 29 عاماً – عازب – أعمل بوظيفة أحبها وأعيش وسط عائلتي في رضا تام بما حققته في حياتي، وعلاقاتي الاجتماعية جيدة ولا أقصر في حق نفسي من متع الحياة وأحمد الله على توفيقي لذلك.
منذ 8 سنوات في سن 21 سنة أصبت بنوبة هلع فجائية بدون سبب كنت وقتها مع أصدقائي واستأذنت للذهاب للمنزل عند الشعور ببوادرها حتى إذا ما وصلت للمنزل بعدها بعدة دقائق كانت قد وصلت بي الحال إلى الجنون حيث كنت لا أستطيع أن أجلس وأجري ذهاباُ وإيابا مع الشعور بالاختناق والدوخة وقرب الموت حتى اضطرب قولوني وكنت في حالة يرثى لها حتى الصباح.
ذهبت لتشخيص حالتي في الصباح التالي مع عائلتي ولكنني لم أحكي للطبيب عن الأعراض النفسية خوفاً من ردة فعل منهم قد تؤدي لتفاقم حالتي فتضعف علاقتي بهم واكتفيت بأن أوصف له الأعراض الجسدية فشخص حالتي بالقولون العصبي ولكن كل يوم بعدها كنت أعاني من نوبات قلقية شديدة تدفعني لحافة الجنون مع وجود أعراض جسدية مثل التعب الشديد والإعياء وزغللة العين والشعور بنبض شديد وتنميل في مؤخرة الرأس وتيبس في عضلات الكتف والذهاب للحمام للتبول أكثر من 5 مرات بالساعة.
ومع كل متابعة مع الطبيب الباطني كنت أشكي له استمرار الأعراض وعدم تجاوبي لعلاج القولون ولكن عندما كان يقرأ مؤشراتي الحيوية ويطمأنني أنني سليم ولا يوجد بي علة كنت أشعر بتحسن فوري للأعراض لدرجة أنني كنت أذهب للمتابعة فقط لكي يطمأنني, استمرت الأعراض لمدة سنة تقريباُ وكانت سنة مؤلمة لن أنساها خلالها تنوعت الأعراض وتباينت بين قلق وفزع واكتئاب ولكنها تلاشت في النهاية كأنها لم تكن طول السنوات الماضية.
حتى نهاية رمضان الماضي كنت أشعر بنفس التنميل في خلف الرأس أحيانا مصحوب بمزاج متهيج ومضطرب بعد فنجان قهوة ولكن سرعان ما كان يتلاشى, كنت أشرب 3 أكواب قهوة يومياُ وددت أن أذكر هذه المعلومة لعلها تفسر سبب الانتكاسة حيث أنه منذ 6 أسابيع أصابتني نوبة هلع فجأة ليست في عنف النوبة الأولى ولكنها كانت شديدة الأعراض الجسدية مثل النبض المتسارع العنيف والاختناق بعد فنجان قهوة ولم أشعر بالتحسن بعدها بأسبوعين حيث وجدت صعوبة في التركيز في العمل والتفكير بإيجابية وفقدت شهيتي وأصابني الأرق.
فذهبت لطبيب نفساني وقد شخص حالتي بنوبات الهلع والقلق وقام بوصف باروكسيتين 20 قرص في الصباح يومياً وإنديرال 10 قرص في الصباح والمساء ولكن صدمت عند البحث على دواء باروكستين بأنه قد يسبب أعراض انسحابية شديدة في حالة عدم متابعة استخدامه بطريقة صحيحة فصرفت النظر عنه واستلهمت الصبر وقررت أن أتجاهل الأعراض حتى تتلاشى مثل المرة الأولى.
ولكن مسؤوليات الحياة في هذه الفترة كثيرة والنوبات وإن كانت أخف وطأة جسدياُ الآن بعد 6 اسابيع فلا أعاني إلا من فقدان الشهية بصورة متوسطة والأرق في بعض الأيام إلا أن التفكير الإيجابي يصبح صعبا أحياناُ ويدفعني للشعور بالهرب وأجد صعوبة في البقاء في مكان واحد ولا أطيق الملل حيث أنه يدخلني في دوامة من التفكير المرهق السلبي (مثال: ستزداد حالتك سوء إن لم تفعل شيء وستضطر أن تترك عملك)
هذه الأعراض يصعب إخفاؤها أحياناُ وشعور فقدان السيطرة يهيمن ويجعلني أفكر طول الوقت في الخلاص من محنتي بأي ثمن وأخاف أن أنسى كيف كنت أقضي يومي الطبيعي وأستمتع بحياتي فعقدت أمري على استشارتكم حيث أنه لا يوجد أطباء أمراض نفسية وعصبية غير هذا الطبيب في مدينتي وأنه غير متوفر عند الحاجة للأسف وحدد معي جلسة متابعة بعد شهر ولا أعلم إن كان هذا الإجراء هو الصحيح خاصة مع علاج الباروكستين؟
سؤالي لكم إخوتي:
هل الباروكسيتين هو العلاج المناسب لحالتي؟ هل الباروكسيتين علاج آمن كما وصف الطبيب وهل يسبب أفكار انتحارية ورجوع المشكلة بصورة عنيفة عند بعض الحالات؟ أيضاً ما نصيحتكم للتقليل من حدة الأعراض النفسية التي ذكرتها بدون أدوية إن كان هذا الإجراء صحيح وفعال.
أرجو الرد سريعا
وشكرا لكم
10/12/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
أولاً ما تعاني منه هو اضطراب نفسي يتميز بنوبات انتكاسة وأعراض قلق شديد واكتئاب. إذا كانت هذه الأعراض لا تؤثر على أدائك المهني والاجتماعي بشدة فعليك بما يلي:
١- تغذية صحية يومية منتظمة.
2- المحافظة على إيقاع يومي منتظم والالتزام بجدول أعمال يومي.
3- ممارسة تمارين استرخاء يوميا وهناك العديد منها على الإنترنت.
4- مشاركة أقرب الناس إليك بالمعاناة التي تمر بها والحديث معهم.
5- رياضة بدنية يومياً.
أما إذا كانت الأعراض تؤثر عي أدائك المهني والاجتماعي ولا تقوى على تحملها فعليك بما يلي:
١- الدخول في علاج معرفي سلوكي ويمكن عمل ذلك عبر الإنترنت هذه الأيام.
2- استعمال العقار الذي وصفه لك الطبيب.
عقار باروكستين كثير الاستعمال ولكن الاستمرار عليه لفترة طويلة وبدون إشراف طبي قد يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية عند توقف استعماله. رغم ذلك فإنه عقار سليم وفعال إذا تم استعماله بصورة صحيحة والأعراض الانسحابية بحد ذاتها لا تظهر في الجميع ولا تطول أكثر من بضعة أيام. كذلك تحدث مع طبيبك عن عدم رغبتك بهذا العقار وهناك أكثر من بديل.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
باروكستين وأميبريد 50 مع بعض ينفع ؟
قلق اجتماعي وباروكستين والجرعة 30
باروكستين والرياضات القتالية