السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة في المرحلة الثانية من الثانوية العامة، تعلق قلبي بابن خالتي وهو في السنة الثانية من كلية هندسة طيران، هو إنسان يتسم بالأخلاق الكريمة وقف بجواري حتى حصلت على 90% في المرحلة الثانية، ويحثني على العبادة والتقرب من الله.
وحصلت بعض المشاكل وهي أن الأهل علموا بالعلاقة التي بيننا، مع العلم أنها لم تكن أكثر من مكالمات غرامية. وأقسمت على المصحف أن أقطع علاقتي به، وهذا ما حدث بالفعل ولكن لمدة أسبوع واحد فقط، وعادت طبيعتي، الصراحة لم أستطع بعده عني. الآن أنا أحبه وهو أيضا ولكننا نخشى الله.
فماذا نفعل حتى نحافظ على ذلك الحب؟
شكرا لكم
19/12/2021
رد المستشار
ابنتي الصغيرة..
قد يزعجك وصفي لك بأنك صغيرة، ولكن أين نذهب من الحقيقة فهي دوما واضحة كاشفة وأحيانا شاقة مؤلمة!!! فسأعقد على لساني وسأوقف سيل المواعظ التي أريد أن ألقيها عليك حول سنك وتقلباتها المتوقعة، وسأعتبر أنك حقا تمرين بتجربة حقيقية للحب وكذلك هو.
ولكن الحياة ليست حبا فقط، وهذه هي الحقيقة الثانية؛ فالحب مشاعر دافئة رقيقة حلوة المذاق تبعث في النفس الحيوية وتجعل العين ترى كل شيء جميلا ممتعا ولكنها تظل مشاعر غير مسؤولة، وحين تطل المسؤولية برأسها يبدأ مشوار الاختبار لحقيقة تلك المشاعر وحجمها وعمقها ولكيفية توظيفها والحفاظ عليها من التبخر والهدر.
أنت تريدين الحفاظ عليها ولكن تذكري أنكما اثنان؛ فلست طرفا واحدا، فلا بد من التأكد من أن محبوبك أيضا يريد الحفاظ على ذلك الحب معك.. ليس حفاظا بالوعود واستمرار الحديث الغرامي ولكن الحفاظ "العملي" بالفعل.
وفي تصوري يمكنه أن يفعل بعض الأمور منها مثلا:
1. أن يتحدث مع والديه بأن مشاعره تجاهك حقيقة، وأنه يتشبث بك للدرجة التي تجعله ينتظرك وتنتظرينه، وهذه الخطوة ستكون أول جولة في المعركة؛ لأنها بداية المسؤولية وسيكثر اللغط فيها، ولكن عليه أن يتحمل مسؤولية قرار الاحتفاظ بك.
2. أن يبدأ في التفكير العملي للوصول بك لبيت الزوجية، وأولها اجتهاده في دراسته؛ فتخصصه مهم، وكلما اجتهد ووضع ولو شكلا مبسطا لطموحه الخاص بالعمل وجد حتما مكانا ينتظره عند تخرجه.
3. أتصور أن احترام رغبة الأهل في عدم التواصل "الخاص" بينكما نقطة لصالحكما وليس ضدكما؛ فهي فرصة لأن تثبتا أنكما جادان في قرار الارتباط... فرصة لاختبار حقيقة مشاعركما، فرصة لأن يروا أنكما جديران بالاحترام، وأعلم أن ألف باء الحب هي الرغبة في رؤية الحبيب وسماع صوته والقرب منه فسيخدمك صلة القرابة بينكما أن يكون هناك تواصل "عام" حتى يحين وقت بزوغ الثمرة.
4. ما ذكرته ليس سهلا يحتاج لعقل وتركيز ووضوح في التفكير وخبرات والكثير من الصمود والتأهل لاختبار الوقت، وهذا ما قصدته حين حدثتك عن الحقيقة وكونها شاقة مؤلمة.
5. تذكري أنني لم أحدثك عن صغر سنكما، لم أحدثك عن تغير الإنسان بين الحين والحين... لم أحدثك عن النضج والاستقرار العاطفي، لم أحدثك عن تحقيق النجاح في هذه السن وما تتطلبه من مثابرة وتركيز وعدم الانشغال بأمور أخرى... لم أحدثك عن قصص الحب الأول والتي غالبا لم تكتمل لأسباب عديدة... لم أحدثك عن المسؤوليات المطلوب إحرازها بجانب الحب احتراما لمشاعرك ورفقا بقلبك.
كن فقط تذكريها ولو بعد حين حتى لا تخوني نفسك التي هي مصدر سعادتك أو حزنك. ونرجو أن تطلعي على الروابط التالية المتعلقة بمشكلتك.
ريم والحب من بدري!!
ماما فصلتني عن حبيبي
الحب الحلال
أحبيه لا عيب، ولكن ….
أحبيه لا عيب ، ولكن …. مشاركة