السلام عليكم
صديقي (صاحب البيانات أعلاه) متزوج ولديه طفلة، لكنه بدأ يشذ عن الطريق الصحيح أثناء معاشرته لزوجته؛ حيث أنه في إحدى معاشراته حصل خطأ غير مقصود، وبسبب الشهوة والسرعة أثناء الممارسة دخل ذكره بالخطأ في دبرها، ولكن دون أن يعرف، ولكن صراخ زوجته وألمها اضطراه لأن يخرجه بسرعة ليستفسر ما سبب صراخها، فقالت له ما حدث، فتأثر وتضايق.
ومن هنا بدأت مشكلته حيث أصبح يحس بأنه يريد فعلاً أن يجرب ولو لمرة واحدة، وراح يقنع زوجته إلى أن رضخت له تحت ضغط الشهوة الشديدة أثناء الجماع، وكان يندم كثيراً بعدها ويتوب إلى الله ويصلي ركعتين للتوبة، ولكن ما إن يمضي شهر حتى يغلبه الشيطان أثناء الجماع حيث لا يمكنه أن يفكر بعقله فينحرف عن الجادة، وبالرغم من ممانعة زوجته فإنه يثيرها حتى ترضخ له.
وهو على هذه الحالة منذ ستة أشهر تقريبًا، في كل شهر يحدث معه نفس الشيء.. تكون الأمور سائرة بشكل جيد إلى أن يتلبسه الشيطان، وبعدها يتوب وينيب إلى الله عسى أن تكون المرة الأخيرة، ويتناصح هو وزوجته على عدم العودة لمثل هذا. أضع هذه المشكلة، بل المعضلة التي لم يعرف لها حلا ولم يجد لها دواء، برغم التجائه إلى الله بصدق ودعائه بالابتعاد عن هذه الأمور.
أرجو من سعادتكم التكرم بالدعاء له
وإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.
8/01/2022
رد المستشار
الأخ السائل، ما معنى الحياة، وما طعم الأشياء، ومنها الجنس، إذا لم يكن للأمور حدود؟!!
خطر ما يمارسه صاحبك أنه يصبح تدريجيًا عبدًا لشهوته، تقوده، وتأخذ اليد العليا فتأمره وينجرف، ثم يعود يبكي نادمًا عازمًا على عدم العودة، رغم أنه مع كل ممارسة تصبح المعاودة أسهل وأقرب، والمقاومة أصعب، ورغم الحرمة الشرعية الواضحة، والمخالفة للفطرة السليمة، فإن شهوة الإتيان في الدبر معروفة، وفي الأثر أنها "اللوطية الصغرى"، ولا أرى بينها وبين الكبرى "أي إتيان ذكر في دبره" إلا فارقا قد تتجاوزه الشهوة في أي حين "حيث لا يمكنه أن يفكر بعقله" كما تصف حالته عندما تشتد شهوته، فهل يأمن على نفسه اللواط؟!! وبأي منطق، طالما الشهوة هي الحاكمة؟!!
والأخطر أن زوجته هي الأخرى تتعود وتتدرب على إشباع شهوتها عن هذا الطريق، وهي لذلك صارت أكثر تجاوبًا مع رغبته المنحرفة تدريجيًا، وسوف يزداد هذا إلى درجة بلغتها حالات مشابهة حين أصبحت المرأة هي التي تطلب نكاح الدبر، ولا تقضي وطرها إلا به؟!!
فهل يريد صاحبك أن يهجر محل الحرث إلى محل الخبث؟!! وهل يريد أن يجر زوجته إلى هناك، مع ما يحمله هذا من شعور متواصل بالقذارة الحسية والمعنوية، والإثم الشرعي، والامتهان الذي ستشعر به زوجته تدريجيًا. هب أن صاحبك هذا قد اختلف مع زوجته –والقلوب تتغير- لسبب أو لآخر، وجلسا للتحكيم، وجاء كل طرف بعيوب الآخر، فهل يتحمل أن يسمع أمام الحكمين أن من عيوبه ونواحي ظلمه لها، أنه يأتيها في دبرها؟!! فإن ساغ له أن يتحمل هذا في مجلس صغير، فهل يتحمله يوم العرض الأكبر على رءوس الأشهاد؟!!
أخي، إما أن يكف صاحبك عن لوم نفسه ومعاتبة ضميره، وندمه وزوجته، ويفعل مثل الغربيين الذين يرون هذا دربًا من المتعة المرغوبة عند كثيرين!! أو أن يكف نفسه عن هذا السبيل تمامًا، فلا يندفع تحت تأثير الشهوة أو السرعة "كما أنت تقول" فيلج الموضع الخطأ، وينبغي أن يكون هذا الكف كاملاً وسريعًا، وإلا تحولت المسألة إلى إدمان عنده، أو عند زوجته، أو كليهما.
ومما يعين على هذا الكف أن تتم المعاشرة دون اندفاع أو سرعة، ولا أدري لماذا السرعة؟! وأفضل النكاح ما كان هادئًا وعاطفيًا... ومما يعين على الكف أن يكافئ نفسه عن كل مرة تأتيه فيها الشهوة المنحرفة ويردها، وأن يعاقب نفسه بأكثر شيء يكرهه إذا وقع في الخطأ، وألا يمل من المحاولة، والأمر ميسور بإذن الله، ما دام في أوله، وإن كانت تلزم الجدية والسرعة في التخلص منه، وأرجو أن يبتعد عن الموضع الحرام تمامًا، ولو حتى بإدخال إصبعه لأن هذا مقدمة لتلك.
والله أعلم.