أنا متزوجة منذ 7 سنوات، وزوجي يكبرني بـ5 سنوات، كلانا يحظى بنجاح مميز في عمله، وأعتقد أن شخصيتي المتميزة قد تسبب المشاكل، والله وأعلم. بدأت خلافاتنا من بداية الزواج وإلى الآن، وكانت أسباب الخلاف تختلف من مرة إلى أخرى، لكنني كنت أطلب وبكل أدب مناقشة هذه الأسباب، كي أتفهم طبيعته وأتجنب الوقوع فيها، خصوصا أن الأمور وصلت لحد مرهق وخطر.
أنا لن أعرض أطفالي مهما كان السبب لمعاناة الانفصال، كما أنني أتمنى أن أجنبهم مشاهدة المواقف الغاضبة بيننا.. بصراحة كنت أفقد أعصابي تارة، وتارة أخرى أتمالكها، لكنه يستفزني وينعتني عادة بصفات واتهامات كأن يقول بأنني مسترجلة، وصغيرة الشأن، وبأنني لا دور لي في تربية الأطفال، وبأنني نشأت في بيت سيئ، وأنني لا أحترمه، و..، و...
أنا متدينة وعلى مستوى جيد من الثقافة، وأتقبل النقد، ومنذ تزوجت بدأت الخلافات، وأنا قرأت العديد من المقالات والكتب عن التعامل مع الزوج والسعادة الزوجية والأسرية، وأنا والله لست بمسترجلة، ولا بصغيرة الشأن، ولا نشأت في بيت سيئ.
إن أمي إنسانة تقية ورائعة وتحب زوجي وتعامله كابن لها وهو يحبها، لكن مشكلة أهلي في أبي وأخي، فكل منهما عصبي، وعنيد الطبع، يرى أنه الصواب وكل من حوله مخطئ ولا يراعي في حديثه الذوق والمجاملة، ورغم أنهم طيبون فإن هذه الطباع تعقد الأمور، خصوصا بوجود زوجي.. فما -بالله عليكم- ذنبي؟.
وهل لي سوى بر والداي ورحمتهما بعد الكبر، وبالطبع لن أنسى فضلهم علي بعد الله.. إن زوجي يكرههم، ولا يطيق أسلوبهم ولا يحتمل طريقة والدي وأخي في تخطيء الآخرين، ونتيجة لذلك وصلت مشاكلي مع زوجي لحد لا يطاق، مع أنني أحرص على أسرتي واستقلاليتها وعدم تدخلهم، إلا أنني لم أستطع أن أفصل علاقتنا معهم في بعض الأمور.
ونتيجة لخلاف زوجي مع والدي وأخي فقد أمرني أن لا أسألهم في أي أمر يخصنا، وفعلت، وكلما كان لنا زيارة لأهلي أو لأخي انقلبت الأمور رأسا على عقب، وانهالت علي الاتهامات والشتائم ناهيك عن أيمان التوعد بالطلاق!!.
إنني أكاد أجن، أنا آخذ كلامه على محمل الجد، وألتزم بأوامره، مع أنني أحترق في داخلي لشتمه أخي ونعته أهلي بأنهم وأنهم وأنهم.. ويسردها لي كمن يتوعد شخصا بحسابه. وكثيرا ما أقسمت عليه أن يبرئني، وأن يعاملني بمثل معاملتي له، فأنا لم أشتم أحدا من أهله، لا صغيرهم ولا كبيرهم، وهم بشر يخطئون مثلما يخطئ أهلي، وأنا وصلت رحمهم وعلاقتي بهم طيبة، بل وأقرب إلى الصداقة، ولكن لا جدوى. وأود هنا أن ألفت انتباهكم أننا نسكن في بيت منفصل عن أهلي، كما أن أهله في بلد آخر.
إنني امرأة عاملة، ناجحة في عملها، وتؤدي حق بيتها، وهذا طبعا بتوفيق من الله، وتعلمون أن هذا الأمر ليس بالسهل، بل على حساب راحتي، فأنا متفانية مع أطفالي، وتربيتهم وتعليمهم وتغذيتهم، والحرص على حقوق زوجي ورعايته ورغم أننا تزوجنا عن حب فإنني لم أعد أجد حلا لكل تلك الخلافات التي ضقت بها ذرعا، وأدعو ربي ليل نهار أن يعينني ويهديني ويرشدني إلى الصواب.
أرجو أن تنصحوني، ماذا أفعل، هل طبيعي أن نختلف أسبوعيا، وإلى حد التوعد بالطلاق وطردي من البيت، وتهديدي بأن يأخذ أطفالي!!.
أقول له إنه الشيطان يفرق بيننا، فلا تدفع بالأمور إلى هذا الحد، أنا لم أترك بيتي قط، فلمَ تطردني الآن وهل صحيح بأنه ليس مكلفا شرعا بصلة أهلي فهم ليسوا برحمه، فهو يقول لي أنا لا أمنعك، ويكفي زيارة المناسبات؟؟ ومع هذا، فقد كان ردي: كما تحب، وأنا أحلك من أي التزام أمام أهلي.
جزاكم الله كل خير عن جهودكم المتميزة،
وجعلها في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم
25/12/2021
رد المستشار
صديقتي،،،
إذا كان أبوك وأخوك يسببان المشاكل بسبب عصبيتهما، وإذا كان أي من أهلك يسبب المشاكل فمن الحكمة أن يقل التعامل بينهم وبين زوجك بقدر المستطاع... صلة الرحم لا تعني تحمل ما لا نريد تحمله، زوجك لا يمنعك من أن تصليهم ولكن ليس عليه أن يتعامل مع أهلك إن كان هناك ما يؤذيه في هذا التعامل.
من الواضح أنك تناقشين زوجك ولكن هناك شك في أنك تناقشين أهلك من ناحية أسلوبهم معه... إذا كان هذا صحيحا فأغلب الظن أن زوجك يشعر بأنه يأتي في مرتبة أقل من أهلك وقد يكون هذا سببا في مشاكله معك... قد يغار من اهتمامك بهم وبالأطفال وتفانيك في السهر على راحة الجميع في حين أنك لا توليه نفس القدر من الإهتمام والإحتمال والتفاني... قد يكون هذا أسلوبا طفوليا من جهة زوجك ولكنه شيء إنساني ومن حقه أن تدلليه كما تدللي أهلك وأولادك... أغلب الظن أن هذا هو سبب كلمة "مسترجلة" .... تناقشينه الند بالند ولا تدللينه وعلى الوجه الآخر تخنعين وتضعفين مع أهلك وأولادك.... القيام برعاية زوجك والحرص على حقوقه يجب أن يتضمن النعومة في التعامل معه ويجب أيضا عدم نسيان أنوثتك كامرأة وكحبيبة وشريكة حياة... حبك لزوجك يتضمن عدم قبولك لإهانته والهجوم عليه من قبل أهلك.
طيبة أبيك وأخيك هي طيبة مزيفة إن كانا يؤذيان الناس وحادا الطباع ويصران على أنهما على حق... الطيبة الحقيقية تجعل الإنسان صبورا لينا ولطيفا ومرنا في التعامل مع الآخرين... الطيبة تجعل الإنسان حريصا على الإحسان إلى الآخرين خصوصا عند اختلاف الآراء.
غير واضح ما تقصدين بأن شخصيتك مميزة ونوعية المشاكل بينك وبين زوجك فيما لا يتعلق بأهلك... إن كانت شخصيتك المميزة تعطي الآخرين أكثر مما تعطي زوجك فمن البديهي أن يسبب هذا مشكلة وغضب..عليك الاستماع إلى زوجك في هدوء وبدون محاولة الدفاع عن نفسك وعن أهلك وبدون محاولة تبرير وتفسير أي شيء... استمعي إليه كما تستمعين إلى طفلك عندما يكون غاضبا وتحرصين على امتصاص غضبه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب