السلام عليكم
ابني عمره 12 سنة، يعاني من وسواس النظافة والجراثيم، ودائما يقول البيت كله عناكب وحشرات، ولا يرضى أن يفتح مقابض الباب أو يجلس على كرسي سبق وجلس عليه أحد من إخوانه، ويطلب مني أن أفتح له الأبواب والثلاجة وكل شيء، بمعنى أنني بمثابة يديه، وإذا رفضت يتحول لشخص عصبي جدا، فأضطر أن أفعل له ما يريد، فهل هذا التصرف صحيح مني أم أتركه يواجه كل شيء بنفسه؟
مع العلم أنني حجزت له عند طبيب نفسي ولكنه يرفض بشدة الذهاب إليه،
فماذا أفعل؟
17/12/2021
رد المستشار
الأم الفاضلة "نادية" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
ابنك والذي تظهر عليه في هذا السن الصغير أعراض وسواس النظافة والجراثيم أو و.ت.غ.ق لا يمكن أن يترك بهذا الشكل خاصة وأن الأعراض غالبا ستشتد كلما طال تحملكم له، كما أن أعراض عروض أخرى من عروض الوسواس القهري يمكن أن تظهر في أي وقت.
وتبين الممارسة العملية ما تؤكده الدراسات العلمية من أن اضطراب الوسواس القهري في الطفولة يمثل مقدمة لاضطراب أو عدة اضطرابات نفسية أخرى ستظهر، وفي الذكور غالبا ما تكون من اضطرابات طيف الوسواس القهري مثل اضطراب العرات واضطراب توريت أو اضطراب نزع الشعر أو التشوه الجسدي...إلخ... وهذا بلا شك سيعيق أدائه الدراسي ويفسد جودة حياته وحياة أسرته... باختصار الولد لا يشترط أن يوافق على الدخول في العلاج ... ويستطيع المعالج في أغلب الأحوال إقناعه بما ربما تعجز الأسرة عن إقناعه به.
وأما أن تقومي بدلا عنه بلمس ما يتحاشى لمسه فليست إلا طريقة يهرب بها من الشعور المزعج بالتلوث والرغبة في الغسيل أي محاولة لتقليل القيام بالقهور... لكن هذا في نفس الوقت يؤدي إلى إدامة مشكلاته وزيادة قناعته الوسواسية بضرورة وصحة أفكاره وأفعاله المرضية... إذن عليك أن تتركيه يتصرف بنفسه.
وفي كل الأحوال لابد من أخذ الولد للطبيب والمعالج النفساني الذي يتعين اختياره بدقة إما مختصا في اضطرابات الأطفال والمراهقين النفسانية أو مختصا بعلاج اضطرابات الطيف الوسواسي... وربما يكفيه العلاج السلوكي المعرفي أو يحتاج دعما عقَّاريا من عقاقير علاج الوسواس م.ا.س.ا و/أو م.ا.س.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بما تفعلين.