بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاما، ومشكلتي تتمثل في حيرتي بين القبول والرفض لرجل تقدم لخطبتي يبلغ من العمر 56 سنة، وهو متزوج ويعول 6 من الأطفال، وأنا متفائلة به؛ لأنه صادق معي، ويخاف الله في، ولكن المشكلة في والدتي وكيفية إقناعها.
هذا الرجل به صفات جميلة جدا، ويخاف الله، وأريد النصيحة حول كيفية إقناع والدتي، ونصيحة تبعث فيّ الأمل، وهل تصرفي بالموافقة خطأ أم صواب؟ علما بأني أكن لهذا الرجل الاحترام لأنه صادق معي في كل شيء.
أرجو مساعدتي بكلمات ترفع من إيماني ومعنوياتي، وبارك الله فيكم.. أنتم الأمل الوحيد الذي لجأت إليه بعد الله، وقولوا لي ماذا أفعل في حال رفض والدتي للزيجة؟ لا أريد إغضابها؛ لأن رضاها عندي قبل كل شيء، وأقول إن هذا الشخص متفائلة به ومقتنعة به، وإن رفضت والدتي فهي خائفة من مسألة العمر وكلام الناس.
أنتظر ردكم السديد
والسلام عليكم.
19/12/2021
رد المستشار
ابنتي......
هل تعلمين أني شككت في جدول الضرب بعد قراءة مشكلتك، وقمت بإعادة الحسبة أكثر من مرة؛ لأنه بالنظر إلى كون عمر الرجل المتقدم لخطبتك الذي هو 56 يعني ضعف عمرك الذي هو 28، ولكن رغبتك الشديدة في الارتباط جعلتني أعيد الحسبة أكثر من مرة.
اسمعيني يا ابنتي.. أنا شخصيا من أنصار وجود فرق سن مناسب بين الزوجين لا يقل عن 5 سنوات إلا في أضيق الظروف أو في حالات خاصة، ولكني أعتبر دائما أن وجود فرق عمري قد يمتد من الممكن إلى 10 سنوات أو حتى 12 سنة يشكل ميزة كبيرة جدا في أي ارتباط بين زوجين؛ وذلك لعدة أسباب، منها أني أتصور أن أي بيت أو شركة أو أسرة أو مشروع يحتاج إلى قائد، ومع القائد مساعد له.
وفي رأيي أن القائد -أي قائد- يجب أن يحمل صفات تهيئه للقيادة، فيكون أكثر الموجودين كفاءة وأعلاهم منزلة، وبعبارة أخرى يستطيع أن يكون ذا كلمة مسموعة، وهذا ليس معناه ديكتاتورية وما إلى ذلك، بالعكس وإلا لما وجدنا أي أهمية لمساعدي المديرين، وهو ما نراه في الشركات الكبرى.. حيث يرسم القائد الاستراتيجية ويضع الأهداف والمساعد يقوم بكل العمل ويقع عليه العبء الرئيسي في إنجاح الشركة أو البيت، ولكنه في النهاية يعود لقائده ويحترم رأيه ولا يناطحه المكانة بل يسعد بالعمل في كنفه وتحت رايته.
وهذه مواصفات في الزواج يسمح بها الفارق العمري الذي يكون لمصلحة الزوج في الزواج؛ لأنه أحيانا مع السن المتقاربة جدا تجد المرأة نفسها أكثر ذكاء، وأقدر على إدارة دفة الأمور بنفسها، والحقيقة أن المرأة تنضج أولا، وبالتالي تقترب من نهاية الخط أولا، ونجد أن البداية القوية للمرأة التي كانت تمتلك فيها زمام الأمر كله لحكمتها وخبرتها وحنكتها ونضجها في مواجهة القرارات والأزمات تصبح معها النهاية قريبة، وذلك مع ارتفاع نجم الزوج وتمام نضجه وشبابه الدائم المتفجر؛ ولذلك تكثر الشكوى من الرجل، فيصبح "أبو عين زايغة..". ويبقى أن أؤكد لك أن ما أقوله لك غير قابل للتعميم، وأنه رأي شخصي لا يصل لمستوى القاعدة.
ورغم إيماني بوجوب وجود الفارق فلا أتصور أن الفارق يرقى لمستوى الأبوة يا ابنتي، ولن أتحدث معك عن دنياه التي عاشها وانتهى منها والتي لم تتخطي أنت مجرد عتبتها حتى الآن.. دنيا العمل والكفاح، ثم مشاعر الأبوة الأولى والثانية وحتى السادسة والمدارس وربما الجامعة.
حتى ترتبطي بهذا الشخص فمطلوب ألا تبحثي عن مشاركة في مجالات كثيرة، أعتقد أنه سيصحبك إلى نزهات أو يدعوك إلى فسحة، ولكن أبدا يا ابنتي لن يشاركك اللهفة والفرحة؛ فأنت بالنسبة إليه واحة الراحة النهائية مع وجه صبوح شاب؛ فهل أنت مستعدة لذلك لأن تكوني عروسة حلاوة في فاترينة زجاج ما تبقى لك من عمر؟.
ولن أكون متشائمة وأقول قد تصبحين خادما لطيفا رخيصا لستة من الأبناء.. فكري يا ابنتي مليا في الأمر، أعان الله أهلك على قرارك.
وننصحك بقراءة الروابط التالية التي تتحدث عن الفارق السني بين الزوجين.
فارق السن بين الزوجين
حدود فارق السن بين الزوجين
معادلة فارق السن بين الزوجين