السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، كنت شخصاً عادياً في وعيي وإدراكي، نشيطاً عاقلاً، ولكن تعرض أعز أقربائي لحادث فلم أحتمل المشهد، حزنت لثلاثة أيام، وكنت في كامل إدراكي وأعي ما حولي، ولكن في اليوم الرابع بدأت أشعر بالجنون، فلا أعرف من أنا، وأين نحن، ولا أعرف من يكلمني!!
شعرت بالجنون، وكأنني فقدت الذاكرة، فقدت شهيتي للأكل، ولم أعد أستطيع الأكل والشرب، ولا النوم أيضاً. أفكر في أكثر من موضوع، وعقلي مشتت، ولا أدرك شيئاً، أشعر بذهاب عقلي، وبقاء جزء بسيط سليم منه يجعلني أتحدث معكم، لم أكن مدخناً فأصبحت مدخناً مدمناً، وأشعر بالدوخة والتعب الشديد عند التدخين، وكأن عقلي سيطير مني، ولم أستطع تركها، وأشعر باحتياج عقلي لها.
ساعدوني للخروج من هذه الحالة!!
جزاكم الله خيراً.
8/12/2021
رد المستشار
صديقي
صدمة موت أعز أقربائك ربما تكون قد تسببت في محاولتك للانفصال عن الواقع خصوصا وإن كنت قد رأيت الحدث نفسه ... تقول أنك لم تتحمل المشهد... إن كنت قد رأيت المشهد وما زلت على قيد الحياة فقد تحملته بالفعل، ولكن الحدث أنتج ما يسمى بتوتر أو ضغط ما بعد الأزمة.
قد يكون كل ما تمر به هو من فرط خوفك من الموت الذي أدركت أنه قد يزور أي منا في أي وقت على أي حال، وجود الموت هو ما يجعلنا نحس بطعم وبقيمة الحياة... قد يكون أيضا لأنك غضبت كثيرا لموت قريبك... قد تكون غضبت من الله شخصيا ولو للحظة عابرة ولكن هذه اللحظة أنتجت إحساسا بالذنب جعلك تنفصل عن نفسك وعن من حولك.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ومعالجتها وربما تحتاج لمراجعة طبيب نفساني لكي يصف لك بعض الأدوية المؤقتة لمساعدتك على عبور الأزمة
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
لوعة الأسى والحداد
رد فعل الأسى : الخوف من التعلق !
بين رد فعل الأسى والحداد والاكتئاب
الثكل، رد فعل الأسى والاكتئاب الجسيم