السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر جهودكم المبذولة وأرجو من الله أن يعيننا ويعينكم على حل جميع مشاكل مجتمعنا الإسلامي للنهوض به من هذا الركود الذي نعيشه، ولسد الثغور التي يستغلها الغرب لإدخال السموم إلى أفراد مجتمعنا الإسلامي وتدميره، وأرجو أن يكون ذلك العمل في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
جاء رمضان وقد قرأت موقعكم لأول مرة واستفدت منه في بعض الجوانب ولكن لدي قصة طويلة مفصلة ومليئة بالمشاكل وأرجو أن لا تطول قراءتها عليكم، لكنني كتبتها مفصلة لأنني علمت أن التفصيل في طرح المشكلة يساعد في إيجاد الحل بإذن الله تعالى. وبالرغم من أنني لست جريئا في طرح مثل هذه القضايا لكنني هذه المرة تجرأت في الكتابة لكم لأنني إن لم أكتب لكم فسوف تتأزم حالتي أكثر مما هي عليه.
أنا شاب عمري 22 عاما، نحيف البينة حسن المظهر ولدي أخوان يصغرانني سنا، عشت مدللا في بيت أهلي مع خادمتين أسلمتا فيما بعد في بيتنا. أعيش وحدة شبه دائمة منذ الطفولة، تغربت كثيرا مع الأسرة خارج الوطن وتنقلت في دول الخليج وتلقيت عدة مناهج مدرسية.
كانت أمي تهددني في طفولتي بحرق عضوي التناسلي لفطامه من التبول في الحفاض والفراش وخوفا من غضب جدتي -أم أبي- وقد عودتني عدم التبول واقفا كما يفعل الرجال حفاظا على نظافة الحمام. ولم يكن لدي أصدقاء في المراحل الدراسية سوى في الصفوف الابتدائية الأولى.
كنت دائما (ومازلت) منطويا على نفسي وكتوما، وقد سببت الوحدة لي مشاكل عديدة وفوائد قليلة، أهم المشاكل أنني عصبي وقليل الصبر وغير اجتماعي ولا أستطيع تشكيل صداقات أو زمالات لأنني لا أجيد التعامل مع الناس كما يقول لي من حولي -أقصد الأهل والعائلة- رغم أنني مطيع لأهلي وأحب مساعدة الناس جدا والأطفال خصوصا. وبالفعل فقد فشلت جميع محاولاتي أو ربما كانت تصرفاتي غير اجتماعيه لذا لم أستطع تكوين أي صداقات بالرغم من تفوقي بالمدرسة وحصولي على امتيازات وبراعتي الفنية في رسم الشخصيات الكرتونية والرسم والكتابة والموسيقى والأدب واللغات.
عانيت في طفولتي من وحدتي فكنت أستلقي على بطني في خلوتي وحزني وأتخيل الشخصيات الكرتونية، كنت ناقما من أخي الأوسط الذي يتحكم بي رغم أنه يصغرني وينال الرضا من الناس لكونه أشقر وأجمل مني ولديه صداقات عديدة وكانت ومازالت شخصيته تطغى على شخصيتي، أردت أن أجد مخرجا فانزويت على نفسي ووجدت في التلفاز إعلانات للأدوات الرياضية التي يظهر بها الرجال والنساء في لباس السباحة وكنت أنجذب للرجل أكثر من المرأة.
وكطفل كنت أشاهد أفلام الكرتون والأفلام الأجنبية وأشعر بالضعف في شخصيتي فكنت أعاشر الأصغر مني سننا لأنه لا يوجد أحد يماثلني سنا في عائلتي خصوصا في الغربة، أحببت ابن خالي الصغير وكنت أقبله وهو نائم من خده وفمه عطفا عليه وحبا فيه. كان هذا جزءا من لعب الطفولة. انتقلت في المرحلة الجامعية إلى وطني بعيدا عن أهلي المغتربين ودخلت كلية الهندسة المعمارية ليس رغبة مني بها ولكن ظنا مني أنها تدخل في مجال الفنون. وكنت أفضل أن أدخل كلية الفنون الجميلة ولكن لم يكن في مدينتي هذا الفرع بل في العاصمة البعيدة عنا.
أحببت ابنة خالي في الفترة التي كان يعيش فيها ابن عمي في حب لفتاة من عمره وربما أردت تقليده وتذكرت ابنة خالي وهي فتاة خلوقة خجولة لكنها مسيحية بسبب هجر خالي لها مدة تزيد عن 13 سنة وتسكن في أوروبا مع أمها ولا تستطيع العودة بسبب امرأة أبيها ولكن أردناها أن تسلم.
تخيلت ابنة خالي كثيرا وحبست نفسي ثلاث سنوات جامعية لأجلها وكنت أكتب القصائد لابنة خالي وكأنني أغرق في حلمها وأكتب فقط لنفسي فألفت لها ديوانا، واستمنيت وأنا أتخيلها مرة واحدة فقط مع العلم أنني لم أرها إلا من خلال الصور والفيديو ولكني أذكر والدتها. كان أهلي مترددين في فكرة زواجي. وقد تعلمت لغتين جديدتين لأجلها لكونها لا تعرف العربية وأردت أن أتزوجها ولكن بعد المسافة بيننا كان حاجزا كما أنها لم تعلم أنني أحببتها (أقصد حب الزواج).
ولذا لم تكن تبادلني المشاعر نفسها. وكانت تحبني ولكن لم تعرني أية أهمية حتى لأبيها الذي عاد لها مؤقتا وكان جدي رحمه الله يتمنى أن يزوجني إياها من أجل لم شمل العائلة ولكنه توفى ولم تتحقق أمنيته. فتألمت كثيرا ولم أسمع أخبارها وحاولت أن أنساها فتارة أكرهها وتارة أحبها حتى الآن وهي أصغر مني بثلاث سنوات.
مضت أول ثلاث سنوات جامعية بعيدا عن الأهل وكنت لا أذهب في رحلات جامعية وأكره الذهاب للجامعة بسبب انعزالي لحبي وفشل صداقاتي، فتفاقمت المشكلة، وكنت أمارس العادة السرية في سن 13 سنة وحتى الآن. أحسست بوحدة شديدة وكآبة مزمنة ولا أحد يشعر بي وكنت أسكن مع جدتي أم أبي في بيت صغير ولم يكن طبعي يوافق طبعها وشدتها وحزمها لأنني لم أتعود ذلك في أسرتي، هذا فضلا عن فارق الأجيال بيني وبينها. وقد دخلت مجال الإنترنت من الصغر ووجدت أشياء كثيرة وصورا إباحية للشذوذ وقد لعب التلفاز دوره أيضا وكنت أشتهي أن أكون قويا كالرجال ولم يتحقق لي ذلك على خلاف أخي الأوسط.
أخبرت أبي بأنني أشعر في بعض الأحيان أنني شاذ فلم يهتم لذلك وقال لي هذه فترة المراهقة وعليك بالوضوء بماء بارد. جربت نصيحته لكن لم تنفعني كثيرا وزاد الاستمناء فدفعني ذلك كله إلى انحرافي وشهوتي للرجال بدل النساء. أصبحت أمارس العادة السرية بشكل مزمن وغالبا يوميا مع أني حاولت إيقافها عدة مرات. أشتهي الذكر بدل الأنثى، والغريب أنني كنت في طفولتي أرغب المرأة الشقراء البيضاء ولكن ذلك انقلب إلى حبي للرجل الأشقر من رأسه وحتى قدميه.
عبر الإنترنت تعرفت على أصحاب سوء من مدينتي وكانوا يخططون للإيقاع بي ولنشر الفساد في وطني عبر نشر مقالات على الإنترنت.. تأزمت بي الحالة وأصبحت أكره تصرفاتهم معي وشعرت أنني لست منهم ولا هم مني فقاطعتهم فجأة وأفشلت محاولاتهم عبر الإنترنت ومضت شهور ولكنني وجدت نفسي مجددا مازلت أبحث عن صديق فعدت إلى الأسوأ وتعرفت عن طريق الإنترنت على شخص من جامعتي يصغرني سنا ولم يحدث بيني وبينه شيء.
هذا الشخص عرفني على مهندس مدرس عندنا في الجامعة وقد ساعدني هذا الشخص وأرادني أن أكون له ولذا هددني هذا الشخص وأراد أن يثبت فكرة أنني شاذ إن لم أمارس معه فوقعت في اللواط مرتين وكنت المفعول به، وأخطأت بحق ربي أولا وأسرتي ونفسي وشعرت بالندم الشديد وبعدما كنت متفوقا في مدرستي رسبت في السنة الجامعية الرابعة وتفاقمت الأمور حيث أرسل لنا دكتور مسيحي شاذ جنسيا ويتحرش بالشباب عكس العادة عندنا حيث البنات يحتلون الصدارة في العلامات والاهتمام في الجامعة.
أصبحت أكره جامعتي كثيرا وأكره طريقة التدريس فيها وشعرت أنها كلية مليئة بالشذوذ والمظاهر والمعاناة والاستغلال والواسطات. وبعد ارتكابي لفاحشة اللواط ابتلاني الله فمرضت بالتهاب الكبد وأنقذني الله منه. وضعت خططا وبرامج لأغير نفسي ولكنها كانت تفشل دائما رغم أنني أصلي جميع صلواتي ويعتقدني الناس متدينا ومهذبا ولكن أعلم أنه ينقصني الكثير والكثير من ديني.
أخاف من غضب الله وعقابه وأخشى أن تحلّ بي لعنته فأخلد في النار وأريد أن أجد حلا أو عملاََ صالحا كبيرا يرفعني من الهاوية التي وقعت فيها فأسأل نفسي هل لي من توبةٍ تقبل؟ وهل سأتغير ويغفر الله لي؟ نذرت عندما شفيت أن أحفظ القرآن الكريم كاملا وقد ختمت قراءته والحمد لله، وحفظت بعض سوره.
تألمت كثيرا وتمنيت أن أكون أعمى فلا أرى من الشهوات شيئا يجرفني إليها. وعلمت أن خير صديق للإنسان هو الله عز وجل وكتابه. ولكنني أشعر أنني مازلت عالة على المجتمع من حولي وضعيف الشخصية وطفولي التصرفات وأشعر أنني ميت يمشي على أقدام وفي أوقات خلوتي وقمة حزني أشعر أن الله مازال ينقذني ويحبني فيراقبني رغم أنني لا أستحق حبه ولكنني أطلب حبه ورحمته ومغفرته فأشعر أنني عُبيد الله بمرتبة أقل من عباده فأشتاق إليه أكثر وأحبه وأدعوه أن يصبرني ويكشف همي وغمي بإذنه تعالى.
مضت الأيام وأخبرت أمي وأبي بما يحدث معي فصعقوا لذلك ولم يصدقوا ووبخوني ولكن أرادوا مساعدتي. حللت فتبين أنني ضعيف جنسيا بسبب الاستمناء اليومي وقال الأطباء إنني أستطيع الشفاء بالأدوية وأردت أن أتلقى علاجا نفسيا ولكن أبي وأمي لا يريدونني أن أذهب إلى أطباء نفسيين خوفا من الفضيحة ومن تفاقم حالتي وعدم خبرة الأطباء وأنا لا أعرف أطباء هنا كما لا أملك المال والجرأة للتكلم في حالتي. مازلت وحيدا رغم بقاء جدتي معي ولا أعرف ماذا أفعل؟.
طموحاتي تبددت بسبب معاناتي وعزلتي عن العالم. ورغم ألمي فأحمد الله أنني وحيد ولكن عندما أرى الشباب من حولي يعيشون حياتهم بشكل طبيعي أتذكر نفسي وأرثى لحالي كثيرا وأتمنى الموت ولولا إيماني بالله تعالى وبرحمته لكنت مزقت نفسي أو انتحرت. أريد أن أتزوج لأتخلص مما أنا فيه وأخلف ذريه صالحه من بعدي وأحيانا لا أريد أن أظلم أي فتاة معي وأخشى من أن يكون زواجي محرما أو أن يؤدي بي إلى أمورٍ أعقد وأوخم مما أنا فيه كالخيانة الزوجية لا سمح الله أو أن أخلف ذريه فاسدة فأعدل عن الفكرة وأتردد كثيرا.
ولكن أشعر أنني بحاجة دائمة لمساعدة فلا أستطيع المتابعة وحدي وأخشى من كل شي يراود ذهني.أريد أن أطور نفسي وأغيرها. أردت أن أعمل في مكتب هندسي كزملائي في الجامعة ولم أجد فرصا للعمل كما أن أهلي لا يحبذون ذلك. ورغم بلوغي فمازالت لدي الرغبة لأن أبدع في رسم الرسوم المتحركة الثنائية الأبعاد والثلاثية ولكن أهلي يعارضون ذلك لأن التجسيم في الإسلام محرم ولكن ماذا لو كان هذا التجسيم يخدم الدين الإسلامي بقصص عن الصحابة والصالحين؟ ليس لدي علم بتفاصيل هذا الموضوع ومازلت أؤجله بسبب مشكلتي الحالية.
وحدتي تقتلني آلاف المرات وحاولت القضاء على وحدتي بالذهاب لنوادي رياضية وبشتى الوسائل المتاحة ولكنها لم تنجح سوى مؤقتا. أعاني من الأرق والقلق وقلة النوم أيضا بسبب تشغيل فكري وطبيعة وظائفي المعمارية وقد أثر ذلك كثيرا على تدهور حالتي الصحية والنفسية.
أخيرا لا أعتقد أنني سأصبح معماريا ناجحا فلست راغبا في ذلك برغم مقوماتي وقدراتي الفنية. الجميع في الأسرة يطالبني بأشياء معمارية ويلومني على عدم كفاءتي المعمارية وخالي مهندس أيضا مغترب ويريدني أن ألحق به ولكن ليس لدي الرغبة في العمل معه أو في مجال العمران. أريد أن أشتغل العمارة من خلال الكرتون وليس العكس وأشعر أنني متأخر عن ركب رفاقي الذين تدبروا أوضاعهم مع دكاترة الكلية (أقصد الواسطة في كليتنا).
تدهورت علاماتي في الكلية كثيرا والسنة القادمة لدي هي سنة التخرج ولدي فكرة مشروع تخرج ضخم ولا أعرف كيف سأنجزه، هل سأنجزه وحدي أم سأضطر إلى انتقاء شريك لا أعرفه لتخفيف نفقاته؟.. أريد أن أخرج مما أنا فيه بأسرع وقت وأرغب في أن أسخر طاقاتي للخلاص مما أنا فيه ولخدمة ديني خصوصا في مجال الإعلام المرئي.
أحيانا أفكر في الهروب من الواقع أو أن أهاجر إلى مكانٍ بعيد لأبدأ صفحات جديدة ولكن أشعر أن شخصيتي لم تكتمل بعد لمثل هذا القرار الصعب. وأحيانا أفكر أنه علي الزواج بفتاة أجنبية مسيحية لكي تسلم وأكّفر عن ذنوبي بها وأعيش بمنعزل عن الوطن الذي أخشى أن يسبب ضررا لي. أو أن أتزوج بمسلمة ونسافر إلى الخارج كما فعل أهلي وعائلتي. لكن كلمة الخارج.. هل تعني قطع صلة الرحم؟ فقد يترتب عليها ذنوبٌ أخرى أكبر.
لا أعلم ولكن أشعر أنني فاشل وضائع ومشتت الأفكار ومسلوب الإرادة رغم أنني مبدع وذكي دراسيا وربما غير متمرس اجتماعيا ولكن لدي المواد الأولية لأصحح وأغيّر نفسي وأريد أن أخرج من هذه الدوامة بأية وسيلة لأنها إن بقيت فستؤدي بي إلى الهلاك والجحيم في الدنيا والآخرة وغضب الله عز وجل ولا أعلم ما هو الحل!؟؟؟.
آسف على الإطالة في طرح المشكلة ولكن أتمنى أن أجد الحل المناسب لمشكلتي عندكم
ولكم جزيل الشكر.
7/12/2021
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وشكرا على ثقتك، أحييك أولا على حسن تعبيرك وسلامة لغتك مقارنة بكثير من الشباب من أقرانك في أيامنا هذه، فبلدك كما أشرت في إجابة لا أذكرها على هذه الصفحة هو البلد العربي الوحيد الذي ما يزال أهله يحسنون كتابة العربية على الإنترنت، وربما تختلف طريقة تفاعلي مع مشكلتك هذه المرة لأنني عرفت سوريا ورأيت شوارع دمشق وسرت فيها بعد أن ظل ذلك حلما يراودني طويلا
وكان من حسن حظي أن مررت بسوريا ذهابا وإيابا وأنا في طريقي إلى لبنان الحبيب مع بعثة فريق المساندة النفسية. أحسب أن معاناتك الطويلة تلك ترجع بالأساس إلى افتقارك للمهارات الاجتماعية الذي أحسب أن لقضائك فترة في إحدى دول الخليج دورا فيها ويبدو أن انطواءك هذا مهّـد لمعاناتك من اضطراب نسميه عسر المزاج وهو درجة خفيفة مزمنة من الاكتئاب، فأنت بسبب افتقارك للخبرات الاجتماعية تشعر بالدونية وعدم القدرة على أن تكون كما تحب.
من الواضح كذلك أنك تعرضت من بواكير عمرك لحدوث نوعٍ من التشوش في التوجه الجنسي وهو أمرٌ واردٌ في بدايات العقد الثاني من العمر، وقد يستمرُّ هذا التشوش لأعوام، وبالنظر إلى أسلوب تربيتك فإن حصول وتكريس هذا التشوش يبدو أمرًا واردًا، ويقصد بالتشوش عدم ثبات اليقين بالتوجه الجنسي، وهو جزءٌ من عدم اليقين النفسي الكلي الموصوف علميا في مرحلة المراهقة... إذن فمن الوارد أن يحدثَ لكل مراهق نوعٌ من الالتباس حول ذاته واختياراته الشخصية في ملابسه ومسلكه...إلخ، وربما أيضًا في هويته أو ميوله الجنسية.
وربما تقول لي هنا يا دكتور أنا فعلا وقعت في اللواط وكنت الطرف السلبي وأقول لك... ثم ندمت وتبت وعزمت على ألا تعود وها أنت الآن اجتزت تلك المرحلة، ولا تنسى أن ديننا الحنيف هو الدين الوحيد الذي تبقى أبواب التوبة والاستغفار مفتوحة لأتباعه، وأرى أن التعامل مع هذا الأمر لا يجب أن يزيد عن كونه ذكرى سيئة مضت وانتهت ولا تكاد تكونُ مؤثرةً في حياتك الآن إلا كنوع من الاجترار للذنوب والمعاصي وهذا ردا على سؤالك (فأسأل نفسي هل لي من توبةٍ تقبل؟ وهل سأتغير ويغفر الله لي؟) وليس هذا الشعور المثقل بالذنب محبذا في ديننا فانسه تماما وانشغل بما هو أولى وأهم.
أما الذي هو أولى وأهم فهو:
أولاً: أن تبدأ في إقامة علاقة مع معالج نفساني يسهل عليك الخطو في طريق اكتساب المهارات الاجتماعية وكيف نكسب الأصدقاء، وألا تيأس من المحاولة خاصة أن العلاج الأمثل لعسر المزاج مبكر البداية -إن كان تخميني صحيحا- هو الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي)، وهذا أمر لابد أن تفعله.
ثانيا: أن تجاهد من أجل أن تمارس ما تحب من عمل ولا أستطيع أن أقتنع بما ذهبت إليه ويذهب إليه البعض من حرمة رسوم الكرتون ثلاثية الأبعاد بل أرى –ولست فقيها لأفتي- أن حكم هذا هو "حسنه حسنٌ وقبيحه قبيح"، وما أراك إلا تختار الحسن فلا مانع من إطالة النقاش مع أهلك في أمر رغبتك في الدمج بين تخصصك الدراسي كمهندس معماري وبين هوايتك كمصمم كرتون.
ثالثا : بالله عليك ما هي حكاية الضعف الجنسي الذي أظهرته التحاليل؟؟ من قال أصلا إن الاستمناء يسبب ضعفا جنسيا؟ أحسب أن الإجابة على هذا التساؤل ودحض هذا المفهوم الخاطئ تمتلئ به إجاباتنا على هذه الصفحة المباركة فهلا قرأتها لتعرف؟ صحيح أن كثيرين من الناس يرددون مثل تلك المقولات التي تجعل الاستمناء مصيبة لا تمحى آثارها ولا أقول لك إلا أنها كانت شماعة جهل وذابت.
إذن عليك أن تستخير ربك ثم تلجأ لأقرب طبيب نفساني لتبدأ معه رحلة العلاج الموفق بإذن الله وتابعنا بأخبارك.