السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتم أملي الوحيد بل الأخير فيما أمر به من أزمة نفسية تعصف بحياتي ومستقبلي وتدمرني نفسيا وعصيبا...
عمري 28 عاما غير متزوجة قد تكون مشكلتي عادية ومثلها الكثير ورددتم على مثلها كثيرا... سأقول لكم وقتها قرأت كل ما كتب عن هذا الموضوع من مشاكل نفسية وصحية ودينية... كل ما كتب عنها من مقالات، دراسات، مشاكل، صور، فتاوى وكل شيء.
مشكلتي هي العادة السرية..."يييييييه تاني" نعم تاني وتالت ورابع إن أقسمت لكم بالخالق العلي العظيم بأنني حاولت كثيرا مرارا وتكرارا للتوقف عنها... أتوب وأرجع أبكي وأقسم ألا أرجع ولكن بلا فائدة
قصتي معها بدأت من قبل البلوغ منذ طفولتي، كنت فتاة بريئة هادئة لا تعلم شيئا عن رغباتها إلى أن تعرضت للتحرش الجنسي من عدة أشخاص من أقارب وغيرهم، هذه التحرشات "السطحية" أججت بداخلي رغبتي الجنسية وأنا لا أعلم ما هي... إلى أن وصلت إلى ممارسة العادة السرية... بلغت وأنا في عمر الـ13 واستمرت ممارستي لها مرارا وتكرارا.
انسقت للمواقع الإباحية... سهرت عليها الليالي... وأنا والله لا أعلم ماذا أفعل كل ما أعرفه أن ما أفعله شيء خطأ كبير... مارستها كثيرا حتى أيام الدورة إلى أن تخرجت في الجامعة عرفت أن ما أمارسه طوال سنوات عمري الماضية هي العادة السرية تعرفت على تشريح العضو التناسلي للمرأة وتعرفت على غشاء البكارة وكل هذا لم يمنعني من التوقف عنها.
لم أتعلم في حياتي استغلال الوقت، لم أتعلم القرب من الله والخوف منه، مع أني والحمد لله محجبة أصلي فرائضي (عدا الفجر) أصوم وأساعد الناس على قدر طاقتي استمرت الأيام وبدأ حبي للاستقرار النفسي ينمو قررت التوقف عنها وبدأت محاولاتي وعدت الله كثيرا أن أتوقف عنها ولكن نكثت عهدي مع خالقي كنت أحلف على نفسي ألا أمارسها أسبوع مثلا يمر الأسبوع وأنا منقطعة عنها ثم أرجع لها مرة أخرى أو حتى قبل أن يمر الأسبوع.
للأسف أنا إنسانة ضعيفة جدا أمام شهوتي ساقتني لما يغضب الله للمواقع الإباحية للجنس عن طريق الشات والتليفون يا الله ماذا فعلت في حق نفسي وفي حق خالقي أتوب وأرجع وأرجع وأتوب أبكي وأشعر أحيانا كثيرا بأن الله غضبان عليَّ... لا يحبني... أبعد قلبي عن الرقة والحنان وحب خالقي وقساه على نفسي وأهلي.
أحيانا كثيرة صرت أقول لنفسي خلاص ماذا أفعل حاولت كثيرا أقول لنفسي خلاص أكيد أنا لست عذراء بعد كل هذه السنين أكيد أنا خلاص خربت لن أستطيع أن أسعد زوجي وأكون زوجة صالحة، لن أستطيع أن أكون زوجة يحبها زوجها، دائما أتخيل ليلة دخلتي وزوجي يقول لي ما هذا أين غشاؤك يقول لي لماذا أنت هكذا باردة؟
كرهت الرجال... نعم كرهت الرجال لأنهم السبب فيما أنا فيه كرهت أهلي لأنهم لم يحافظوا عليِّ ولم يتقربوا مني هل ستصدمون أن تعرفوا أن أمي علمت في مرحلة الجامعة أنني أمارسها نعم قد أخبرتها... فقد شككت في عذريتي يوما وصليت الله واستخرته أن أخبر والدتي وبالفعل فعلت وأخبرتها.
ولم تفعل أمي شيئا غير أنها قالت لي ابتعدي عما تفعلينه فقط، ثم أصبحت تذكر هذا الموضوع من بعيد يعني مثلا عندما نتحدث عن ضعف بصري تقول لي مما كنت تفعلينه في نفسك، أعلم أنها خجلة من أن تفتح الموضوع معي ولكنها والدتي وأنا ضعيفة احتجتها ولم أجدها للأسف.
ممارستي للعادة كانت سطحية عن طريق مداعبة البظر لم أدخل يوما شيئا... الحمد لله فقد قرأت أن الغشاء لا يفض إلا بإدخال أجسام صلبة وهذا فضل من الله علي، ولكن أيضا هذا لا يؤكد لي أن غشائي سليم، خاصة أني تعرضت لحادثة سقوط وأنا صغيرة على حديدة أدت لحدوث تمزق بسيط في الغشاء كما أخبرتني أمي لاحقا... ما رأيكم ممارسة طويلة للعادة وهذا التمزق... ألم يُزل الغشاء؟؟.
سمعت عن الغشاء المتوسع من جراء ممارسة العادة السرية... أقول لنفسي خلاص ما الفائدة من التوقف فقد أصبحت خربانة خربانة أشعر أن فتحة المهبل لدي لم تعد مثل الأول أشعر بتوسع فيها وأعتقد أن هذه الإحساس البنت الوحيدة القادرة على الإحساس به... قرأت في مقالات طبية ومن خلال أسئلتي في المواقع الطبية أن المهبل لا يتوسع إلا من جراء إدخال أجسام في المهبل... لم أدخل شيئا والله، ولكن أحس بهذا التوسع.
البركة منزوعة من حياتي.. من راتبي... أشعر أنني سأفقد عملي في أي لحظة... مرت علي مرحلة من حياتي تعرفت بها على شاب أحبني وأحببته وعدني بالزواج ولكن قدر الله وما شاء فعل... لم يكن نصيبي... هل تصدقون إن قلت لكم إنني في فترة تعرفي عليه ابتعدت عنها تماما لمدة شهرين... نسيتها وشعرت بالأمان معه أحسست أنني أريد أن أسعده أن أكون زوجة مخلصة تسعد زوجها وترضي ربها ولكن للأسف بعد أن انتهت علاقتي به عدت إليها كأنني أعوض نفسي عن نقص عاطفي بداخلي عن أمان أفتقده بحياتي.
ستقولون أين أهلك، أعيش مع أهلي ولكني لا أشعر بالأمان أبدا فأنا أكبر إخوتي وأبي لا يعمل مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقي أشعر بضغط كبير في حياتي إن فقدت عملي لن أجد من أهلي شيئا سوى المنزل إن وقعت في مشكلة مالية "وقد حدثت بالفعل" لم أجد من أهلي شيئا؛ لأنهم لا يستطيعون فحالتهم المادية سيئة واعتمادهم علي وعلى أخي وكله يدوب لا أشعر بالاستقرار والأمان معهم...
كل هذا دفعني للخروج بأي طريقة من الواقع وجرفني للمعصية.. للمواقع الإباحية الشات الإباحي والمكالمات التليفونية، مع كل هذا كنت أدعو الله دائما أنني أحبه أريده، ولكني لا أستطيع... إلى أن تعرفت على ذلك الشاب كما ذكرت آنفا... شعرت أنه رضا من الله وأنه تقبل دعائي ولكن بعد أن افترقنا رجعت لها شعرت بعده عني وعدم زواجي للآن إنه غضب من الله علي أو حب من الله لي لأنه يريد أن يسترني فأنا خربانة ولا أنفع للزواج.
بدأت الآن أرجع لما كنت عليه ولكن لا أريد، نعم لا أريد، والله إني أحب الله أريد القرب منه نحن في رمضان... تخيلوا هذا لم يخجلني من خالقي ولم يبعدني عنها أحاول دائما الاستيقاظ للفجر والله أحاول والحمد لله في آخر كم شهر بدأت محاولتي تنجح وأستيقظ للفجر لأصليه وأحاول قدر الإمكان أن أنام على طهر أحاول ملازمة الاستغفار والدعاء لله أن يهديني ويعينني على الخير والفلاح ويرزقني بالزوج الصالح الذي يعفني ويصونني ولكن هل سيستجيب الله لي؟.
طبعا رسالتي كغيرها... وسترشدني لمقالات أقرؤها، لا أريد أن أقرأ شيئا قرأت الكثير ستقولون كالعادة اذهبي للطبيبة وسأجيب كالعادة لا أستطيع أنا أريد شيئا واحدا فقط أريد الله أريد القرب منه أريد حبه أريد الطهر والعفاف أريد أن أكون فتاة عفيفة، بريئة، قتلوا براءتي، لن أسامحهم والله لن أسامحهم لن أسامح من خدش براءتي.
أريد الحب الحلال أريد الزوج الصالح أريد الذرية الصالحة أريد أن أكون أما صالحة أريد التوفيق في حياتي أريد النجاح أريد أن أكون المسلمة التي يرضاها الله، أريد الراحة النفسية أريد أن أبكي من خشية الله وألا أجعل الله أهون الناظرين إلي أريد توبة نصوحة لا أرجع بعدها للمعصية كيف؟؟ نعم كيف؟؟ أريد أن أخشى الله كأنني أراه؟؟
أعلم أن الله يحب عباده، أحن عليهم من أمهاتهم، يفرح بتوبة العبد ولكن هل يقبل الله العبد الذي يعده ألا يعاود المعصية ويعيدها، يحلف بذات الله ويعيد المعصية آه ه ه ه تعب قلبي والله قتلته المعصية، قتلته القسوة على النفس.
الآن وبعد أن حاولت أن أسرد لكم معاناتي العادية بالنسبة لكم أرجو من الله أن تكونوا أنتم من يقف بجانبي ويعينني ويخوفني من الله ويحسسني بحبه لي، أرجوكم هل أنا سليمة؟؟ أنا بنت مثل كل البنات أم أنني زبالة أستأهل الحرق هل أنا سلييييييمة؟؟ هل سأسعد زوجي الحبيب؟ هل سأكون سعيدة معه؟ أم أنه مثل ما قرأت العادة السرية تؤثر على الزواج وعلى الاستمتاع يعني خلاص ما في أمل؟؟
هل سيعرف زوجي أنني كنت أمارسها من النظر للعضو التناسلي أو عند معاشرته لي؟؟ أحيانا كثيرة أتمنى الموت ولكن كيف أقابل الله ولا أريد هذه الحياة تخيلوا أنني أتمنى أن أدخل في غيبوبة شهور طويلة أخرج بها من هذه الدنيا ومن معاناتي معها ومع نفسي الأمارة بالسوء دائما.
أرجوكم أنتظر ردكم بفارغ الصبر فهي القشة التي أنتظرها أتمنى أن تردوا علي قبل انتهاء رمضان لا أدري لماذا ولكن قد يكون ردكم هو الذي يقودني لله ويقودني للتوبة النصوح التي لا رجعة بعدها رجاء الآخر، لو سمحتم لا تنشروا الرسالة بكل تفاصيلها فأنا خجلة من نفسي جدا وسأخجل أكثر إن قرأ زوار موقعكم ما يحدث لي بيني وبين نفسي.
ثقتي بكم كبيرة
أنتظر ردكم.
6/12/2021
رد المستشار
الأخت النقية:
هكذا أود أن أسميك وأسمي كل فتاة مثلك يملأ الخوف من الله كل كيانها، نعم أنت نقية وعفيفة برغم محاولات الشيطان اللعين ليقنطك من رحمة ربك، أنت طاهرة برغم ما تحاول نفسك أن تهون عليك طهرك لتصفي نفسك بالخربانة والضائعة، أنت نقية في هذا الزمن الذي أصبح داعي الفحشاء يدعو الناس من كل مكان وفي كل وقت. أنت نقية عفيفة برغم كل شيء.
أختي يا من تفطر قلبها من المعاصي من لك غير الله؟ هل تعرفين أحدا غيره يتودد لعباده ليطلبوا منه المغفرة؟ هل تعرفين أحدا غيره سمى نفسه الغفار من أجل ضعفنا؟ أنا لا أعرف غير بابه أقصده دائما مهما ضاقت بي الدنيا، أعرف عنه إنه يقول: "عبدي لو آتيتني بقراب الأرض معصية واستغفرتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالى".
نعم هو الغفور وسعت رحمته عتاة الأرض والجبابرة والعصاة فهل يغلق بابه في وجه فتاة ضعيفة تحبه وترجو رضاه؟ كلا فالله أكرم من هذا الذي تظنينه. لا تجعلي الشيطان يغلق في وجهك الأبواب حتى يهون عليك المعاصي بعد ذلك لتقعي فيما هو أبعد مما أنت فيه، ثقي في رحمة الله والجئي إليه مهما بلغت بك الآثام.
أختي الحبيبة، مشكلتك مع العادة السرية أنت قلت بنفسك عن سببها وهو الفراغ وعدم الأمان الذي تشعرينه وزاده انطواؤك على نفسك وعدم اختلاطك بالآخرين إلا من وراء الشات والتليفون، لقد حبست نفسك في شرنقة هي عملك الذي تساعدين به الأسرة والشات الذي تفرغين أمامه احتياجك وعاطفتك، والآن قد اختنقت من تلك الشرنقة؛ فقد حان الوقت لتقطعي خيوطها ولتخرجي لتري العالم من حولك، العالم الذي يحتاج لمن مثلك من المسلمات الشابات ذوات الهمة والنشاط؛ فهلا قطعت تلك الخيوط فورا لتطيري في سماء الكون الصافية؟.
اخرجي يا صديقتي فالمشكلة ليست في عادة سرية تمارسينها ولا شات إباحي تجلسين أمامه المشكلة في فراغك وتقوقعك داخل نفسك، ولا بد أن تخرجي من تلك القوقعة. انضمي للعمل الخيري من خلال أي جمعية وما أكثر ذلك الآن، توسعي في العلم والمعرفة وحضور جلسات العلم والندوات الثقافية، استغلي جلوسك أمام الكمبيوتر ذلك الجهاز الذي أنعم الله على عباده بمعرفته ليبحثوا في العلم والمعرفة وليطلعوا على الدنيا وما فيها من أسرار ولكن للأسف تحول لجهاز لقتل الوقت واتباع الشيطان.
تقربي من أسرتك فأنت كما قلت الابنة الكبرى؛ فأين أنت من إخوتك الصغار لترشديهم وتعلميهم وخاصة البنات منهم حتى تعوضي إهمال الأسرة؟ أين أنت من أمك لتأخذي بيدها لطريق الخير معك من خلال المساجد وغيرها؟ أين أنت؟.
إنني واثقة إن شاء الله من عذريتك وأنك سليمة وأن ما بداخلك هو وهم وسوسة من الشيطان؛ فأنت كما قلت لم تدخلي شيئا داخلك وهذا يكفى لتكوني سليمة، والاتساع الذي تلاحظينه ربما يكون هو شكل الغشاء؛ فأحيانا يكون الغشاء رقيقا مثل الحلقة حول فتحة الفرج وتكون الفتحة متسعة، وغالبا ما يحدث مباعدة بين الشفرين وتضخم للبظر قليلا في الفتيات اللاتي تمارسن العادة ولكن هذا لا يؤثر على العذرية مطلقا.
أما بالنسبة لسعادتك مع زوجك فاعلمي جيدا أن السعادة الزوجية هي فضل من الله وعطاء يعطيه لمن يشاء من عباده فاجتهدي في الدعاء والأعمال الصالحة التي تجعلك في هذه الآية الكريمة (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة)، فعبادتك وعملك الصالح هو أول سبب لسعادتك الزوجية.
أما عن استمتاع زوجك بك واستمتاعك به فكل ما يحدث أنك ربما تأخذين بعض الوقت للتعود على الطريقة الجديدة في الإثارة، خاصة أنك تعودت على الإثارة الخارجية ولا توجد مشكلة في ذلك؛ فالهدف من اللقاء الزوجي هو الوصول إلى ذروة اللذة سواء بالجماع الداخلي أو من الخارج، وعادة تستمتع الفتاة بالجماع الخارجي أكثر في بداية الزواج لضيق المكان الذي يكون في اللقاءات الأولى. إذن لا يوجد أي سبب لخوفك من ذلك المستقبل.
نصيحتي الأخيرة لك أن تستعيدي ثقتك بنفسك وتخرجي للدنيا وأن تقبلي على الله بكل قلبك طالبة العون منه، وعودي نفسك على الإقلاع أولا من الشات الاباحي والتليفونات بأن تضعي مثلا الكمبيوتر في مكان مكشوف في المنزل وكذلك التليفون، وثقي أنك إذا شغلت نفسك بأشياء جميلة ومفيدة كعمل تطوعي أو نشاطات أخرى فستقللين من تلك العادة وإن لم تقلعي عنها نهائيا فعلى الأقل تمارسينها على فترات متباعدة.
ولا تنسي أبدا الدعاء واللجوء إلى الله ليرزقك الزوج الصالح، ولا تجلسي مكانك في انتظاره بل انطلقي في الحياة بجد ونشاط وعطاء حتى تجدي ذلك الإنسان الصالح، وأخيرا قولي لنفسك دائما عندما يصيبك الهم يا هم إن لي ربا كبيرا. وفقك الله لطاعته وحفظك من شر نفسك وشر الشيطان.
واقرئي أيضًا:
الاسترجاز والذنب والذنب والاسترجاز !
التاريخ العادي لأنثى عربية صغيرة !
الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده