أخي والتليفزيون
أخي يبلغ من العمر 10سنوات ويشاهد أفلام الكرتون بكل اندماج لدرجة أننا نقوم بمناداته أكثر من 3 مرات
لكنه من درجة الاندماج لا ينصت.
فما الحل؟
شكرا لكم
8/1/2022
رد المستشار
بداية أشكر لك وعيك واهتمامك بأمر شقيقك.. ولا أخفيك سراً أن ما ذكرت هو أمر لابد أن أن ينبته إليه كل أولياء الأمور لأنه في غاية الخطورة وحذرت منه الدراسات كثيراً منذ زمن بعيد ومن عصر السبعينات ومع انتشار جهاز التلفاز بغض النظر عن المادة التي يفضل كل مشاهد أن يراها، فمثلاً أخاك أدمن الكرتون وربما أخر يدمن مشاهدة كرة القدم أو المصارعة أو الأفلام .. الخ ولكن المشكلة في النهاية واحدة والعلاج واحد.
والآن تعالي أحدثك ماذا تعني مشاهدة التلفاز بوجه عام.. هي حالة من الاستثارة الحسية للبصر والسمع والتي ترسل إشارات للمخ تدخل المشاهد في الحدث، فإذا كان هناك ضرب ومعركة فأنا في المعركة، وإذا كان هناك قاتل فربما أعيش دور القتيل، وإذا كان هناك لص فربما يدق قلبي ويخفق لأنني بلاوعي تقمصت دوره وأخشى أن يلقى القبض عليه، وإذا كنت بطل وشهم وأوشك أحدهم أن يلحق بي الأذى أشعر أنني هو وأجري وأقفز ببصري وسمعي لكن بالطبع جسدي بلاحراك لأن المشاهدة ما هي إلا حالة من الإثارة السمعية والبصرية تدخل المخ في حالة من الإندماج لكنها لايصاحبها نشاط حركي.
أي أنها حالة من السلبية الجسدية وهذا ياعزيزتي يحدث نوعاً من التشويش لوظائف المخ الإداركية كالانتباه والذاكرة.. وإليك بعض التعبيرات التي وردت على ألسنة البعض من مدمني التلفاز والذين أجريت عليهم بعض الدراسات:
1-أشعر أنني تحت تأثير مخدر
2-أشعر أنني في حالة من التنويم الإيحائي
3-أشعر كأنني تعرضت لعملية غسيل مخ
4- أطفالي حينما يجلسون أمام التلفاز أشعر وكأنهم كالأموات.
كل هذا وللأسف لايدرك الآباء خطورة هذا الجهاز على نمو وتطور الوظائف الإدراكية للأطفال.. وفي إحدى الدراسات وجد أن إدمان التلفاز يعد أحد أهم الأسباب التي تنتج حالة من التشتت في انتباه الأطفال حينما يطلب منهم أداء واجباتهم المدرسية، لا لمجرد أن ذهنه مشغول ولديه رغبة ترك دروسه من أجل متعة المشاهدة ولكن لأن هذا الجهاز يحدث نوعاً من الاضطراب في الانتباه ويؤثر على التركيز وينهك وظائف المخ.
لذا فيكون المخ بحاجة لاستعادة نشاطه الذي هو إعادة لبناء المرسلات الكيمائية التي تستهلك في مشاهدة التلفاز، أي أن التأثير لا يكون تأثيراً نفسياً بل تأثيرا عضويا وظيفيا على المخ، فليس مستغرباً إذن أن تنادي على شقيقك ولايستجيب ولاتظني أنه يتجاهل الرد عليكم بل هو لاينتبه إليكم نظراً لاستهلاك الطاقة اللازمة للمخ لأداء وظائفه كما ينبغي.
كل هذا يعني أننا لابد أن نأخذ وفوراً خطوات إيجابية لعلاج شقيقك من إدمان المشاهدة بغض النظر عما إذا كانت أمام التلفاز أم الكمبيوتر فالأمر سواء.. والأمر سيكون صعباً في البداية لكن علينا فوراً بالبدء والصبر وإيجاد أنشطة بديلة مع مراعاة عدم حرمانه من المشاهدة بشكل مفاجئ كما يلي:
1-دمج الطفل في أنشطة حركية كممارسة رياضة يحبها وخاصة الرياضة الجماعية مع تشجيعه المستمر ومكافأته على ذلك.
2-إيجاد هوايات محببة للطفل كالرسم أو الرسم على الزجاج.
3-دمج الطفل في الأنشطة العائلية كزيارة الأقارب والأصدقاء.
4-التشجيع المستمر على قراءة القصص والمجلات المفيدة.
5- مكافأة الطفل كلما استطاع التقليل من مشاهدة الكرتون وذلك بنزهة أو هدية محببة له.
أذكرك أن الأمر يحتاج للوقت والصبر وبالطبع لابد أن يشترك الوالدان في تطبيق الخطوات السابقة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
متلازمة الشاشة الإلكترونية
ابني مدمن موبايل وموسوس نظافة !
ألعاب الكمبيوتر... أصل المشاكل