السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
أنا شاب في الثلاثين من عمري، درست في أوربا، واعتنقت الإسلام منذ شهرين بعد اقتناع منذ حوالي 6 سنوات. تعرفت في أوربا منذ أكثر من خمس سنوات على فتاة أوربية وأحببتها، وكانت فترة علاقتنا مليئة بالمشاكل الدراسية والمادية بعض الشيء، مما أصاب علاقتنا بنوع من الإحباط. وبالرغم من هذا استمرت في حبها لي واستمريت أنا الآخر في حبي لها. ولكن أخطأت بعض المرات وذلك في خيانتها مع فتيات أخريات، ولكنها كانت تسامحني في كل مرة.
حضرت إلى بلدي وتركتها هناك لتكمل دراستها بعد أن أنهيت أنا دراستي، وبالفعل أتت إلي، وأقامت معي في بلدي حوالي سنة كاملة، وكنا نقيم في نفس الشقة مع أسرتي، الأمر الذي استاءت منه هي على حد قولها، وذلك على الرغم من أنها تحب والدي ووالدتي جدا، ولكنها كانت تريد السكن المستقل. قررنا في يوم ما أن نسافر إلى بلدها والإقامة هناك حيث أنها البنت الوحيدة لأهلها وهي متعلقة جدا بهم، وكانت هناك فرص جيدة لي للعمل.
وسافرنا بالفعل منذ ثلاثة أشهر وبعد شهر من سفرنا، قررت أنا العودة إلى بلدي حتى أقوم بأعمالي وأنهي بعض الأشياء الخاصة بالشركة في بلدي، حيث أن لدينا شركة هنا. على أمل أن أعود إليها بعد ذلك بشهرين. في خلال هذين الشهرين اتصلت بي وأخبرتني بأنها مستاءة جدا بعلاقتنا وخاصة أنني أخبرتها في لحظة غضب أن حياتي بدونها أفضل، وأنها فكرت في الأمر، ووجدت أن حياتها هي الأخرى أفضل بدوني، وأنه لابد من الانفصال.
حاولت مرارا إصلاح هذه الفكرة وهذا الرأي، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، لأني على حد قولها لم أحبها قط. هي من النوع العاطفي جدا، وأنا أعلم هذا ولكن الطيش أدى بي إلى أن أهملها شيئا ما. في الفترة الماضية سافرت إليها وكنت أتمنى أن تكون المفاجأة رومانسية لحد ما ولكن والدها الذي استقبلني بغير ترحاب على غير العادة، أخبرها على المحمول بأنني في بيتهم وفي انتظارها. فكانت فرحانة جدا، وسألتني لم أفعل كل هذا وأخبرتها بأني ما زلت أحبها.
وفي خلال الأسبوع الذي أقمته هناك حاولت معها بشتى الطرق، بالكلام، وبالرومانسية، حتى أنني عرضت عليها أن أقيم معها هناك كما اتفقنا، وأترك كل شيء في بلدي، واستثمر هناك في محل وشركة ولكنها كانت رافضة الفكرة. عدت حزينا جدا، وتفكرت في الأمر مرارا. وفي هذه الفترة التي عدت فيها تفكرت في أنني أنوي الإسلام وكانت علاقتي بزوجتي عائق في طريقي، فنفذت ما كنت قد نويته، ونظقت بالشهادتين سرا، ولم يعرف الأمر سوى صديق لي في بلدي وزوجتي التي أخبرتها بذلك في خطاب لها.
وبعد ذلك ما زلت أراسلها وابعث لها ولكن كالعادة لا استجابة، وحجتها دائما هي أنني لم أحبها قط. وبالرغم من ردود أفعالها إلا أنني بقيت على عشرتنا، ولا زلت أرسل لها خطابات، وهدايا مع أي شخص يسافر إلى بلدها، ولكنها حتى الآن لم تستجب، وتقول لأصدقائي بأنها لم تشعر قط بحبي لها على مدار الست سنين الماضية. فماذا أفعل، وأنا أحبها جدا ليس حب تملك ولكن حب خالص، وخاصة أنني كلما صليت ودعوت لله، تذكرتها دائما على الخير ولا أستطيع أن أنساها.
وخاصة أن أعز صديقاتها تحثني دائما على الاستمرار في مكالمتها لأنها في حالة نفسية سيئة، وأنا أيضا أشعر هذا من خلال كلامها فكلامها متناقض بعض الشيء وتسأل دائما عن أحوالي باهتمام عندما أتصل بها، حتى أنها في مرة بكت لأني قلت لها إني بخير، فاستغربت من الأمر، فقالت لا تستغرب لأني وأنا بعيدة عنك سعيد فهذا هو سبب بكائي. فبماذا تنصحون؟؟ بأي الطرق أقدر أن أقنعها بحبي وباحتياجي لها، وكيف تحللون الموقف؟؟ وما هي شروط الدعاء المقبول في مثل هذا الأمر؟؟ وخاصة وأني كما ذكرت أدعو كثيرا من أجل رجوعها وبعدها أحس أني قريب منها جدا.
على فكرة زوجتي اتهمتني أيضا بأنني باقي عليها لمجرد الشفقة وليس لحبي لها لا أعلم بالضبط ما هي الأسباب التي تدفعها دائما لهذه الأفكار، والسبب الحقيقي في رفضها المفاجئ لي، على العلم بأنه ليس هناك شخص آخر في حياتها على حد علمي، وبالنسبة لي أيضا. ولماذا اختارت هذا الطريق على الرغم من أنها غير مرتاحة نفسيا.
أفيدوني أفادكم الله إن كانت هناك طريقة مناسبة من وجهة نظركم للتعامل مع الموقف.
وجزاكم الله خيرا
28/12/2021
رد المستشار
هذه إجابة كتبها مؤخرًا أحد الزملاء تعليقًا على مشكلتك من جانب آخر غير المنشور، ونرسلها لك استكمالاً للفائدة:
هذه الفتاة قد فقدت الثقة فيك تمامًا. عندها جرح غائر ولا يمكنها الشعور بالأمان والثقة ومعها الحق في ذلك ويحتاج علاج هذا الجرح الغائر إلى صبر طويل حتى تنجح في اكتساب ثقتها مرة أخرى وتشعرها بأنك قد تغيرت فعلاً في معاملتك معها فلا تيأس من ذلك. فهي الآن مترددة بين حبها لك ورغبتها في الرجوع إليك وبين إنعدام ثقتها فيك وعدم شعورها بالأمان معك. وحتمًا هي سترضخ وستقبل عودتك إليها مرة أخرى إذا ما لمست منك الرغبة الصادقة في العودة إليها. فلا تتضجر من ذلك والتمس لها العذر.
الأخ الراسل:
أستشف من رسالتك تلك التي تصف فيها معاملتك لهذه الفتاة أن شخصيتك من النوع البارانوي إلى حد كبير. تلك الشخصية التي تخجل من الاعتذار وتكابر في الاعتراف بالخطأ. وعندها نوع من الأنانية – الممنوع عندها مرغوب والمتاح المباح مزهود فيه – تأبي أن تكون في موقف ضعف وتأبى أن يراها الآخرون في مثل هذا الموقف وهذه صفات عامة عند جميع بني الإنسان لكنها عندك أوضح وأعمق.
أستشعر أيضاً أنك لم تبلغ درجة النضج الكافي لتصبح مسؤولاً عن امرأة وعن أسرة وعن أولاد وحتمًا تجربة كهذه وغيرها عامل من عوامل النضوج ولعلك تستفيد منها في المستقبل.
أمر آخر في غاية الأهمية عليك أن تتصور مستقبلاً واضحًا لهذا العلاقة في حالة قبول هذه الفتاة العودة إليك. هذا التصور يضع علاجاً ناصعًا واضحًا للمشكلات التي قد تقع في المستقبل بينك وبين هذه الفتاة ويمنع تكرار حدث من خلاف وشقاق مرة أخرى.
تابعنا بالرد لما تصل إليه.