السلام عليكم أنا عمري 23 مشكلتي هي أنه ليست عندي ثقة بحالي ما أقدر أقول لا للناس بالوقت اللي لازم أكون قوية فيه وما أخلي أحد يستغلني. مشكلتي مع خطيبي دائما عندي خوف أنه يزعل مني أو يتركني دائما باجي على نفسي واعمل كل شيء يقول لي عليه حتى لو مو مقتنعة بهاد الشيء .
حاسة حالي ضائعة مشتتة ما عم أعرف غير بحالي دائما أقرأ عن التنمية البشرية بس ما عم أقدر أطبق، دائما في خوف جواي من أن أخسر أحدا أحبه، آجي على نفسي لكي أرضيه .
يا ليت تعطوني نصيحة أقدر أقوي حالي وأزيد الثقة جواتي وما أخاف من شيء
وشكرا لكم سلفا
16/12/2021
رد المستشار
أهلا بك يا "زاهدة" على موقع مجانين للصحة النفسيّة
أولا ليس هناك إنسان "لا يخاف من شيء"، وإلا كان مختلّا بمعنى الكلمة، لكن الخوف أيضا إذا تجاوز شدّة معيّنة صار عائقا وخللا، شدّته وأيضا كثرة مواضيعه أو سياقاته. لكن عموما الخوف جزء من الإنسان ولا يمكن أن يعيش دونه ولا أن يكون إنسانا دونه أصلا. فخوفنا مثلا أن نفقد أحدا يزيد حرصنا عليه وعلى تحسين تصرفاتنا معه، خوفنا أن نؤذي أطفالنا يجعلنا أرحم بأطفال غيرنا إذ نُسقط مشاعر الخوف على الآخرين، وهكذا.
لكن الخوف من فقد الآخرين والسعي لإرضائهم إذا تجاوز حدّا مُعيّنا يتحول لحالة مرضيّة، نسحق فيها كياننا ونذوب من أجل الآخرين، ونعتقد فيها بأن المحافظة على علاقة تحتاج تضحية كبيرة جدا وإنكارا للذات، في حين أنّ أي علاقة صحيّة لا تفترض كلّ ذلك، نبذل مجهودا نعم لكن ليس لدرجة أن تختفي رغباتنا وآلامنا من أجل رغبات وآلام الآخر.
لذا جملتك هاته "دائما في خوف جواي من أن أخسر أحدا أحبه، آجي على نفسي لكي أرضيه" أرى أنها سبب ثقتك المهتزة وغياب القدرة على الاعتراض وقول "لا" إذا كان ذلك لا يصب في مصلحتك أو لا يُناسبك، فأنت تخافين من فقد خطيبك، لكن أيضا من فقد الغريب إذا نظر لك نظرة ناقصة، تخافين من أن تفقدي الاحترام في أعين الناس ويتهيأ لك أنّك إن لم تكوني "لطيفة للغاية وحبّوبة وخدومة" فلن يتقبلوك ولن يحبوك وسينبذونك.
هذه الشروط إن تأملت معي هي شروط تؤمنين بها أنت وتضعينها أنت وتُعززينها أنت، أي أنك أنت فعلا من يعتقد أنّك إن قلت لا، وإن رفضت طلبا وإن اعترضت أو انتقدت... فالناس من حقهم ألاّ يحبوك أو يبتعدوا عنك، يجب أن تغيّري هذه الأفكار وتطبقي عكسها في الواقع، أن تفعلي قدر المستطاع دون أن تكوني وقحة أو لئيمة وأيضا دون أن تكون دمية وخادمة للناس. إن أنت بدأت تغيرين قناعتك بخصوص "شروط حبّ الناس لك" غيّري سلوكك ولا تتبعي شعورك السيء بخصوص الرفض أو النبذ واستمري في السلوك الصحيح المعتدل فتكتشفين بأن الناس سيتغيرون اتجاهك وهو أمر عادي.
وترتّبين علاقاتك من جديد، فالذي كان اعتماديا بطريقة طفولية على لطفك وخدماتك سيرحل من محيطك وهذا جيد، ومن يتقبلك بصفتك بشرا تتعبين وتعترضين وترفضين كما تخدمين وتنشطين وتتقبلين سيُبقي على علاقتكما.
لهذه الخطوات ثلاث فوائد، الأولى أنّك ستواجهين خوف النبذ والرفض المجتمعي والعلائقي، وستعرفين كيف تعيشين بشيء من الأنانية الضرورية حتى تنعمي بحياتك أنت ومن أجلك أنت لا من أجل الناس فقط. والثالثة هي أنّك ستعرفين أيّ العلاقات صحية لتحافظي عليها وأي العلاقات مسمومة ومستنزفة وانتهازية فتُنهيها.
وأخيرا أحب أن أشير إلى احتمالية وجود صدمة في حياتك بما أنّك من بلد عاش ويلات الحرب، خذيِ هذه النقطة بعين الاعتبار، لأنّ أخبار الموت والتشرّد أو تجاربها قد تُكوّن صدمة عاطفية تتجلى في الخوف الشديد من الفقد والحرص الزائد على العلاقات الحميمية، مما يجعل أي فكرة عن التخلص من هذا الإكراه أو اكتساب الثقة دون علاج الصدمة مجهودا ضائعا.
ولا أنسى أن أقول أنّ علاقتك مع خطيبك الآن علاقة غير صحيّة، فالخطيب أو الزوج/ة لا يجب أن يعتاد من شريكه خضوعا وانصياعا وذوبانا بالشكل الذي تذكرين، أنصحك بأن تتحدثي معه بخصوص هذه النقطة وأتجرأ أن أقول أنه إن كان فعلا يحب منك الذوبان فيه وفيه رغباته وأمزجته المختلفة فلا يصلح أن يكون زوجا لك بالذات لأنه سيُتعبك جدا جدا.
تمنياتي لك بالتحسّن وأن تواجهي مخاوفك بقوة وصبر، ولا تنسى أن تزوري مختصا نفسيا من أجل هذه المهمة.
الاضطرابات النفسية بعد الصدمات
كرب ما بعد الصدمة لدى أطفال فلسطين
ملف تأكيد الذات