السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة، وأعيش في فلسطين المحتلة، وعندي مشاكل كثيرة، ورغم صغر سني إلا أنها تمنعني من العيش كباقي الشباب والفتيان.
المشكلة هي أنني أعاني من مشاكل نطق مثل التأتأة والتلعثم وتأخر النطق، ولكن عندما كبرت تحسن نطقي قليلا، كما أعاني من الاضطرابات الذهانية مع الشرود الذهني (التشتت الذهني وفرط الحركة ADHD)، وهذه المشاكل التي أعاني منها هي دائما تعيقني وتمنعني من العيش كباقي الآخرين، وجميع من حولي لا يعلمون مدى الألم الذي أشعر به، وينعتوني "بالشخصية الضعيفة"، مع أنني أكثرهم قوة، ولا أملك أصدقاء، وينتابني شعور بأني لن أتزوج، وسأبقى هكذا طول حياتي.
ولكنني صبور، وأعلم أن الله يبتليني لأنني أتحمل مصاعب الحياة، وأعلم أن هذه الدنيا مجرد دار اختبار وستفنى، وكل عبد سيأخذ مكافأته، ولكنني أفكر بالانتحار كثيرا بسبب المشاكل التي أعاني منها، وعدم تفهم وعدم تقبل الناس لي، لا أعرف ماذا أفعل؟ هل هذا اختبار من الله أم عقاب من الله؟ مع أنني لم أفعل شيئا، وأنا في أول عمري.
لماذا الله يبتليني بكل هذا؟ لقد تعبت، ولكن سأصبر ولعل الله يعوضني عن شيء لا يملكه الشباب الآخرين، وأنا قلق جدا وحزين لأنني لست كغيري، وأعلم أنني لن أتزوج في المستقبل إن بقيت في هذه الحال، وتأتيني أفكار كثيرة، كالزنى إن لم أستطع الزواج.
أنا مقهور للغاية ولكني صبور،
فماذا أفعل؟
14/12/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
أقول للشاب دعك من التشخيصات التي تشخص بها نفسك أو يشخصك بها الآخرون، فغالبا ما تكون مثل هذه التشخيصات خاطئة أو مبالغ فيها، ذكر نفسك دائما بأنه لا يوجد إنسان كامل أو مثالي، وكما أن لديك بعض المشاكل في شخصيتك فللآخرين مشاكل أيضا ولا يوجد أحد يخلو من العيوب.
ركز على الجوانب الإيجابية في شخصيتك وسوف تجد الكثير منها إن عددتها وركز على تنميتها وتحسين مهاراتك والعمل على صقل مواهبك وأن تجد المجال الذي يمكنك أن تتفوق وتبدع فيه، ودعك أيضا من التنبؤ بمستقبلك فالمستقبل بيد الله عز وجل وليس من واجب الإنسان أن يتنبأ به ولكن الواجب عليه أن يعمل على تحسين واقعه بقدر الإمكان، واعلم أن من يهزأون بك إنما يفعلون ذلك لتغطية ضعفهم وعجزهم وأنت أفضل منهم لأنك لا تسخر بأحد.
فافخر بنفسك وركز على إيجابياتك وأثبت لمن يسخرون منك أنك أفضل منهم على الأقل في بعض الأشياء إن لم يكن في الكثير منها، ودعك من الأفكار السلبية والتبنؤات السيئة والأفكار الانتحارية فلا فائدة منها
والله معك.