أريد أن أتحكم بأفكاري
السلام عليكم، اعذروني إن طالت استشارتي فأنا أود أن أتحدث باستفاضة، أنا فتاة تعرضت للتحرش الجنسي قبل إتمامي سن العاشرة من أكثر من شخص في محيط عائلتي، ولم أستطع التحدث مع والدتي بسبب الخوف.
من صغري وأنا مصابة بالتأتأة، توفي والدي وأنا في الحادية عشر من عمري، وأصبت بوسواس في الدين ظل فترة ثم اختفى، دائما كنت أشعر أنني سأُفضح عن طريق الذين تحرشوا بي إذا تمت خطبتي أو إذا تزوجت، وظل هذا الشبح يطاردني إلى مرحلة نهاية الثانوية.
دخلت الجامعة ونضجت فكريا، وحدث حادث صادم لي بعد تخرجي بثلاث سنوات أصبت بعدها بوسواس في ديني، دائما أتهم نفسي بالكفر وأشعر أنني أستهزئ بالدين، فقدت التمييز بين ما هو استهزاء وما غير ذلك، وتطور الأمر وبدأت أكتب المواقف التي تحدث معي والتي أظن أنني كنت بها أستهزئ بالدين، كنت أكتبها في مفكرة حتى أطلع فضيلة شيخ عليها ويفتيني هل أنا كافرة أم لا ؟ ولكني لم أجد حينها أحدا يفتيني فكنت أقول الشهادتين وأغتسل قرابة الثلاث مرات يوميا.
لم يكن بالأمر الهين فدخلت في اكتئاب ظل معي قرابة الثلاث شهور ولم أتحدث مع أحد خوفا من أن أفعل أو أقول شيئاً يعد استهزاءً فأكون كافرة، تحولت وساوسي لأسئلة عن عالم الغيب أسئلة مُلِحة، وظللت حبيسة غرفتي يأكلني الاكتئاب، وددت لو أتقيأ أفكاري من شدة الألم الذي كنت أشعر به، لا أتذكر كيف خرجت من هذه المرحلة؟ أعتقد عندما أرسلت لفضيلة شيخ وأفتاني على كل المواقف التي كنت أكتبها في مفكرتي وقال لي ليس عليك ذنب ولست كافرة.
تخيلت أن الأمر سينتهي هنا ولكن أنا حرفيا فقدت ضابط ما يعد استهزاءً بالدين، فاستمريت في كتابة المواقف كل يوم دون ملل، وكنت أنطق الشهادتين وأتوب، والآن.. وساوسي لم تعد استهزاءً بالدين ولكنها وساوس بالسب والشتم في ديني أعوذ بالله.
وهناك وساوس أخرى لا أستطيع البوح بها لشدة وقعها المؤلم علي، مشكلتي تتلخص في أنني كثيرا من الأحيان لا أتذكر وساوسي! أود لو أتذكرها حتى أستعيذ بالله منها أو إذا كانت من وساوس العقيدة ونسيتها فأخاف أن يكون هذا الوسواس رسخ بداخل عقلي وغير في عقيدتي وأنا لا أشعر ولم أستعذ منه فبالتالي أنا كافرة، أظل أتذكر الفكرة ولكن دون جدوى! هذه أول مشكلة.
ثاني مشكلة هي عندما تأتيني وساوس وأستعيذ منها لابد أن أستعيذ بصوت، وإذا أستعيذ بتحريك شفاهي فقط أشعر بعد انتهاء الوساوس أنني لم أستعذ وأنني كنت راضية عن هذه الوساوس، أقول بداخلي أنا متأكدة أنني استعذت بالله ولكن هناك شيئا بداخلي يقول عكس ذلك،، أنني لم أستعذ وأنني راضية خصوصا إذا كانت هذه الوساوس مؤلمة على نفسي.
المشكلة الثالثة أن هذه الوساوس تأتيني وبكثرة قبل نومي، عندما أشعر بثقل رأسي وجسدي فلا أقدر على قول أعوذ بالله من الشيطان بصوت عال حتى أشعر نفسي باعتراضي على هذه الأفكار... فأستيقظ صباح اليوم التالي وأنا أتهم نفسي بالكفر نتيجة الرضا بالوسواس الذي أتاني قبل نومي وأنا أتذكر جيدا أنني استعذت الله في قلبي، ولكن مثلما قلت لكم هناك شيء يقول لي عكس ذلك.
المشكلة الرابعة وهي أنني كلما وددت أن أتجاهل الوسواس يأتي بداخلي شيء يشعرني بأنني راضية عن الوسواس
طالما لم أتخذ أي ردة فعل تجاهه فأرجع لنفس الدائرة مرة أخرى أتهم نفسي بالكفر وأنطق الشهادتين وأبكي.
المشكلة الخامسة أنني في أوقات أشعر بالبلادة أو اللامبالاة، حرفيا أشعر أنني أنهكت وكأنني أجري ألف ميل، وهذا الشعور بالبلادة أيضا يشعرني باستجابتي للوسواس.
اليوم أتى لي وسواس قلت أعوذ بالله من الشيطان كثيرا وآمنت بالله أيضا ولكن بإحساس متعب ومنهك شعرت للحظة أن قلبي مال لهذه الوساوس ظللت أبكي وأنطق الشهادتين وأتوب... وفي النهاية من كثرة خوفي أنا لا أعلم هل أنا حقا مسلمة ويحبني الله؟ هل هذا بلاء من الله وسيكفر عني أخطائي وذنوبي أم هذه نفسي الخبيثة وأنا منافقة؟
ولكن الذي أعلمه جيدا أنني والله أحب الله، أتقرب إليه بالنوافل وابتعدت عن أي ذنب يغضبه
أتمنى من الله أن يرضى عني ويتوفني مسلمة
1/1/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Mahitab" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
ربما أصبت حين بدأت إفادتك بوصف الطفلة الخائفة ضحية التحرش الجنسي المتكرر من ذوي القربى الذكور، وهناك ما يشير إلى نوع من الارتباط بين التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة ووجود أعراض وسواسية واكتئابية لاحقا في حياة الضحية... بقيت أنت خائفة شاعرة بالدونية بسبب التأتأة وربما التنمر فوق التهديد المتخيال بفضحك من قبل المتحرشين! ووسوست قليلا في الدين.
ويبدو أن تحررك من الخوف مع النضوج الفكري ساعدك على إنجاز دراستك ولم تشيري إلى أي أعراض وسواسية في تلك الفترة... حتى كان الحدث الصادم وبعده أصبت بوسواس في دينك،... وهذا لب الحال الذي تعيشينه حتى الآن..... فأنت تعانين من وسواس الكفرية بشكل أو بآخر (أفكار كفرية، أو صور أو ألفاظ كفرية، أو شكوك عقدية...إلخ) ولعل فهمك لما سنحيلك إليه من ارتباطات عناوينها تضم أغلب حيل وسواس الكفرية وتشرح سطورها ما يرد على ينهي مشكلتك يا "Mahitab" يا ابنتي.
وسواس الكفرية : الوسوسة تسقط التكليف !
وسواس الكفرية : لا قصد ولا نية ولا أي مسؤولية !! م
وسواس الكفرية والشك في الحالات الداخلية
وسواس الكفرية : إعفاء من المسؤولية !
وسواس الكفرية يعبث بالعقل وبالنية !
تقولين (دائما أتهم نفسي بالكفر وأشعر أنني أستهزئ بالدين، فقدت التمييز بين ما هو استهزاء وما غير ذلك) يعني وساوس اتهام بالكفر ومشاعر وسواسية بالاستهزاء بالدين ثم أنت في دواخلك تفتشين بحثا عن علامات إيمانك وقناعاتك الأكيدة فلا تجدين وهذا حال الموسوسين... ووصلت إلى حالة مثل (حتى فقدت التمييز بين ما هو استهزاء وما غير ذلك)... ومثل (ولكن أنا حرفيا فقدت ضابط ما يعد استهزاءً بالدين) ... بالمناسبة يمكننا أن نقف هنا في الرد عليك لأن فقدك للتمييز يسقط عنك التكليف شرعا، إذِ القدرة على التمييز في أمر معين شرط للتكليف بهذا الأمر.... والموسوس المسكين معرض جدا لفقد التمييز حين يحاول قراءة دواخله فيما يوسوس فيه وحتى في ما لا يوسوس فيه!
واقرئي هنا:
وسواس الكفرية : لا شيء يؤدي للكفر !
وسواس الكفرية : حتى النطق بالكفر ليس كفرا
وتعليقا على عبارتك (وهناك وساوس أخرى لا أستطيع البوح بها لشدة وقعها المؤلم علي) أطمئنك يا "Mahitab" يا ابنتي أن الحكم بالبراءة أي براءة مريض وسواس الكفرية القهري من أي مسؤولية شرعية هو حكم عابر للتفاصيل أي هو ينطبق على ما ذكرت من الوساوس وما لم تذكريه أنت وغيرك من خلق الله كل من وسوس بالكفرية... وتبقى حالتك الإيمانية على وضعها السابق للوسوسة مهما اتهمت أو شككت أو شعرت أو نطقت بالكفرية لا تكفرين أبدا ولا تتغير حالتك الإيمانية وإن عجزت عن استشعارها بسبب ضعف قدرتك على قراءة دواخل نفسك واقرئي :
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس ؟
ونصل بعد ذلك للتعليق والرد على مشكلاتك الخمس والتي تصفين فيها بجلاء كيف انطلت عليك حيل وسواس العقيدة ووقعت في فخاخه الشديدة، فقد انزلقت مبدئيا في فخ ضرورة الرد على الوساوس الكفرية بالرفض والتكفير عنها بالاستغفار والتوبة ونطق الشهادتين !... من أين جئت بوجوب الرد؟ بينما الرأي الشرعي والطبنفسي هو التجاهل وعدم الرد.
واقرئي هنا :
وسواس الكفرية : احذري الاستغفار القهري
وسواس الكفرية : لا ولم ولن تكفر مهما حصل !
وسواس الكفرية : الموسوس لا يكفر ولا يرتد
تقولين في وصف تفاعلك مع الوساوس : (كثيرا من الأحيان لا أتذكر وساوسي! أود لو أتذكرها حتى أستعيذ بالله منها أو إذا كانت من وساوس العقيدة ونسيتها فأخاف أن يكون هذا الوسواس رسخ بداخل عقلي وغير في عقيدتي وأنا لا أشعر ولم أستعذ منه فبالتالي أنا كافرة) واستكمالا لحيلة وجوب الرد هذه أصبح من اللازم عليك أن تتذكري الوساوس الكفرية إذا حصلت في وقت أو موقف لم تتمكني من الرد فيه... ثم ساقك الوسواس إلى أنك لا تتذكرين جيدا ثم إلى أنك إذا لم تردي فإن الكفر قد يستقر في قلبك! وليس هذا إلا بهتان فاضح... ثم إلى ضرورة الكتابة وكلها أفعال قهرية... يجب وقفها تماما.
ثم في المشكلتين الثانية والثالثة تتحركين من افتراض خاطئ جديد هو أن عليك ليس فقط أن تردي على الوسواس وإنما يجب أن تردي بصوت عالٍ عليه وليس فقط تحريك الشفاه... وإن لم تفعلي فقد قبلت بما يقول يعني كفرت والعياذ بالله، والرد على الوسواس بصوت عالٍ أو يغيره ليس إلا فعلا قهريا تقدمين به المؤونة للوسواس مع الأسف
واقرئي هنا:
من وسواس الكفرية لا توبة ولا استغفار لكن علاج !!
وسواس الكفرية : الخروج الدخول في الملة !
وسواس الخروج الدخول في الإسلام !
وفي المشكلتين الرابعة والخامسة تجدين أنك كلما تجاهلت الوساوس الكفرية أتاك الشعور بأنك راضية أو لا مبالية بالكفر! وهو شعور وسواسي ينتج عن محاولاتك المستمرة تفتيش دواخلك لتثبيت إيمانك! وكل ما تجدين أو لا تجدين من مشاعر لا حساب عليه لمرضى وسواس الكفرية... ولكن المشكلة تأتي من أنك كلما فتشت دواخلك ازددت شكا فيما تجدين... يجب أن تعرفي أن الوسواس حين نتجاهله لا يفعل في البداية إلا أن يلجأ للعديد من الحيل منها أنها من نفسك فكيف تتجاهلينها؟ ومنها أن التجاهل معناه الرضا... وحقيقة فإن التجاهل ليس معناه الرضا عن الكفر وإنما معناه الرضا بأنك مريضة بوسواس الكفرية وغير مسؤولة ولا مكلفة بالرد عليه.
واقرئي هنا:
وسواس الكفرية : وهم استجلاب الوساوس ! م
وسواس الكفرية : أنا أم الوسواس ؟
إذن فاطمئني أن إيمانك يبقى على حاله قبل الوسوسة مهما حدث، وعليك أن تتجاهليه تماما فلست مكلفة بالرد ولا تأثير للتجاهل إلا أنك تضعين قدميك على طريق التعامل الصحيح مع الوساوس الكفرية واقرئي: وسواس الكفرية : العلاج بالتجاهل وأيضًا اقرئي : وساوس عقيدة أو نية : طريقة التجاهل هي هي ! لتعرفي كيفية التجاهل.
وأخيرا ننصحك بالتواصل مع طبيب نفساني له خبرة في مجال الوسواس القهري لتحصلي على ما تحتاجين إليه من علاج لاضطرابك النفساني الذي طال أمده معك... فالخلاص ممكن.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات
ويتبع>>>>: وسواس ماهيتاب من التحرش حتى الكفرية م